ما أسباب رفض الغرب وبلدان الخليج العربي لتحالف الدول المصدرة للغاز؟

الجمل:   عقدت الدول الرئيسة المصدرة للغاز في العالم (روسيا، قطر، فنزويلا إضافة إلى بعض البلدان الأخرى) بتاريخ 9 نيسان الحالي اجتماعا بمدينة الدوحة العاصمة القطرية.
كانت المخاوف العربية أكثر تزايدا بسبب بعض المعلومات القائلة بأن روسيا تحاول القيام بتجميع البلدان الرئيسية المصدرة للغاز في العالم ضمن تحالف واحد يحمل سمة (منظمة أوبك للغاز) قياسا وعلى غرار منظمة أوبك النفطية. وتقوم مخاوف البلدان الأوروبية الغربية وأمريكا بأن قيام منظمة البلدان المصدرة للغاز الطبيعي سوف يعطي المزيد من المزايا التفصيلية التي تكون من جهة في صالح البلدان المنتجة للغاز ومن الجهة الأخرى خصما من مزايا البلدان المستهلكة لهذا الغاز.
أكبر أربعة بلدان مصدرة للغاز هي روسيا، إيران، قطر، الجزائر وفنزويلا لم تدل بأي تصريحات تؤكد نيتها في إقامة  مثل هذا التكتل ويقال بأن روسيا وإيران وفنزويلا تؤيد إقامة هذا التكتل والمشكلة التي ظلت تعرقل قيامه هي  رفض البلدان العربية الخليجية هذا وتتذرع البلدان العربية الخليجية بان تجارة الغاز لا تتميز بالطابع العالمي الذي تتميز به تجارة النفط كذلك يقولون بأنهم يرتبطون حاليا بعقود طويلة الأجل مع بعض البلدان العربية المستهلكة للغاز الطبيعي وبالتالي لن يستفيدوا كثيرا من نشوء مثل هذا التكتل الجديد.
الاهتمام  التطلع بإنشاء تكتل عالمي للبلدان المصدرة للغاز الطبيعي بدأ في عام  2003 وذلك عندما كونت هذه البلدان ما يعرف بـ (منتدى البلدان المصدرة للغاز الطبيعي GECF بهدف تسهيل عملية تبادل المعلومات بين بعضها البعض وبرغم أن أعضاء منتدى البلدان المصدرة للغاز الطبيعي قد وضعوا بين أجندة أهدافهم ضرورة التعاون من أجل تكوين منظمة على غرار منظمة الأوبك فقد ظلت الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية وأيضا المنظمات الاقتصادية الدولية ممثلة في مثلث البنك الدول، صندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية تعمل جميعا على عرقلة قيام تكتل منظمة البلدان المصدرة للغاز الطبيعي.
اعتماد اقتصاديات بلدان العالم على النفط كمصدر رئيسي للطاقة أدى إلى جعل الاقتصاد العالمي يواجه الكثير من الأزمات الحقيقة بسبب ارتفاع أسعار النفط.
ولتفادي هذا النوع من الأزمات ظلت أمريكا وبلدان غرب أوروبا تحاول تكييف تكنولوجيا اقتصادياتها بما يؤدي إلى التقليل من الاعتماد على النفط مقابل المزيد من الاعتماد على الغاز الطبيعي كمصدر للطاقة.
التوقعات تقول بأن استهلاك الغاز سوف يزداد بحلول عام 2025م بنسبة 65% ولما كانت سيطرة وتحكم أمريكا وبلدان غرب أوروبا في أسعار الغاز ممكنا عن طريق العقود الطويلة على خلفية عدم وجود منظمة أو تكتل ينظم ويدير تجارة الغاز الطبيعي الدولية فان نجاح البلدان المصدرة للغاز الطبيعي سوف يؤدي إلى إفشال المخطط الأمريكي- الأوروبي الهادف إلى تعزيز أمن الطاقة عن طريق الإبقاء على المستوى المنخفض من أسعار الغاز الطبيعي.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة