ماهي أسباب إنشاء مناطق منخفضة التصعيد في سوريا

نيكولاس زهر: المشروع الروسي المدعوم تركياً، والذي يحدد المناطق الأربع التي سيشملها مشروع التهدئة في إدلب، ريف حمص الشمالي، الغوطة الشرقية وجنوب سوريا، جاء بشكل متزامن مع تصاعد وتيرة الحديث عن فرض مناطق آمنة أمريكية-إسرائيلية، خصت الجنوب السوري بحسب الوثائق المسربة بمشروع سلخ لإقليم الجنوب كما سمي، والحديث عن حشد قوات على الحدود الأردنية بهدف التدخل العسكري وفرض واقع جديد للسيطرة، سيعتبر إن تحقق الخطوة الأولى المعلنة لتقسيم سوريا.

وعليه فالحلف الروسي كان أمام خيارين:
إما التصعيد العسكري بزج ونشر قوات مقاتلة من المشاة الروسية والإيرانية بعموم جبهات القتال بخطوة فجة على مبدأ أنا موجود هنا على الأرض، كما حصل في الشمال عندما نشرت القوات الأمريكية على الحدود التركية لمنع إقتحام مناطق سيطرة القوات الكردية، أو حتى كما حصل بنشر قوات روسية وسورية في على الحدود السورية التركية في عفرين، أو الإلتفاف على المشروع الأمريكي بخطوة إستباقية تجعل من المناطق المستهدفة أمريكياً تحت حماية وضمان إتفاق سياسي دولي يحمي حدود سيطرة الحلف الروسي ويمنع أي تغيير مفاجى في الخارطة العسكرية.

أما ضم إدلب وريفها لإتفاق تخفيف التوتر فهو بمثابة إستكمال للتنسيق الروسي-التركي في الشمال السوري للقضاء على تنظيم القاعدة، وذلك بفرض محاربة التنظيم داخل خارطة منطقة تخفيف التوتر بعد عزلها بمنطقة أمنية تمنع تصدير العمليات الإرهابية خارجها، والوصول بالنتيجة إلى منطقة تدار من قبل المجالس المحلية والفصائل العسكرية الموالية لتركيا، وإنهاء حالة الملاذ الآمن للسلفية الجهادية العالمية في آخر معاقل تنظيم القاعدة بالعالم والتي تعتبر عصب فصائل المعارضة السورية وعمادها.

إن نجاح إتفاق مناطق تخفيف التوتر مرتبط عموماً بقبول وإنضمام الأمريكي جنوباً، وإلا العودة للتصعيد وفرض حظر جوي روسي جنوب سوريا ينهي عنصر التفوق العسكري الأمريكي في أي مغامرة عسكرية جنوباً، ويجعل من تدخله العسكري المباشر انطلاقاً من الحدود الأردنية عديم الجدوى بعد فرض واقع قوات الفصل المحايدة على الأرض وتثبيت خطوط السيطرة للأطراف المتصارعة.