كيف تحول موقف الاستخبارات الأمريكية من النووي الإيراني
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أمس أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تنصتت على مكالمات بين كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين، الأمر الذي أدى الى “اكتشاف كبير” كان حاسماً لجهة اقرار أجهزة الاستخبارات الأمريكية بأن الجمهورية الإسلامية أوقفت برنامجها لامتلاك أسلحة نووية منذ 2003. وقالت الصحيفة نقلا عن مصدر مقرب من أجهزة الاستخبارات ان أحد هؤلاء المسؤولين الإيرانيين الكبار اشتكى من ان البرنامج النووي قد توقف منذ سنوات. ونظر مسؤولو وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي ايه” في بادئ الأمر الى هذه المعلومات بارتياب خشية ان تكون إيران تقوم بمناورة تضليل. بيد ان البحث الدؤوب وتحليل معلومات إضافية دفع الاستخبارات الأمريكية لتعلن في تقويم جديد الاثنين ان إيران أوقفت خططها لصنع أسلحة نووية العام 2003 لكنها أقرت بأنها لا تعرف نواياها الحالية.
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد أشار الليل قبل الماضي (الثلاثاء) الى ان “اكتشافاً كبيراً” حصل في أغسطس يقف وراء تحول موقف الاستخبارات الأمريكية المفاجىء من سياسة إيران النووية. ولم يعط بوش تفاصيل حول طبيعة معلومات الاستخبارات الجديدة التي أدت الى إعادة النظر في التقييم الذي تم في 2005 لملف إيران النووي. وكان مايك ماكونيل مدير الاستخبارات الوطنية قد اجتمع ببوش في اغسطس، وأبلغه بوجود معلومات جديدة بشأن الملف النووي الإيراني. وقال بوش الثلاثاء في معرض وصفه هذا اللقاء “لم يقل لي ما هي هذه المعلومات، لقد قال لي ان ذلك الأمر سيستغرق بعض الوقت لتحليله”. ولم يتم ابلاغ بوش ونائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني رسمياً بنتائج تقرير الاستخبارات الا الاربعاء من الأسبوع الماضي.
وبحسب التقرير الذي عرضته وكالات الاستخبارات الأمريكية الست عشرة فإن القرار الذي اتخذ العام 2003 يشير إلى ان إيران “أقل تصميماً” على امتلاك السلاح النووي مما كانت تعتقد الاستخبارات منذ 2005 حين اعتبرت آنذاك “بدرجة عالية من الثقة” ان إيران مصممة على ذلك. وقالت الاستخبارات في تقريرها الجديد “لا نعلم ما إذا كانت لدى (إيران) حالياً النية في تطوير أسلحة نووية”. لكن التقرير أوضح أن إيران تعتزم على ما يبدو الاحتفاظ بخيار السلاح النووي وقد تكون قادرة بين 2010 و2015 على إنتاج ما يكفي من اليورانيوم العالي التخصيب لصنع القنبلة النووية.
وقال بوش “أعتقد ان أجهزة الاستخبارات حققت اكتشافاً كبيراً. لقد درسنا هذا الاكتشاف وأصبح ذلك يدخل في حسابات سياستنا”. وقال بوش “نريد ان نكون متأكدين أولا بأن الأمر ليس تضليلاً. نريد ان نكون أكيدين بأن المعلومات التي قمتم بجمعها صحيحة” مبرراً بذلك تحذيره الذي وجهه في أكتوبر حول مخاطر “حرب عالمية ثالثة” إذا امتلكت إيران السلاح النووي.
وتخصيب اليورانيوم الذي ترفض إيران تعليقه رغم دفعتي عقوبات دولية فرضت عليها واحتمال فرض سلسلة ثالثة، يؤدي الى إنتاج الوقود لمحطاتها المدنية المستقبلية كما يؤكد النظام الإسلامي. لكن مع تخصيب بدرجة تفوق 90% يمكن ان يستخدم اليورانيوم في صنع قنبلة نووية. وقبل أقل من شهر أعلنت البرلمانية الأمريكية الديمقراطية ايلين تاوشر التي تترأس اللجنة الفرعية في مجلس النواب حول القوات المسلحة الاستراتيجية ان فرنسا كانت إحدى مصادر المعلومات الرئيسية التي قدمت للولايات المتحدة حول إيران.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد