ليبيا: مقتل 12 من الثوار في غارة أطلسية على مصراتة

امتدت المواجهات بين الثوار الليبيين والقوات الموالية للرئيس معمر القذافي إلى الحدود الغربية المحاذية لتونس، في الوقت الذي استمر فيه القتال حول مدينتي مصراتة والزنتان في الغرب الليبي، فيما قتل 12 من مقاتلي المعارضة في غارة جديدة لحلف شمال الأطلسي.
وذكرت مصادر عسكرية غربية أن مواجهات عنيفة وقعت بين الثوار الليبيين وقوات القذافي عند مركز الذهيبة على الحدود بين ليبيا وتونس، مشيرة إلى أن هذه المواجهات دارت «على جانبي الحدود».
وكان الثوار استولوا فجر الحادي والعشرين من نيسان الحالي على الجانب الليبي من مركز الذهيبة، الذي يقع على بعد 200 الى الجنوب من راس جدير، التي تعد نقطة العبور الرئيسية بين ليبيا وتونس.
وقال مصدر من الثوار في مدينة زنتان، الواقعة على مسافة 150 كيلومتراً جنوبي غربي طرابلس، إن قوات القذافي استعادت من الثوار قرية وازن، وهي الأولى بعد مركز الذهيبة، والتي يسكن فيها نحو خمسة آلاف شخص.
وأشار مسؤول من منظمة «بيوت الشباب التونسية» إلى أن «حوالى عشر قذائف سقطت على الأراضي التونسية بالقرب من المنازل، وترك على أثرها الأطفال مدارسهم واجبر السكان على الاحتماء داخل بيوتهم».
إلى ذلك، واصلت قوات القذافي حصارها مدينة مصراتة، بالرغم من نجاح الثوار في إبعادها عن المدينة، حيث ظل البحر الطريق الوحيد الذي يمد المدينة بالمؤن.
ورست سفينة تنقل ألف شخص، معظمهم لاجئون نيجيريون ومن بينهم صاحب مدونة الكترونية فرنسي أصيب بجروح خطيرة، في ميناء بنغازي مبحرة من مصراتة. وقال عثمان بلبيسي، وهو أحد مسؤولي عملية الإجلاء التي نظمتها منظمة الهجرات الدولية، «تأخرنا بسبب الوضع الأمني والقصف (على ميناء مصراتة)، لكن في ما عدا ذلك كل شيء على ما يرام».
والى الجنوب الغربي من طرابلس تمكن آلاف الثوار الذين يدافعون عن مدينة زنتان من دحر قوات القذافي بعد يوم من المعارك والقصف، لكن عشرات القذائف من طراز غراد سقطت على المدينة فجرا.
وذكرت قناة «الجزيرة» ان قوات القذافي اشتبكت مع قوات المعارضة في بلدة الكفرة الصحراوية في جنوبي شرقي البلاد، من دون أن تورد تفاصيل أخرى.
وفي طرابلس، ذكر شهود عيان انهم سمعوا دوي انفجار عنيف بعد تحليق لطائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي. وكان شهود عيان آخرون تحدثوا عن دوي أربعة انفجارات فجراً في شرقي طرابلس حيث يقع معسكر يضم مضادات للطيران.
وقالت المعارضة الليبية إن 12 من الثوار قتلوا في غارة جوية لحلف شمال الأطلسي، أمس الأول، على مصراتة. وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي شمس الدين عبد المولى ان «القصف الخاطئ لقوات حلف شمال الأطلسي على مصراته أدى إلى مقتل 12 شخصا من الثوار وحوالى 40 جريحا»، مشيرا إلى أن هناك كثيرا من الأخطاء تحدث «وهذا أمر طبيعي في وضع الحرب».
وتعد تلك المرة الثالثة التي تقتل فيها هجمات حلف الناتو الثوار منذ تولي الحلف قيادة العمليات ضد ليبيا في نهاية آذار الماضي.
في هذا الوقت، حثّ القيادي في المعارضة الليبية عبد الفتاح يونس الدول الغربية على تسليم الثوار مروحيات وصواريخ مضادة للدبابات. وقال يونس، وزير الداخلية الليبي السابق الذي انشق عن القذافي، خلال زيارة لبروكسل، «لم نتلق الأسلحة التي نحتاج إليها... لا نقصد هنا أسلحة خفيفة، بل مروحيات أباتشي وصواريخ مضادة للدبابات وزوارق مجهزة بطوربيدات».
وأضاف ان «القذافي يائس حاليا. لكنه مع الأسف ما زال يملك 25 في المئة تقريبا من أسلحته الكيميائية، التي يمكن ان يستخدمها في وضعه هذا». وتابع «أناشد المجتمع المدني والأمم المتحدة إرغام القذافي على مغادرة مصراتة بجميع الوسائل المتاحة»، لافتاً إلى أن «الحلف الأطلسي يملك جميع الأدوات لذلك، من اجل إنقاذ أطفال مصراتة من مستقبل قاتم».
وفي أنقرة، حذر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو والموفد الخاص للأمم المتحدة الى ليبيا عبد الإله الخطيب من «خطورة الوضع» في ليبيا. وقال مصدر دبلوماسي في أنقرة ان «الرجلين أعربا عن قلقهما، وأشارا الى خطورة الوضع الميداني»، حيث يبدو ان النزاع يزداد تعقيدا بالرغم من التدخل العسكري الدولي.

المصدر: وكالات