ليبيا: 50 ألف قتيل منذ بدء الأحداث
كثفت قوات حلف شمال الاطلسي الناتو غاراتها وضغوطها على القوات الليبية في مدينة سرت غربي ليبيا وقصفت العديد من الأهداف فيها معلنة أن مهمتها العسكرية لا تزال ضرورية في وقت أعلن فيه مسؤول عسكري بالمجلس الانتقالي الليبي عن مقتل خمسين ألف شخص منذ بدء الأحداث في ليبيا وتدخل الناتو فيها.
وأعلن حلف شمال الأطلسي اليوم في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية أنه سيواصل عملياته ضد ليبيا بذريعة أن العقيد معمر القذافي ما زال قادرا على قيادة القوات.
ورأت المتحدثة باسم الحلف اوانا لونغيسكو أن مهمة حلف شمال الأطلسي لا تزال ضرورية واصفة مهمته في ليبيا بالمهمة والفاعلة إلا أن رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي طالب بإعلان نهاية الحرب ضد ليبيا يوم الخميس القادم بمناسبة انعقاد مؤتمر أصدقاء ليبيا في باريس.
من جهته المتحدث العسكري باسم العملية التي يشنها الأطلسي ضد ليبيا الكولونيل رولان لافوا في نابولي جنوب ايطاليا اعتبر أن مهمة الاطلسي لم تنته بعد.
وأكد لافوا خلال مؤتمر صحفي أن القذافي لا تزال لديه القدرة على قيادة وأمرة قوات وتحديد تحركاتهم مع الأسلحة ونشر هذه الأسلحة مثل اطلاق صواريخ أرض أرض معترفا أن القوات الليبية التي نراقبها ليست في تقهقهر شامل وإنها تتراجع لكن بشكل منظم.
وأشار الكولونيل لافوا إلى أن الحلف لا يملك معلومات حول مكان وجود القذافي مؤكدا أن قواته تركز عملياتها حاليا على مدينة سرت التي تعد مسقط رأس القذافي.
واعتبر مسؤولو الأطلسي أن نهاية مهمتهم ضد ليبيا لا تعتمد على مصير القذافي والقبض عليه بل على ما سموه بتقييمهم للوضع الأمني على الأرض.
وكان مسؤولون أمريكيون وأطلسيون روجوا بعد نشر أنباء عن سيطرة المعارضين الليبيين لمواقع عديدة في العاصمة الليبية طرابلس عن النية بتمركز قوات أطلسية في ليبيا فيما بعد وتجادلوا فيما بينهم بين موافق على ذلك ورافض.
في غضون ذلك أعلن حلف الناتو أن قواته دمرت أمس 22 آلية مجهزة بأسلحة وأربعة أنظمة رادار وثلاثة مراكز قيادة ومضادات أرضية ونظام صواريخ أرض جو وعربتي تموين وثكنة في ضواحي سرت.
من جهة ثانية وجه المجلس الانتقالي الليبي عبر رئيسه مصطفى عبد الجليل إنذارا الى القوات الليبية في مدينة سرت لتسليم أنفسهم قبل نهاية عيد الفطر أو مواجهة حسم عسكري في وقت تعرضت فيه بلدة بن جواد لعمليات نهب وتخريب بعد أن استولت عليها المعارضة المسلحة الأسبوع الماضي.
ميدانيا اطلقت المعارضة المسلحة قذائف مدفعية من طراز تي 55 انطلاقا من بلدة النوفلية حيث تتمركز مدفعيتها على القوات الليبية عند خط الجبهة الواقع على بعد حوالى مئة كلم شرق سرت.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن القوات الليبية لم ترد على القصف حيث ساد الهدوء التام صباحا من دون تبادل اطلاق النار.
وعلى بعد حوالى 10 كلم شرق النوفلية خلف خطوط المعارضة المسلحة أصبحت بلدة بن جواد مقفرة بالكامل بعد أن غادرها السكان حيث تم تمشيط المنازل وتخريبها ونهب المتاجر وتناثر الحطام من زجاج مكسر وكراس مرمية على الأرصفة ومعدات الكترونية متلفة في الشوارع المغبرة في الحي الذي بدا كمدينة أشباح بحسب الوكالة الفرنسية.
كما نقلت الوكالة عن أحد السكان قوله إن السكان فروا لدى اقتراب المعارضة المسلحة من البلدة فتوجه بعضهم مع الجيش الليبي غربا فيما احتمى الآخرون على بعد كيلومترات جنوب بن جواد متهما المعارضة المسلحة بالسعي إلى تخريب البلدة عن عمد لمعاقبة السكان.
وأضافت الوكالة إن منازل ضخمة تعود لاعيان من أنصار العقيد معمر القذافي تعرضت للحرق بعد نهبها بالكامل كما نهب متجر للهواتف الخليوية على زاوية الشارع وتم كسر الستار الحديدي لعدد من المتاجر أو حتى خلعه بالكامل وفيما بقي هذا الشطر من المدينة خاليا احتل المعارضون بعض المنازل إلى جانب الطريق المؤدية إلى سرت.
من جهة أخرى نقلت رويترز عن عاملين في قطاع النفط قولهم إن أكبر مرفأ نفطي في ليبيا أصيب بأضرار أثناء الاشتباكات بين المعارضة المسلحة والقوات الليبية مشيرين الى تصاعد ألسنة لهب ودخان أسود من صهريج في مرفأ السدر النفطي الذي كان يقوم بتحميل نحو 450 ألف برميل يوميا في المتوسط قبل اندلاع الاحتجاجات في البلاد في شباط الماضي.
من جهة ثانية نفت قناة الليبية عبر شبكة الانترنت مقتل خميس نجل القذافي كما أعلنت المعارضة المسلحة واصفة أن خبر موت اللواء خميس القذافي كذبة.
وعلى صعيد العلاقات الخارجية قررت زيمبابوي طرد السفير الليبي في هراري الذي أعلن انضمامه الى المعارضين الليبيين في 24 آب الحالي.
ونقلت ا ف ب عن وزير الخارجية في زيمبابوي سيمباراش مومبنغيغوي قوله اليوم إنه طلب من سفير ليبيا وموظفيه مغادرة زيمبابوي في غضون الساعات ال72 ساعة المقبلة مؤكدا أن هراري لم تعترف بالمجلس الانتقالي الليبي.
وكالات
إضافة تعليق جديد