مبادرة أهلية للحماية البيئية
اقامت جمعية اصدقاء البيئة في دمشق بالتعاون مع رابطة خريجي الجامعات الألمانية في سورية حفل تكريم للجهات الدولية والاقليمية المانحة والداعمة للمشاريع البيئية والثقافية في الجمهورية العربية السورية في التاسعة من مساء الاربعاء 19/7/2006 في متحف دمشق التاريخي في شارع الثورة حيث مقر جمعية اصدقاء البيئة.
واوضح الاستاذ سهيل الفاضل رئيس جمعية اصدقاء البيئة ان مجلس ادارة تلك الجمعية قرر الاحتفاء بتكريم وكالة جايكا اليابانية لجهودها الكبيرة في توفير بُنى اساسية «تحتية» لسلامة البيئة في سورية والمؤسسة الألمانية GTZ التي تدرب كل عام 20 مهندساً في قطاع الصرف الصحي، والسفارة الأوروبية في دمشق التي تمثل السوق الأوروبية المشتركة، والاتحاد الأوروبي وسفراء كندا وفرنسا وبريطانيا لمساهمة شركات ومؤسسات من هذه الدول في الجهود الرامية إلى تطوير البُنى التحتية التي تصون البيئة سليمة في سورية وألقى الاستاذ الفاضل في هذا الحفل كلمة قال فيها:
بدايةً، أود باسم جمعيتنا (جمعية أصدقاء البيئة) ان اتقدم بالشكر للسيد رئيس الجمهورية والذي كان له الفضل في ولادة جمعيتنا، مما فتح الباب لاحقاً أمام ولادة المزيد من الجمعيات البيئية حتى بلغت 22 جمعية حتى الآن.
واسمحوا لي ان أخص بالشكر كل من :
- السيدة الفاضلة الدكتورة نجوى قصاب حسن وزيرة الثقافة سابقاً والدكتور محمود السيد وزير الثقافة سابقاً والدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة ، والسيد المهندس مكرم عبيد وزير النقل السابق، سفيرنا في اسبانيا ومؤسسة الآغا خان لمساهمتها الميدانية في ترميم قلعة حلب الأثرية وقلعة مصياف ... متمنين ان تكمل مسيرة العطاء في متحف دمشق الأثري.
قد تستغربون أيها السيادة العلاقة المميزة بين جمعيتنا ووزارة الثقافة... وهذا يعود إلى ان جمعيتنا تضم أكثر من خمسمئة زميل أغلبهم من المثقفين وأساتذة الجامعات ومن المهندسين والأطباء.
كما ان علاقتنا الروحية مع جمعية خريجي الجامعات الالمانية تعود إلى ان قسماً كبيراً من مؤسسي الجمعية هم من خريجي الجامعات الالمانية.
وأضاف تقوم جمعيتنا بالعديد من النشاطات، ومنها:
- اصدار مجلة شهرية بيئية باسم مجلة البيئة والانسان.
- اعداد الندوات الثقافية البيئية شهرياً يتم فيها إلقاء المحاضرات البيئية تحت عنوان «مواطن يسأل ومسؤول يجيب».
- نسعى جاهدين لإنشاء محمية بيئية في ريف دمشق- منطقة التل بالتعاون مع محافظة ريف دمشق ووزارة الزراعة.
وفي إطار عملنا وجهدنا المبذول في سبيل المحافظة على البيئة السليمة، فإننا نود التعبير عن رغبتنا في إدخال مواضيع البيئة كمادة دراسية في جميع مراحل التعليم، وان نؤسس لاعداد القضاء البيئي، وكذلك تقديم الدعم لإحداث القناة الفضائية البيئية.
وختم الاستاذ الفاضل موجهاً تحية شكر وامتنان للجهات الاقليمية والدولية المانحة والداعمة للمشاريع البيئية والثقافية في سورية، ابتداءً بمؤسسة الجايكا اليابانية ومروراً بالدعم الذي تقدمه انكلترا لوزارة التعليم العالي، وانتهاءً بكل أشكال الدعم التقني والمالي الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، وكذلك الدعم الذي نتلقاه من سفارات الدول الصديقة مثل فرنسا وانكلترا وسويسرا واليابان والنمسا والمانيا وقبرص.
للجميع الشكر والتقدير على دورهم ومساهمتهم من أجل بيئة نظيفة وهواء نقي، نحن كجمعية بيئية مع السلام في جميع أنحاء العالم وضد الحرب والعنف في أي مكان، ندين حرائق أشجار السنديان المعمرة في لبنان والدخان الأسود المنبثق عن آلة الحرب الحالية... ونؤمن بأن جميع المواضيع يمكن حلها بالعقل والحكمة وحسب القوانين الدولية.
وألقى الدكتور عبد الغني ماء البارد كلمة رابطة خريجة الجامعات الالمانية في هذا الحفل وقال فيها:
لقد أوفدت الحكومة السورية خلال ما يقرب من خمسة عقود العديد من الطلبة لانجاز دراستهم الجامعية في المانيا (قدمت حكومة المانيا الديمقراطيةDDR آنذاك لمعظمهم المنح الدراسية الجامعية)، كما أوفدت الخريجين المميزين من الجامعات السورية لاستكمال تأهيلهم العالي في المانيا الديمقراطية والاتحادية، عاد معظمهم بالتحصيل العالي إلى الوطن وحملوا الجزء الأعظم من مهام التدريس الجامعي والعالي في الجامعات السورية! وتابع مؤسسة DAAD مع فائق التقدير إشادة جسور التعاون العلمي بين الجامعات الالمانية والسورية وتقديم المنح الدراسية لطلاب الدراسات العليا والجامعات.
* ترسخت علاقات الصداقة والتعاون العلمي بين المانيا وسورية، عاماً بعد عام عبر عودة المزيد من الخريجين السوريين إلى وطنهم وانخراطهم في بناء المؤسسات العلمية والتقنية السورية، وبعد ان أشهر هؤلاء الخريجون رابطة تجمعهم باسم: رابطة خريجي الجامعات الالمانية «سادو SADU» التي ساهمت ببقاء الخريجين السوريين من الجامعات الالمانية على تواصل دائم مع بعضهم وذلك عبر اللقاءات المتعددة والتواصل المستمر بين العاملين منهم في المحافظات السورية المختلفة، وخاصةً بين اولئك من ذوي الاختصاصات المتقاربة.
* وقامت جمعية الصداقة السورية الالمانية وبالتعاون مع رابطة خريجي الجامعات الألمانية بتكثيف اللقاءات مع الاصدقاء الالمان العاملين في السلك الدبلوماسي والخبراء المقيمين في سورية لفترة طويلة، كانت نتائجها ايجابية للغاية على الطرفين، وساهمت في تنمية الاتصالات العلمية والتقنية بين المؤسسات الالمانية والسورية وخاصةً العلاقات الاكاديمية والتبادل العلمي، وفي قطاع التأهيل والتدريب للكوادر الفنية السورية.
* وقد تجسد هذا التعاون أيضاً بالخدمات الثمينة التي تقدمها لسورية المؤسسات العلمية والتقنية الالمانية المتخصصة مثل مؤسسة GTZ ومؤسسة انفت INWENT ومؤسسة KFW وغيرها، إضافةً لاستجابة الحكومة الالمانية الاتحادية واستعدادها، بعد الزيارة التي قام وزير الدولة الالماني لشؤون البيئة إلى سورية عام 2000 إعفاء الحكومة السورية من مجمل ديونها للحكومة الالمانية والبالغة بحدود (490) مليون مارك، إذا وظفتها الحكومة السورية في المشاريع البيئية، وكانت الخطوة الأولى في مشروع تأهيل مكب النفايات الصلبة في حمص (بقيمة /92/ مليون ل.س)، وتحدث د. ماء البارد عن نشاطات التأهيل والتدريب، التي تقدمها مؤسسة إنفت (INWENT) الالمانية، والموجهة نحو العاملين في قطاع المياه ذي الأهمية الحياتية القصوى في سورية، حيث أصبحت مسؤولية الحفاظ على قطرة الماء شعاراً واجباً للحفاظ على الحياة، وقد شارك في دورات التدريب طويلة الأمد (ILT) لمدة عام كامل في المانيا ما يزيد على 55 مهندساً ومهندسة من العاملين في قطاع مياه الشرب والبيئة والصرف الصحي، بالإضافة إلى دورات التدريب قصيرة الأمد في الوطن الأم بالتعاون مع مؤسسة GTZ والتي شارك فيها ما يزيد على 130 من المهندسين (مدراء عامين ومدراء)، المكلفين بمسؤولية توفير خدمات التموين بمياه الشرب ومعالجة المياه العادمة في سورية.
كما تحدث عن نشاطات GTZ و KFW و DAAD و DED: فقال انها تعمل على تقييم الاثر البيئي ووضع إطار قانوني لتطبيقه على الصناعات والنشاطات الأخرى من أجل حماية البيئة وبناء القدرات للكوادر الفنية المعنية ( وزارة الادارة المحلية والبيئية- الاسكان والتعمير)، وبناء القدرات للكوادر الفنية المعنية في القطاع الخاص، وتخطيط استخدامات الأراضي، والمساهمة في الدراسات اللازمة لمعالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها.
ولفت د. ادهم علي أديب نائب رئيس جمعية اصدقاء البيئة الى ان الاحتفاء بالجهات المانحة واجب وطني لأننا كقطاع أهلي يجب الا يقتصر دورنا على الأمور الفكرية بل يجب ان يشمل مساعدة الوطن على امتلاك بُنى مادية قادرة على حسم المشاكل البيئية.
واشار الدكتور شلبي الشامي عضو مجلس الادارة استاذ مادة المياه والبيئة في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق إلى ان المساعدة الكندية في مجال مياه دمشق تساوي الكثير لان الاصدقاء في كندا أكدوا أنهم سيعملون على جعل تلك المياه القليلة كافية لاهالي دمشق من خلال مشروع ادارة مياه دمشق بشكل ناجح ومنع هدرها، ولفت د. الشامي الى التعاون مع المؤسسات الالمانية في مجال الصرف الصحي باشراف الدكتور فارس شقير اختصاصي الجيوفيزياء وفي سياق حديثنا مع الدكتور شقير أوضح لنا انه بالتعاون مع مؤسسة GTZ الالمانية يقوم كل سنة بتأهيل وتدريب 20 مهندساً في اختصاص الصرف الصحي، ولفت انتباهنا إلى ان العام الحالي سيشهد نهضة كبيرة في معالجة مياه الصرف الصحي وإن ما ستنفقه وزارة الاسكان والتعمير على هذا المرفق في هذه السنة يعادل ما انفق خلال 30 سنة!!.
ورأت المهندسة سها نصار اختصاصية البيئة ان مبادرة جمعية أصدقاء دمشق رائدة بكل معنى الكلمة وهي تنهل من قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الحميدة ولا سيما وأن العرفان بالجميل من شيمنا وهو نوع من أنواع التعزيز الايجابي لهذا الجهد الخير الذي توفره لنا الجهات المانحة.
ورأت المهندسة ريم عبد ربه من الهيئة السورية لشؤون البيئة ان مشكلتنا البيئية الأولى هي الصرف الصحي الذي يسبب الأمراض ويلوث المسطحات المائية مما يتطلب جهوداً كبيرة وعلى كل الصعد لتوفير الأموال والتقنيات لتطوير سبل التخلص من النفايات السائلة بطرق سليمة.
وأوضح المهندس محمد الدبش المستشار في وكالة جايكا اليابانية أن العاملين في جايكا في دمشق وهي (الوكالة اليابانية للتعاون العلمي) قد سرهم هذا التكريم وفرحوا بهذه المبادرة وهم يقدمون حالياً 14 مخبراً لتحليل المياه وأجهزة لتقصي تلوث الهواء ضمن مشروع لمدة ثلاث سنوات بقيمة ثلاثة ملايين دولار ويهدف أيضاً إلى تأسيس نظام مراقبة بيئية وتأهيل مراقبين في مرحلة لاحقة.
ولفت إلى أن جايكا تعنى بالمياه وتطوير الصناعة وتحسين التعليم والارتقاء بالمرفق البيئي من خلال التخلص بشكل جيد من النفايات الصلبة.
وكان د. أكرم خوري رئيس الهيئة السورية لشؤون البيئة قد ألقى كلمة في حفل التكريم تمنى في سياقها أن تساهم هذه المبادرة في دعم أواصر الصداقة مع الجهات المانحة ولا سيما في مجال المياه وأكد أن الجهود الخيرة لا تزال مطلوبة وبإلحاح على الصعيدين الرسمي والأهلي للوصول إلى صيغ ناجحة تسرع انجاز البنى التحتية الضرورية التي تحسم الأمر وتنقذ البيئة السورية مما تعاني منه من تلوث منوهاً إلى أن الإرث ثقيل وأن الجهد الحكومي بحاجة ماسة إلى استقطاب الجهات المانحة لأنه لن يستطيع بمفرده انجاز كل البنى المطلوبة في وقت قصير ولعل الزمن هنا هام جداً ولا سيما في ظل الزيادة السكانية الكبيرة.
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد