ما هي خطط واشنطن لمستقبل الجيش اللبناني
الجمل: نشرت صحيفة أورشليم بوست الإسرائيلية تقريراً أشار إلى أن لجنة عسكرية أمريكية – لبنانية قد تم تكوينها يوم الاثنين الماضي بهدف تقوية التعاون العسكري اللبناني – الأمريكي وأشارت الصحيفة إلى أن عملية تكوين اللجنة قد جاءت بعد الزيارة التي قام بها إلى واشنطن الرئيس اللبناني ميشيل سليمان والتي التقى خلالها بالرئيس الأمريكي بوش.
* خلفية العلاقات العسكرية الأمريكية – اللبنانية:
برغم الانقطاعات المتكررة في العلاقات العسكرية الأمريكية – اللبنانية وتحديداً فيما يتعلق بتقديم المساعدات الأمريكية فقد اكتسبت هذه العلاقات قوة وزخماً جديدين بفعل تأثير عدد من العوامل التي من أبرزها:
• صعود قوى 14 آذار إلى الحكومة اللبنانية.
• المواجهة العسكرية التي دارت في مخيم نهر البارد بين الجيش اللبناني وجماعة فتح الإسلام.
• تزايد رغبة الإدارة الأمريكية في الحصول على التسهيلات العسكرية – الأمنية من لبنان وتحديداً ما يتعلق بتنفيذ مشروع القاعدة الجوية الأمريكية في منطقة القليعات اللبنانية.
هذا، وأكدت التقارير الصحفية بأنه خلال الثلاثة أشهر التي جرت فيها معركة نهر البارد ظلت الولايات المتحدة وحلفائها المعتدلون العرب يقدمون المساعدات لتزويد الجيش اللبناني بالعتاد والأموال على النحو الذي عزز قدرة الجيش في حسم معركة نهر البارد.
* التنسيق على خط وزارتي الدفاع الأمريكية واللبنانية:
على خلفية لقاء البيت الأبيض بين سليمان وبوش فقد صرح وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتز مؤكداً الآتي:
• بلغ الحجم الكلي للمساعدات الأمريكية للجيش اللبناني منذ العام 2005م حوالي 400 مليون دولار.
• تضمن برنامج المساعدات تقديم طائرات الهليوكابتر وسيارات الهامفي وبعض العتاد العسكري وحالياً تنتظر الإدارة الأمريكية موافقة الكونغرس للمباشرة في تقديم المساعدات.
وإضافة لذلك، فقد صدر بيان مشترك بواسطة السفارة الأمريكية في بيروت وقيادة الجيش اللبناني أكد بأن لجنة المساعدات الأمريكية – اللبنانية ستهتم في الوقت الحالي بمناقشة التعاون العسكري بين البلدين، وأضافت المعلومات إلى أن الطرفين الأمريكي واللبناني قد وقعا على ثلاثة عقود عسكرية جديدة تبلغ جملتها حوالي 63 مليون دولار يتم تقديمها كمنح بواسطة الجانب الأمريكي لمساعدة الجيش اللبناني في مجالات الاتصالات والإمداد وأسلحة المشاة.
* الدبلوماسية الأمريكية على خط واشنطن – بيروت:
أشارت التقارير والمعلومات إلى قيام وزير الدفاع اللبناني الياس المر وماري بيث لونغ مساعدة وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الأمن الدولي، قد أشرفا على جلسة الافتتاح لاجتماع اللجنة العسكرية الأمريكية – اللبنانية وتقول المعلومات بأن لونغ قدمت إلى بيروت لكي تنضم إلى ديفيد وولش مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى الذي كان متواجداً في بيروت من أجل إجراء محادثات "منفصلة" مع الساسة اللبنانيين على طريقة "كل واحد لوحده"!!
تتحدث التقارير والتصريحات الدبلوماسية الرسمية الأمريكية بشكل معلن عن اهتمام واشنطن بدعم وتعزيز التعاون بما يؤدي إلى تقوية لبنان والحفاظ على أمنه واستقراره ولكن على الصعيد غير المعلن –الذي أصبح شبه معلن- فإن التحركات الدبلوماسية الأمريكية في الساحة اللبنانية هي تحركات اتسمت بالكثير من الأبعاد الأمنية – الاستخبارية، التي يتمثل أبرزها في مشروع تأمين الحدود الإسرائيلية الشمالية الذي ظلت تتبناه وتؤكد عليه أجندة جماعة المحافظين الجدد المسيطرة على الإدارة الأمريكية وتحديداُ على السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية، وبالتالي فإن أهم الأجندة الأمريكية يتمثل في الآتي:
• القضاء على حزب الله والمقاومة الوطنية اللبنانية باعتبارهما يشكلان خطراً رئيسياً يهدد أمن الحدود الشمالية وأمن إسرائيل.
• تأمين ظهر إسرائيل من خطر حزب الله في حالة قيام إسرائيل باستهداف إيران عسكرياً.
يمثل هذان الهدفان الجانب الوظيفي – التكتيكي في المساعي الدبلوماسية الأمريكية أما الجانب الهيكلي – الاستراتيجي في المساعي الدبلوماسية الأمريكية فيتمثل في الآتي:
• تغيير مذهبية الجيش اللبناني من جيش نظامي إلى مجرد قوة دركية تقوم بعمليات المداهمة ومهاجمة المجتمعات ومعسكرات الفصائل اللبنانية.
• استخدام آلية المساعدات والمعونات في التأثير على حيادية الجيش اللبناني إزاء النظام السياسي اللبناني وذلك بما يتيح احتمالات قيام الجيش اللبناني بتنفيذ الانقلابات العسكرية اليمينية على غرار ما كان يحدث في أمريكا اللاتينية.
هذا، وتهتم إسرائيل في الوقت الحالي كثيراً بأمر المساعدات العسكرية الأمريكية للجيش اللبناني وذلك خوفاً من احتمالات أن تتصاعد المواجهات بين الأطراف اللبنانية بشكل يترتب عليه وقوع هذه المساعدات في يد حزب الله اللبناني وغيره من القوى السياسية اللبنانية التي لن تتردد في استخدامها ضد إسرائيل وفي هذا الخصوص أشار تحليل ديفيد شينكر خبير الشؤون السورية – اللبنانية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إلى ضرورة أن تتوخى الولايات المتحدة الأمريكية الحذر لجهة القيام بفرض المزيد من القيود والضوابط أمام تقديم المساعدات الأمريكية للبنان، وخلص تحليل ديفيد شينكر إلى ضرورة أن تضع الإدارة الأمريكية شروطاً أقلها التزام الطرف اللبناني باستخدام المساعدات العسكرية الأمريكية في القضاء على حزب الله والحركات المسلحة الأخرى المعادية لإسرائيل وحلفاء سوريا في الساحة اللبنانية ورأى الخبير شينكر بأنه إذا لم تتضمن الإدارة الأمريكية قيام الجانب اللبناني بتنفيذ هذا الشرط فإنه لا داعي ولا جدوى من تقديم أي مساعدات عسكرية أمريكية للبنان.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد