لماذا يحلّق الإسرائيلي على الشريط ولا يقصف ؟ عن النقطة 85 وموقعي العشة والشحار
جعفر ميا: النقطة 85 التابعة لقوات "الأندوف الأممية" تحولت خلال الأعوام الماضية _ بعد إخلائها _ إلى ملتقى بين ضباط الموساد وقادة الجماعات المسلحة السورية، وهي النقطة التي كلّفت الأسير صدقي المقت حريته، عندما أسرته قوات العدو بسبب تقرير تلفزيوني عُرض على قناة الإخبارية، وأتى على ذكر ذات النقطة، ورصد عبور المسلحين مباشرة إلى الأراضي المحتلة.
عادةً يحلق الطيران الإسرائيلي بأنواعه "حربي، استطلاعي، مروحي" وليس بالضرورة أن يستهدف مواقع الجيش والقوى الرديفة، ليتبين لاحقاً أنها ليست سوى عمليات تغطية أو رصد لنشاط عملاء الموساد في ريف القنيطرة الخارج عن سيطرة الدولة السورية، أو لضباط اسرائيليين متسللين إلى الأحراش المتاخمة لشريط فصل القوات في الجولان.
أبرز هذه الأحراش والمواقع هي: الشحار والعشة، حيث من المتوقع أن يكون تقرير القناة العاشرة الاسرائيلية قبل شهر ونصف تقريباً الذي عرض عملية تسلل لضباط وجنود اسرائيليين، قد تم في أحد الموقعين خصوصا وأن الشحار نقطة عبور جرحى، والعشة تعد مركزا رئيسيا لميليشيا الناصر صلاح الدين، التي يتألف عمادها من مقاتلين متطرفين، جلُ عائلاتهم يتنقلون على طرفي الشريط، وهو ما أكده أحد تقارير الأمم المتحدة في عام 2014.
التصريحات الاسرائيلية الحكومية، والخشية من حزب الله وإيران، انعكست نشاطاً على الحدود خلال الفترة القريبة الماضية، وربما لم تعد مجرد تحركات روتينية، على الرغم من أن الواقع يشي بعكس هذه التصريحات خصوصا مع ضعف جبهة المسلحين، وغياب الوجود الفعلي والعملياتي للمقاومة في ريف القنيطرة واقتصاره في بعض النقاط على الوجود الاستشاري، إضافة لتعاظم القوة السورية التي وصلت حد الإستعداد لأي "جرأة اسرائيلية" ووصفها أحد قادة المنطقة بأنها اللحظة المنتظرة !
إضافة تعليق جديد