ليس هناك معتدلون في سوريا
الجمل ـ طوني كارتيلوشي ـ ترجمة (فريق الحقيقة السورية):
في آخر المحاولات الإعلامية الغربية لفبركة صورة “ثوار معتدلين” يقاتلون جماعات القاعدة المسلحة، وما ذلك سوى حيلة لتبرير تسليح الإرهابيين الذي سيؤدي بلا شك إلى التدخل المباشر على طول الحدود السورية.
لم يتمكن الغرب من التدخل العسكري المباشر في سوريا بسبب المناورات السورية الروسية الجيوسياسية، ولذلك، نراه اليوم يحاول إعادة جدول أعماله الرامي إلى تخريب سوريا بعدة طرق.
تناقلت وسائل الإعلام أن الولايات المتحدة تقوم اليوم وبشكل رسمي بتسليح الإرهابيين داخل سوريا، بعد سنتين من تهريب آلاف أطنان الأسلحة ومليارات الدولارات من الأموال إلى المسلحين بشكل مباشر وغير مباشر من خلال السعودية وتركيا والأردن وقطر. والهدف، جزئياً، هو تخريب أي محاولة تطرحها الأمم المتحدة للتحقيق في قضية الأسلحة الكيميائية في سوريا والتخلص منها.
تظهر فبركات الغرب الجديدة في الوقت الذي تبرز فيه قوة الحكومة السورية وعزمها على إعادة النظام في الدولة التي تمزقها الحرب. يقول الغرب اليوم أن هناك مقاتلين “معتدلين” يقوم بدعمهم منذ عام ٢٠١١، وهم الآن يقاتلون ضد إرهابيي القاعدة المنتشرين في البلاد، على الرغم من تأكيد الغرب نفسه، وفي عدة مناسبات، وإنكاره المتكرر لوجود القاعدة في سوريا، أو وجودها ولكن بأعداد قليلة جداً.
نشرت صحيفة “يو إس إيه توداي” مقالاً بعنوان “كيري: لم يخطف المتطرفون الثورة السورية”، وذكر المقال “تشكل الجماعات المتطرفة في سوريا ما بين ١٥٪ إلى ٢٥٪ من الثوار الذين يقاتلون ضد الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن هناك قوات معتدلة تزداد قوة يوماً بعد يوم بفضل دعم الحلفاء الإقليميين لها، حسبما قال وزير الخارجية جون كيري لمجلس الكونغرس يوم الأربعاء الماضي. وأضاف كيري في شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس “لا أتفق مع من يقولون أن القاعدة والجماعات السيئة تشكل غالبية المقاتلين في سوريا. هذا ليس صحيحاً البتة.”
ولكن، يقر الإعلام الغربي اليوم أن القاعدة كانت موجودة في سوريا منذ وقت طويل، وهي أقوى بكثير من غالبية المقاتلين الذين قال كيري أنهم يشكلون “غالبية الثوار” في سوريا، وهم الذين تقدم لهم أمريكا والسعودية الدعم.
في صحيفة واشنطن بوست، ذكر مقال بعنوان “مقاتلو القاعدة يسيطرون على بلدة إعزاز وينتزعونها من أيدي المقاتلين المعتدلين”: انتزع مقاتلو القاعدة يوم الأربعاء بلدة شمالية هامة من الثوار، ويستمر الاشتباك بين المتطرفين المعادين للحكومة السورية والجماعات المعارضة الأكثر اعتدالاً والتي تحظى بدعم غربي. ونقل المقال عن مالك الكردي وهو من قادة الجيش السوري الحر “هناك توسع كبير للقوات التابعة للدولة الإسلامية في العراق والشام، وقد تمكنوا مؤخراً من السيطرة على بلدة كفرناج، ولأن الدولة الإسلامية تحظى بتمويل وتسليح كبيرين، يعاني الجيش الحر من حالة تقهقهر كبرى. “
ولكن، إن كان ما يدعى بالجيش السوري الحر، يتلقى التمويل والتسليح والتدريب وكافة أنواع الدعم من مصادر مجتمعة هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر وتركيا والأردن وإسرائيل وغيرهم، كيف للدولة الإسلامية، وغيرها من الجماعات المتطرفة مثل جبهة النصرة التابعة للقاعدة، أن تحصل على “المزيد” من الدعم والأسلحة والمال.”
والإجابة على هذا السؤال واضحة في مختلف الصحف الأمريكية، وهي بكل بساطة أنه لم يكن هناك أي وجود، ولا وجود حالياً، لأي “معتدلين” يقاتلون في سوريا. لقد قام الغرب، عن قصد وعمد، بتسليح وتمويل القاعدة وغيرها من الجماعات المتطرفة الطائفية منذ عام ٢٠٠٧ ترقباً لتفجير حمام دم طائفي يخدم المصالح الأمريكية السعودية الإسرائيلية في سوريا.
أما هذه المحاولة الأخيرة لتصوير الإرهابيين على أنهم “منقسمين” ما بين متطرفين ومعتدلين، فما هي سوى حيلة لتبرير استمرار تدفق الأموال والأسلحة الغربية إلى سوريا من أجل مفاقمة النزاع وخلق ظروف على الحدود السورية يمكن أن تبرر تدخل شركاء الغرب، أي إسرائيل والأردن وتركيا، بشكل عسكري مباشر في سوريا.
الجمل
إضافة تعليق جديد