مشادة بين ألمانيا وروسيا والصين في مجلس الأمن بشأن سوريا
شهدت جلسة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا يوم أمس مواجهة كلامية حادّة بين ألمانيا من جهة وروسيا والصين من جهة ثانية، إذ بلغ الأمر بموسكو وبكين حدّ التشكيك في أحقّية برلين بالمطالبة بمقعد دائم في هذه الهيئة الأممية.
وخلال الجلسة التي عقدت عبر الفيديو بسبب تدابير مكافحة جائحة كورونا، قال السفير الألماني كريستوف هوسغن إنّه "من السخرية للغاية أن نأسف لعدم تمكّن السلع الإنسانية من الوصول إلى سوريا، في حين أنّنا شهدنا في نفس هذا المكان في تمّوز كيف منعت روسيا والصين المساعدات الإنسانية من الوصول إلى هذا البلد".
وأضاف السفير الألماني "بدلاً من الشكوى في كلّ مرّة من العقوبات، يجب على روسيا والصين التراجع عن قرارهما والسماح بفتح مزيد من نقاط العبور حتى يتمكّن الناس بالفعل من الحصول على الأغذية والأدوية التي يحتاجون إليها".
وتابع "في نهاية العامين اللذين قضيناهما في مجلس الأمن، علينا أن نكون صادقين: هذا المجلس خذل الشعب السوري. روسيا لم تدعم الأسد فحسب، بل ساهمت بنفسها في معاناة الناس وموتهم".
وردّاً على مداخلة السفير الألماني قال نائب السفير الروسي ديمتري بوليانسكي إنّه إذا كان مجلس الأمن قد خذل فعلاً سوريا فالسبب في ذلك هو "السلوك المنافق" لألمانيا وسائر الغربيين.
وأضاف مخاطباً السفير الألماني "لقد جعلتَ من هذا اللقاء رائعة الوداع لكنّنا بصراحة لن نشتاق إليك".
وتابع "بفضلكَ، فإنّ العديد من أعضاء الأمم المتحدة الذين جادلوا في السابق بأنّ ألمانيا يجب أن تكون عضواً دائم العضوية في مجلس الأمن يسألون أنفسهم الآن ما إذا كان ينبغي السماح بهذا القدر من السخرية في هذه القاعة".
بدوره سخر ممثّل الصين ياو شاوجون من "المحاضرة" التي ألقاها السفير الألماني، مؤكّداً أنّ العقوبات التي فرضتها الولايات المتّحدة والاتّحاد الأوروبي على "النظام السوري" حالت دون تنفيذ مشاريع إنسانية في سوريا لأنّها تمنع تحويل الأموال اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع.
وقال الدبلوماسي الصيني "إذا كانت ألمانيا ترغب في الانضمام إلى مجلس الأمن، فالطريق أمامها سيكون صعباً. أداء ألمانيا في مجلس الأمن لم يكن على قدر توقعات العالم ولا توقّعات المجلس".
إضافة تعليق جديد