ما هي تداعيات مقتل القائد العسكري لحركة طالبان

14-05-2007

ما هي تداعيات مقتل القائد العسكري لحركة طالبان

الجمل:  تناولت صحيفة الواشنطن بوست، وصحيفة كريستيان سينص مونيتور، إضافة إلى بقية الصحف الأمريكية والغربية الصادرة اليوم خبر مقتل الملا دادالله، القائد العسكري الميداني البارز لحركة طالبان الأفغانية.
• تفاصيل الحدث:
تقول الرواية: إن الملا دادالله كان يجد المأوى الآمن في أحد البلدان المجاورة لأفغانستان، وقد دخل إلى محافظته هلمند الأفغانية، وكان في زيارة إلى منزل أحد أقربائه، واستطاعت القوات الأمريكية والأفغانية، تعقب الملا دادالله بفضل المعلومات الاستخبارية التي كانت تحصل عليها في تعقب حركة دادالله، وبعد تطويق المنزل، طلبت القوات الأمريكية من دادالله الاستسلام، ولكنه فاجأهم بإطلاق النار عليهم من داخل المنزل رافضاً الاستسلام، وبعد فترة من تبادل إطلاق النار أصيب دادالله بطلقة في جانب الرأس وطلقتين في البطن.
• أهمية الحدث:
تعتبر عملية استهداف القادة الميدانيين من العناصر المهمة في عمليات مكافحة التمرد، وذلك لجمة من الأسباب، أبرزها:
- القادة الميدانيون يمثلون أهم عناصر البنى التحتية لحركات التمرد، وحركة طالبان من الحركات التي تعتمد على مهارة القادة الميدانيين.
- السكان المحليون في معظم أنحاء أفغانستان، ينظرون إلى دادالله ودوره القيادي الميداني دوراً حاسماً في القضاء على الخلافات والانقسامات داخل حركة طالبان، فكل الحركات السياسية والمسلحة تتعرض للانقسامات بعد الهزيمة، إلا حركة طالبان، فقد استطاعت العودة بقوة إلى مسرح القتال، بفضل قوة قائدها الميداني دادالله، ونظمت الكثير من العمليات العسكرية الجريئة ضد القوات الأمريكية والأفغانية، وقوات الناتو، على النحو الذي أوقع الكير من الخسائر بين هذه القوات.
• تداعيات وتأثيرات مقتل دادالله على حركة طالبان:
يتوقع أن تحدث فجوة كبيرة بين قيادة حركة طالبان السياسية والدينية، وقيادتها العسكرية الميدانية، وذلك لأن دادالله، كان يجمع بين الحركية السياسية والحركية الميدانية.
كذلك يتوقع أن تهبط فعالية الأداء العسكري الميداني لحركة طالبان، وذلك لأن العمليات العسكرية يقوم بالتخطيط والتنفيذ لها في آن معاً الملا دادالله، وحالياً لا يوجد قائد آخر يجمع هذه المهارات، وذلك لأن القائدان الآخران اللذان كان يمكن أن يحلا محل دادالله قد خسرتهما حركة طالبان، فقد قتل القائد الثاني لطالبان، اختير عثماني في كانون الأول الماضي، وتم إلقاء القبض على القائد الثالث لطالبان عبيد الله أخوند في شباط الماضي، أما القائد العام لحركة طالبان، الملا محمد عمر، فهو قائد سياسي ديني لا يستطيع أن يلعب دوراً ميدانياً عسكرياً مثل دادالله  واختير عثماني وعبيد الله أخوند.
أخبار مقتل الملا دادالله أربكت حركة طالبان، إلى الحد الذي أنكرت فيه الحركة تأكيد خبر مقتله، برغم نشر صوره وتعرف الكثير من الشهود على جثته، استناداً إلى المعلومات الواردة من أفغانستان.
كان العام الماضي الأكثر دموية في أفغانستان، منذ الإطاحة بنظام طالبان الذي حدث بواسطة القوات الأمريكية في عام 2001م، فقد ارتفعت أعداد القتلى في أوساط القوات الأمريكية والأفغانية وقوات الناتو، إضافة إلى إعدام الكثير من المتعاملين الأفغان مع هذه القوات.
استطاع دادالله نشر 6 آلاف من مقاتلي حركة طالبان استعداداً لهجوم هذا الربيع، كذلك يعتبر دادالله بمثابة الحلقة الرئيسية في القيام بعملية التنسيق العملياتي الميداني المشترك بين تنظيم القاعدة وحركة طالبان، وقد لعب دوراً كبيراً في تنفيذ الهجوم الذي تعرضت له قاعدة باغرام الجوية الأمريكية والذي استهدف اغتيال نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني الذي كان موجوداً في القاعدة آنذاك.
كذلك يشرف دادالله على العمليات النفسية والاستخبارية التي تقوم بها حركة طالبان، ويقول بعض الأفغان بأن دادالله كان سيشكل خطراً لا على القوات الأمريكية فحسب، بل وعلى قيادة حركة طالبان نفسها، وذلك لأنه كان يمثل تيار طالبان الجديدة، وهو التيار الذي يميل إلى التنسيق والتحالف الوثيق مع تنظيم القاعدة، وعدم المهادنة أو المساومة مع الأطراف الأخرى.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...