مستقبل الصراع الهندي - الصيني- الباكستاني والدورالإسرائيلي فيه
الجمل: بدأت تداعيات التوتر على خط واشنطن- موسكو تلقي بظلالها على النظام الدولي وتوازناته، وحالياً، تشهد القارة الآسيوية عملية حراك جيو- سياسي واسعة النطاق، لجهة إعادة ترتيب توازن القوى الإقليمي.
• المكونات الإقليمية للميزان السياسي- الأمني- العسكري- الآسيوي:
يتضمن المجال الآسيوي على الحقول الفرعية السياسية- الأمنية- العسكرية الآتية:
- منطقة شبه القارة الهندية وتتضمن سيرلانكا، الهند، باكستان، يونان، نيبال، بنغلادش، وأفغانستان
- منطقة شرق آسيا: وتتضمن: الصين، تايوان، اليابان، كوريا الجنوبية، كوريا الشمالية، وشرق روسيا
- منطقة جنوب آسيا: وتتضمن: فيتنام، كمبوديا، الفلبين، اندونيسيا، ماليزيا، روسيا، تايلاند، بروناي،
- منطقة آسيا الوسطى: وتتضمن: كازاخستان، أوزبكستان، طاجيكستان، تركمانستان، كيرغيزستان، وجنوب روسيا
- منطقة غرب آسيا: وتتضمن: إيران، تركيا، دول الخليج العربي، دول شرق المتوسط، دول القوقاز، وجنوب غرب روسيا..
أصبحت المناطق المكونة للمجال الآسيوي، ساحة للمواجهات الدولية والإقليمية، وذلك بسبب تأثير العامل الأمريكي الذي استطاع التغلغل داخل المجال الآسيوي، مستخدماً ذرائع الحرب ضد الإرهاب، والمساعدات، كآلية لخلخلة التوازنات السياسية، الأمنية، العسكرية في القارة الآسيوية..
• الدور الهندي الجديد: ماذا يخفى وراءه؟
تقول التسريبات الحالية، بأن الهجوم الانتحاري الذي سبق أن استهدف السفارة الهندية في العاصمة الأفغانية كابول، ليس حادثاً معزولاً، وذلك لأن ما تبين لاحقاً قد أكد بكل وضوح بأن جبل الجليد الكامن تحته سوف يتضمن الكثير من الأحداث والتداعيات ذات التأثير الهائل على المنطقة الآسيوية.
هذا، وتشير التسريبات إلى أن واشنطن تسعى حالياً باتجاه فتح الملفات الجديدة الآتية وتشغيلها على الساحة الآسيوية.
- ملف التدخل الهندي في أفغانستان.
- ملف استخدام جنوب شرق آسيا كحاجز لعزل الصين
- بناء تحالف عسكري- أمني رباعي يتكون من كوريا الجنوبية، اليابان، تايوان، الولايات المتحدة.
- ملف بناء تحالف عسكري- أمني يتكون من الهند والولايات المتحدة والفلبين، وربما بعض دول القارة الإفريقية المطلة على المحيط الهندي، مثل كينيا، وذلك بهدف جعل الهند تقوم بدور شرطي المحيط الهندي.
التدخل العسكري الهندي في أفغانستان، يهدف بشكل أساسي إلى:
- تحقيق الضغط على حلف الناتو.
- تحقيق الضغط على القوات الأمريكية.
- تحويل الصراع الأفغاني الأمريكي من صراع دولي إلى صراع إقليمي.
ومن الواضح أن قيام الهند بالتدخل عسكرياً في أفغانستان، وقيام القوات الهندية بشن حرب وكالة نيابة عن القوات الأمريكية سوف يترتب عليه إعطاء الهند دور شرطي شبه القارة الهندية أيضاً..
التداعيات المؤجلة لتدخل الهند في أفغانستان، سوف تمثل في الآتي:
- التأثير على التوازن الأمني- العسكري في منطقة شبه القارة الهندي، وذلك لأن إقليم كشمير يمثل حلقة الصراع الهندي- الباكستاني، ومنطقة القبائل الباكستانية تمثل حلقة الصراع الباكستاني- الأفغاني.
- تدخل الهند في أفغانستان سوف يؤدي تحويل الصراع من صراع أفغاني- أمريكي، إلى صراع أفغاني- هندي، والذي يدوره سوف يتحول تلقائياً إلى صراع إسلامي- هندوسي.
- الصراع الإسلامي- الهندوسي لن يكون مقتصراً على الساحة الأفغانية، دائماً سوف تنتقل عدواه لإشعال الصراعات الأخرى في المنطقة.
• تأثير العامل الصيني: ما هي ردود أفعال بكين المرتقبة؟
تواجه بكين حالياً مشكلة إقليم سينيكيانج ، وإقليم التيبت الموجودان في أقصى غربي الصين، وتقول التسريبات بأن بكين قد حددت خياراتها على النحو الآتي:
- التعاون مع نيودلهي، وإسلام أباد باعتبارهما تمثلان القوى الإقليمية، وذلك تمهيداً لبناء تحالف مثلث بكين- نيودلهي- إسلام أباد، بما يؤدي إلى التفاهم حول استقرار المنطقة.
- في حالة اتجاه نيودلهي إلى بناء الروابط والشراكة الإستراتيجية مع واشنطن، فإن بكين سوف تركز على الآتي:
- بناء الروابط مع إسلام أباد.
- احتواء الهند عن طريق اللجوء للآتي:
* تفعيل ملف الاضطرابات في مناطق التبت الهندية
* تفعيل حركات التمرد الماوي المسلح في شرق الهند.
* استخدام الفصائل السيرلانكية البوذية الموالية للصين في شن حرب وكالة ضد الحكومة السيرلانكية الهندوسية الموالية للهند.
* تفعيل ملف الاضطرابات الإسلامية داخل الهند.
* تفعيل ملف الإغلاق الحدودي الصيني- الهندي الذي سبق أن أدى إلى إشعال الحرب الحدودية الهندية- الصينية.
بالنسبة لباكستان، فقد تمت عملية استبدال الرئيس برويز مشرف، برجل الأعمال آصف زرداي، والذي تولى منصب الرئيس الباكستاني، بعد سلسلة من الخلافات المعقدة، المتعلقة بمدى صلاحيته لتولى منصب الرئيس الباكستاني، وكانت الاعتراضات تتمثل في الآتي:
• ضعف خبرته السياسية، وكل علاقته بالسياسة تتمثل في أنه زوج الزعيمة المغدورة بينازير بوتو
• وجود العديد من ملفات الفساد الجنائي الموجهة ضده، وعلى وجه الخصوص بسبب استغلال سلطات زوجته بينازير بوتو عندما كانت في منصب رئيس الوزراء، لجهة تمرير العديد من الصفقات التي أضرت بالاقتصاد الباكستاني، وأضعفت من مكانة زوجته بوتو في الساحة السياسية الباكستانية، بما أدى آنذاك إلى صعود خصمها نواز شريف ذو التوجهات الإسلامية إلى منصب رئيس الوزراء الباكستاني، والذي بدوره شكلت توجهاته الإٍسلامية المحفز لانقلاب الجنرال برويز مشرف.
صعود آصف زرداي إلى منصب الرئيس الباكستاني
تقول التوقعات بأنه سوف يؤدي إلى الآتي:
• تزايد احتمالات التدخل العسكري الأمريكي، وعلى وجه الخصوص في مناطق القبائل الباكستانية، وقد نفذت القوات الأمريكية بعض العمليات العسكرية المتقطعة.. خلال الأيام الماضية، وتحديداً في مناطق وزيرستان.
• تزايد الاستقطابات والمحاور بين جنرالات المؤسسة العسكرية الذين يحاولون ترتيب تحالفاتهم، تمهيداً للانقلاب واستلام السلطة في أول فرصة تلوح أمامهم.
• تزايد الاستقطابات في أوساط المجتمع المدني الباكستاني، وتقول التسريبات بأن المحكمة العليا الباكستانية، ترتب أوراقها وملفاتها تمهيداً للمواجهات القضائية المحتملة مع الرئيس الجديد ورجال الأعمال الملتفين حوله.. على غرار المثل القائل أينما وجدت أمريكا فإنه بالضرورة توجد إسرائيل، يمكن التحقق بكل سهولة من وجود تل أبيب في القارة الآسيوية..
- في الصين استطاع تل أبيب بناء لوبي إسرائيلي صيني يتمركز حالياً في مدينة شنغهاي الصينية، والتي تعتبر المركز التجاري الصيني- الصناعي المالي الأكثر أهمية بالنسبة للاقتصاد الصيني، وتقول المعلومات بأن هذا اللوبي يسيطر حالياً على تدفقات التجارة الصينية- الأمريكية، والصينية- الأوروبية.
- في بلدان جنوب شرق آسيا، استطاعت تل أبيب بناء شبكة استخبارية، تعمل بتنسيق كامل مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وتوجد محطات الموساد الرئيسية في هونغ كونغ، وسنغافورة، ومانيلا، وهانوي.
- في الهند استطاعت تل أبيب تحقيق نقلة نوعية في علاقاتها مع الهند، وذلك عن طريق اتفاقيات التعاون في مجالات تكنولوجيا المعلومات، والصواريخ البالستية، والتعاون في برامج القضاء، وصناعة الأسلحة.. وتقول التسريبات، بأن الموساد الإسرائيلي أصبح حاضراً في العاصمة السياسية نيودلهي، ومدينة بنغالور عاصمة تكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى مدينة بومبي التي تمثل الميناء الرئيسي والمركز التجاري الهندي الهام.. وإضافة لذلك، فقد استطاع الموساد الإسرائيلي، الاستعانة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، في التسلل إلى الأقليات الأسيوية الموجودة في المنطقة الآسيوية، وحالياً توجد روابط وثيقة بين الدلاي لاما زعيم البوذيين الصينيين، وتل أبيب، وتقول التسريبات بأن بعض عناصر الدلاي لاما، يوجدون حالياً في إسرائيل، التي ظلت تهتم بتقديم الدعم والمساعدات لهم..
وإضافة لذلك، فقد أكدت التسريبات الأخيرة، اندلاع أعمال عنف مسيحي- هندوسي داخل إحدى المدن الهندية، ضمن مؤشر جديد يقول باحتمال أن يتحول الصراع الداخلي الهندي الإسلامي- الهندوسي إلى صراع ثلاثي هندوسي- إسلامي- مسيحي.
الوضع الكلي للصراع الآسيوي، أصبح أكثر ارتباطاً بالوضع الكلي للصراع الدولي، وفي هذا الخصوص، تشير التسريبات إلى أن واشنطن، ما تزال تدرس مدى جدوى العودة إلى التحالف مع بكين من أجل الاستعانة بها في مواجهة موسكو، وذلك خلال فترة الحرب الباردة..وبالمقابل، فإن بكين ما تزال تدرس جدوى خيارين متاحين أمامها حالياً وهما:
• خيار التعاون مع واشنطن لمواجهة موسكو
• خيار التعاون مع موسكو لمواجهة واشنطن
وحتى الآن، الأقرب احتمالاً للتحقق هو صيغة تعاون بكين- موسكو لمواجهة واشنطن.. ولكن في هذه الحالة، تبقى أمام بكين بعض المعضلات التي يتوجب التغلب عليها وهي:
- تحدي تايوان، إذا قامت واشنطن بتزويدها بالأسلحة النووية.
- تحدي نيودلهي إذا قامت واشنطن باعتمادها حليفاً استراتيجياً.
هذا، وتقول بعض التسريبات، بأن القيادة الصينية لم تحسم أمرها بعد، هل مع موسكو، أم مع واشنطن، أما محاولة مسك العصا من الوسط.. عن طريق الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع الطرفين، فإن المشكلة التي سوف تواجه بكين هي أن واشنطن لن تقبل بذلك.. لأنها تعتمد مفهوم الذي ليس معنا، فهو بالضرورة ضدنا!!
الجمل قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد