كلينتون: فليتقاتل السوريون.. ثم نرى
انتقدت المرشّحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، في مجموعة من المحاضرات «المدفوعة الأجر» التي ألقتها بعد خروجها من وزارة الخارجية، والتي نشرها موقع «ويكيليكس» الجمعة الماضي تحت مسمّى «مراسلات بوديستا»، في إشارة إلى بريد مدير حملة كلينتون جون بوديستا، الدور السعودي في سوريا ومصر، معتبرة أن السعودية «هي أكثر الدول التي صدّرت الايديولوجيات المتطرّفة في العقود الثلاثة الماضية».
وفي كلمة لها خلال عشاء لصندوق الجباية اليهودية الموحّد في 28 تشرين الثاني 2013، قالت كلينتون إنها «كانت تُفضّل عملية سرّيّة أكثر قوة في سوريا، لكن الأمور تعقّدت نتيجة شحنات الأسلحة الكبيرة التي يُرسلها السعوديون والآخرون عشوائيا، ليس إلى الأشخاص الذين نعتقد أنهم سيكونون الأكثر اعتدالاً على الإطلاق، وهذه من المشاكل الصعبة للغاية».
وحول الحرب على سوريا، تحدثت كلينتون بأسلوب ينم عن سخرية واستخفاف بآلة القتل المستمرة في هذا البلد منذ أعوام، قائلة حول الأطراف المتحاربة «لندعهم يقتل بعضهم بعضا حتى يتعبوا وحينئذ سنرى كيف سنتعامل مع من يصمدون حتى النهاية».
وحول مسألة منطقة الحظر الجوي التي أعلنت تأييدها لإنشائها، اعتبرت أن واحدة من المشكلات التي تُواجه فرض منطقة حظر للطيران في سوريا، والتي أصرّت عليها الدول الغربية منذ فترة طويلة، هو إخراج الدفاعات الجوية المتطوّرة من البلاد.
وأضافت كلينتون: «لتحقيق منطقة حظر جوي، عليك أن تستبعد كل الدفاعات الجوية التابعة لها، وكثير منها يقع في المناطق المأهولة بالسكان».
وعمّا إذا كانت هناك أدلة على استخدام السلطات السورية للأسلحة الكيميائية، وعمّا إذا كانت ستدعم غارة جوية أميركية أو توغّلا بريا في سوريا، قالت كلينتون في حديث لـ «دويتشه بنك» في العام 2013: «سؤال صعب جداً جداً، لأننا تحدّثنا بوضوح عن هذا، وبإسهاب في مناسبات عدة، فإن كلاً من الولايات المتحدة وأوروبا، فضلاً عن إسرائيل، قرّرت أن هذا (التوغّل) خط أحمر. وإذا كانت هناك أدلة لا جدال فيها، فسيكون هناك التزام مُعلن لاتخاذ إجراءات. ما سنفعله في غاية الصعوبة، تخطيطاً وتنفيذاً».
وأكدت هيلاري كلينتون أن للولايات المتحدة بعض المصالح «المحتملة» في سوريا، معتبرة، خلال مأدبة عشاء في العام 2013، أن «الأمر يعتمد على كيفية تعريف المصلحة الوطنية، بالتأكيد سنُحدّدها في ما يخصّ الأسلحة الكيميائية»، وأضافت: «سوريا مصلحة وطنية. من الممكن أن تتحوّل سوريا إلى ساحة لتدريب المُتطرّفين، ونقطة انطلاق لشنّ هجمات على تركيا والأردن وحتى في إسرائيل».
وأشارت كلينتون في خطاب لـ «غولدمان ساكس» في العام 2013، إلى أن الجهة التي يجب تسليحها من المعارضة السورية تُشكّل تحدياً. وقالت: «من الذي سنختاره لتسليحه؟ من وجهة نظري، يجب أن نُحاول أن نجد بعض الجماعات في المكان. يُمكن أن نبني معها علاقات ونُطوّر بعض الاتصالات السرّيّة التي على الأقل تُعطينا فكرة عّما يجري داخل سوريا».
وحول الدور السعودي في مصر، أضافت كلينتون في عشاء صندوق الجباية اليهودية الموحّد (آنذاك كان لا يزال الإخوان المسلمون في الحكم) أن «الجيش سيُحاول سحق جماعة الاخوان المسلمين وذراعها السياسية، وسيحكم مصر ما دام يُريد ذلك»، مشيرة إلى أن المُفارقة هي في أن الجيش المصري «يحصل على الكثير من الدعم من السعوديين والإماراتيين لأن هؤلاء ينظرون إلى الإخوان المسلمين على أنهم يُشكّلون تهديداً لهم، وهو ما يُثير السخرية نظراً لكون السعوديين صدّروا الايديولوجية المتطرّفة أكثر من أي مكان آخر في العالم خلال السنوات الثلاثين الماضية».
في خطاب آخر، ترى كلينتون أن أحد أهم تطوّرات الربيع العربي هو «التقارب بين إسرائيل والسعودية في سياساتهما الخارجية».
(«السفير»)
إضافة تعليق جديد