كمامات لسكان دمشق قبل نهاية 2010

20-05-2006

كمامات لسكان دمشق قبل نهاية 2010

قام مركز الدراسات البيئية بقياس ملوثات الهواء في مناطق مختلفة من مدينة دمشق ذات نشاطات متباينة سواء مرورية أو سكنية أو تجارية في عام 2001 و 2004 و2005 وتم قياس ملوثات العوالق الهوائية وغاز ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد الآزوت وأول أكسيد الكربون. ‏

ولمعرفة وضع ملوثات الهواء في مدينة دمشق، تم اختيار خمسة مواقع خلال الفترة نفسها من السنة حيث الظروف المناخية نفسها، وهذه المناطق هي باب توما ـ البرامكة ـ التجارة ـ المحافظة ـ الميدان. ‏

بينت تراكيز الغبار في مواقع القياس لعام 2001 و2005 أن تركيز الغبار ازداد عام 2005 عما كان عليه عام 2001، وكان أعلى متوسط تركيز يومي في موقع التجارة حيث وصل التركيز الى /478/ ميكروغراماً/ م3 وازداد بمقدار الضعف عما كان عليه عام 2001 وأخفض تركيز متوسط يومي في موقع البرامكة حيث كان التركيز /233/ ميكروغراماً/م3. ‏

ولوحظ ان تركيز الغبار وبالمواقع كلها تجاوز الحد اليومي المسموح به. ‏

‏ انخفض متوسط تركيز ثاني أكسيد الكبريت في موقع باب توما بمقدار 50% عام 2004 عما كان عليه عام 2001 ثم عاد وارتفع بمقدار 25% عام 2005. ‏

أما موقع التجارة والبرامكة فقد كان انخفاض التركيز عام 2004 أقل مما كان عليه عام 2001 لكنه ارتفع عام 2005 بمقدار 20%. ‏

ومع ذلك بقيت متوسطات التراكيز دون المعيار اليومي 125 ميكروغراماً /م3 والمعيار الساعي 350 ميكروغراماً /م3 وعدم وجود تجاوزات بالقيم الساعية واليومية للمعايير. ‏

‏ تدل الدراسة على أن هناك ارتفاعاً في متوسط تركيز ثاني أكسيد الآزوت عام 2004 عما كان عليه عام 2001، وبمقدار الضعف لكن في عام 2005 عاد وانخفض متوسط التركيز ليصبح مساوياً تقريباً لما كان عليه عام 2001، وبالرغم من الزيادة التي حصلت بقي متوسط التركيز دون الحد الساعي المسموح به، ولوحظ اعلى متوسط في باب توما. ‏

‏ لوحظ ارتفاع اول أكسيد الآزوت عام 2004 بمقدار كبير يتراوح بين 2 ـ 6 مرات عما كان عليه عام 2001، ثم عاد وانخفض عام 2005 ماعدا موقع المحافظة حيث بقي متوسط التركيز ضمن مجال عام 2004، وكان عدد من القيم اليومية عام 2004 أعلى من 200 في معظم المواقع ماعدا المحافظة حيث كان هناك تجاوز لـ 200 ميكروغرام /م 3 في عام 2005. ‏

ولوحظ وجود عدد من القيم الساعية لأكسيد الآزوت أعلى من 400 ميكروغرام /م 3 في جميع المواقع ولكن في عام 2005 انخفضت القيم في بعض المواقع وازدادت في مواقع اخرى، وفي منطقة التجارة وجد عدد من القيم الآنية أعلى من 700 ميكرو غرام /م 3، وارتفعت بعض القيم الساعية عام 2005 عن عام 2004. ‏

أشارت الدراسة الى ان متوسط التركيز اليومي تناقص عام 2004 عما كان عليه عام 2001 في باب توما وارتفع قليلاً في البرامكة والميدان أما التجارة والمحافظة فقد تناقص. كما لوحظ تجاوز في القيم اليومية للمعيار اليومي عام 2001 في المحافظة وباب توما، وكذلك عام 2004 فقط في باب توما، ولكنه عاد للانخفاض عام 2005. ‏

تدل الدراسة بشكل عام الى ارتفاع تراكيز الغبار عام 2005 عما كانت عليه عام 2001 حيث تجاوزت القيم الحد المسموح به، وهذا يعود الى طبيعة مدينة دمشق ومناخها الجاف والصحراوي وزيادة العمران بالمدينة وحركة السيارات ووجود المقالع حول مدينة دمشق. ‏

كما انخفض متوسط تركيز ثاني أكسيد الكبريت عام 2004 عما كان عليه عام 2001 ثم عاد وارتفع عام 2005 لكن مع ذلك بقيت هذه التراكيز ضمن الحدود المسموح بها كما تقول الدراسة. ‏

أما تراكيز ثاني أكسيد الآزوت فلوحظ ارتفاعها عام 2004 عما كانت عليه عام 2001 بمقدار الضعف ثم عادت وانخفضت عام 2005. ‏

ولوحظ أيضاً خلال التغيرات اليومية ازدياد تركيز أكاسيد الآزوت بشكل ملحوظ خلال فترة الليل من الساعة 11 ليلاً وحتى الصباح والسبب ان الغازات تبرد ليلاً فتتجمع في الطبقة السطحية لكن عند ظهور الشمس تسخن الغازات وترتفع لطبقات الجو العليا، وتزايدت تراكيز أكاسيد الآزوت بشكل ملحوظ ولعدة مرات في مواقع التجارة والبرامكة وباب توما والمحافظة. ‏

أما تراكيز اول أكسيد الكربون فلوحظ انخفاضها بين عامي 2001 وعام 2004 ويعود التغير في تركيز الملوثات الى عوامل عديدة منها اختلاف في نسب الكبريت والآزوت الداخلة في تركيب الوقود ونوعية الوقود المستخدم خلال الأعوام السابقة أو انخفاض عدد السيارات التي تعمل على المازوت بسبب عدم مرورها داخل المدينة، اضافة الى منع استخدام السيارات القديمة، وتناقص عدد الميكروباصات بسبب استخدام النقل الجماعي في بعض الخطوط. ‏

أورد الدكتور مروان دمشقي أرقاماً ومعلومات مهمة تستحق التأمل والمتابعة من قبل المعنيين وليس فقط وكما هي العادة قراءتها والمرور عليها وكأنها لاتعنينا حول المتوسط السنوي لتركيز بعض الملوثات في مدينة دمشق وارتفاع بعضها عن المعايير المسموح بها من منظمة الصحة العالمية. ‏

فإذا ما تحدثنا عن الغبار والعوالق الكلسية، نرى ان المعايير المسموح بهامن منظمة الصحة العالمية 90 ميكرو غراماً/م3، بينما في دمشق /418/، وفي بكين /377/ ومكسيكو/279/ وأثينا /178/ وطوكيو /49/ وبرلين /50/ وفي سنغافوره وللعجب صفر. ‏

أما ثاني أوكسيد الكبريت فالمعايير المسموح بها من منظمة الصحة العالمية /50/ ميكرو غراماً/م3 بينما في دمشق /96/ وفي بكين /90/ ومكسيكو /74/ وأثينا /34/ وطوكيو /18/ وكوبنهاغن /7/ وبرلين /18/ وسنغافوره /20/. ‏

وبالنسبة لثاني أوكسيد الآزوت فالمعايير المسموح بها /40/ ميكرو غراماً/م3 بينما في دمشق /122/ وبكين تساوينا في ذلك، ومكسيكو /130/ وأثينا /64/ وبومباي /39/ وميلان /248/ وطوكيو /68/ وفي برلين /26/. ‏

وبعد هذه الأرقام المخيفة ماذا يقترح الدكتور مروان دمشقي لتخفيض انبعاث الملوثات الى هواء المدينة؟! ‏

يؤكد الدكتور دمشقي انه لغاية الآن لا يوجد مواصفة وطنية للانبعاثات المسموح بها من السيارات الحديثة عند الاستيراد، وقد تم خلال السنوات القليلة الماضية استيراد أعداد هائلة من السيارات من الصين وايران وتركيا وغيرها من البلدان، التي لا تراعي الاشتراطات البيئية في صناعة السيارات، وخاصة انه لا يطلب منها ذلك في إجازة الاستيراد، بينما نجد بعض السيارات الحديثة التي يتم استيرداها عن طريق دول الخليج العربي والسعودية تحتوي على تقنيات معالجة الملوثات، لذلك لابد من الاسراع بوضع المواصفة اللازمة والزام مؤسسة سيارات والجمارك ووزارة الاقتصاد بتطبيق هذه المواصفة عند استيراد السيارات الحديثة واشتراط ان تحتوي هذه السيارات على تقنيات تخفيض انبعاث الملوثات. ‏

ويشير الدكتور دمشقي، الى انه لدينا كميات وفائضاً من الغاز الطبيعي الذي يتم حرقه بآلاف الأمتار المكعبة يوميا دون الاستفادة منه في مجال النقل، وخاصة انه ثبت علمياً ان احتراق الغاز الطبيعي في السيارات يخفض حتى 90% من انبعاث الملوثات. ‏

ورأى الدكتور دمشقي ضرورة الاستغناء التدريجي عن استخدام اسطول النقل الحالي من الميكروباصات التي تبث السموم في هواء المدينة وضواحيها وتشجيع الاستثمار في قطاع النقل العام باستعمال وسائط النقل الجماعية ذات المواصفات الفنية والبيئية الجيدة، وإعفائها من الرسوم الجمركية وتيسير عمليات القروض والمنح لأصحابها شريطة أن تكون هذه الآليات تعمل بنظام ثنائي الوقود، إضافة إلى العمل على تحسين نوعية وقود الديزل المستعمل في وسائط النقل والتدفئة ودعم قطاع الطاقات المتجددة، ونقل الفعاليات التي تسبب الازدحام والاختناقات المرورية من داخل المدينة إلى أطرافها، ونقل الصناعات الصغيرة ومتوسطة الحجم والورش الصناعية إلى المنطقة الصناعية في عدرا. ‏

ويشير الدكتور دمشقي إلى مسألة هامة جداً وهي أن مديريات النقل تمتلك التجهيزات اللازمة لقياس انبعاثات الملوثات من السيارات أثناء اجراءات الفحص السنوي، لكن للأسف لا يتم التطبيق الصحيح لاختبار فحص غازات العادم نظراً للضغط الناتج عن العدد الكبير من الآليات التي يجري تجديد الرخصة لها يومياً، لذلك لا بد من السماح بالترخيص لجهات فنية مرخص لها لإجراء هذه الاختبارات ومنح الشهادة السنوية لاختبارات غازات العادم. ‏

وفي ظل تزايد الأمراض الصدرية حتى يكاد لايخلو بيت منها، وما يعانيه الناس وكابوس التلوث الجاثم فوق صدورنا كان لا بد من التوجه إلى الدكتورة لبنى حويجة اختصاصية بأمراض التنفس والحساسية واضطرابات النوم، فتحدثت دون أن تطمئننا على حالتنا الصحية في ظل وجود هذا الكم الكبير من التلوث ولاسيما أنه ليس هناك حلول تلوح في الأفق القريب فقالت: إن مراجعة سريعة لما نشر سابقاً عن تلوث البيئة، قد يكون أقرب ما يمكن لموسوعة، ويبدو أن هذا التأثير لا يتضمن فقط الأذية على الصحة البشرية ولكن له تأثير على الصالح العام أيضاً، كالأبنية والمنشآت والمزروعات وكامل النظام الاقتصادي. ‏

فقد دلت الأبحاث على أن أي زيادة بمستوى تركيز الغازات أو الأكاسيد أو الجزيئات تؤثر على جهاز التنفس، ومن ملوثات الطبيعة ثاني أوكسيد الكبريت وأكاسيد الآزوت والأوزون والأكاسيد الكيمياضوئية والمواد الجزئية والرادون وأكاسيد الكربون. ‏

وتنتج أكاسيد الكبريت من تكرر البترول وصهر المعادن ومن منشآت مولدات الطاقة والكهرباء، وأهم مصادرها داخل المنزل الدفايات التي تعمل على الكيروسين (الكاز)، وأهم تأثير لها على جهاز التنفس إحداث تشنج قصبي. ‏

وتتابع الدكتورة حويجة أن أهم مصدر لأكاسيد الآزوت هو انبعاث الدخان من محركات المركبات (العوادم) وأهم مصدر لها داخل المنزل هو أفران الغاز والدفايات التي تعمل على الكيروسين، وأهم تأثير لها على جهاز التنفس هو التهاب القصيبات الشعرية وتلف أجهزة الدفاع التنفسية، حيث تكثر انتانات الطرق التنفسية العلوية والسفلية، وتطوير فرط حساسية قصبية للمؤرجات بأنواعها. ‏

أما الاوزون والأكاسيد الكيمياضوئية فتنتج عن انبعاث الدخان من محركات المركبات (العوادم) ومصدر التعرض الداخلي لها هو كبين الطائرات وأعمال اللحام المعدنية ومولدات الاوزون والطابعات، ويؤدي إلى التهاب قصيبات شعرية، ونقص بحجوم الرئة، وزيادة في تواتر نوب الربو عند الأشخاص الربويين، وزيادة القابلية للتحسس لمختلف المؤرجات. ‏

وبالنسبة للمواد الجزيئية فتقول عنها الدكتورة حويجة إنها واحد من أهم مصادر تلوث الهواء وهي تأتي من عوادم السيارات ومولدات الطاقة، وفي داخل المنزل تنتج عن تدخين السجائر واستنشاق نواتج احتراق الخشب والأفران، وتسبب زيادة بالنوب الربوية وتحدث داء انسداد الطرق الهوائية المزمن، كما تؤدي إلى زيادة الوفيات عند الأشخاص الذين يعانون من الأمراض القلبية الرئوية. ‏

أما الأشخاص الذين يتعرضون للرادون ويقيمون بالطوابق السفلى فيؤدي ذلك لحدوث أورام الرئة، وبالنسبة لأكاسيد الكربون تنتج عن عوادم السيارات وتدخين السجائر وتؤدي لحدوث أورام الرئة. ‏

 

سناء يعقوب

المصدر :تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...