مصر: مرسي يحقق 4 وعود من بين 64 في رحلة المئة ليلة وليلة
يبدو أن معدل المئة اليوم لدى الرئاسة المصرية يختلف أو يزيد بأشواط عن المعدل الطبيعي للأيام، فـ«مشروع المئة اليوم الأولى» من الحكم الذي أطلقه الرئيس محمد مرسي خلال حملته الانتخابية، لم يتحقق منه سوى ستة في المئة من الوعود المبالغ بها أصلاً، في وقت سيطرت على الأشهر الثلاثة الأولى العديد من الزيارات الدولية من السعودية، والصين، وإيران، إلى الولايات المتحدة وتركيا. 
وبحسب موقع «مرسي ميتر» الذي أسسته مجموعة من الشباب لمراقبة عمل مرسي خلال فترة المئة يوم، لم يتحقق سوى أربعة وعود من أصل 64، أما «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» فأطلقت على تقريرها عن حرية التعبير في مصر خلال المئة اليوم «لا نعاديها ولا نكترث بها». كما أوضح تقرير صحافي صادر عن برنامج «مراقبكم» التابع لـ«شبكة مراقبين بلا حدود» في مؤسسة «عالم جديد للتنمية وحقوق الإنسان» أن 18 بنداً فقط يجري تنفيذها من برنامج المئة اليوم.
ومع اقتراب انقضاء مهلة المئة يوم، يواجه أول رئيس مدني منتخب تقييم المصريين لأدائه، وهو تقييم غلب عليه طابع السخرية لغياب الإنجازات، في حين شفع له البعض تأخر تحقيق الوعود المستعجلة لمجرد إبعاده المجلس العسكري عن السلطة.
ومرسي، الذي تسلم السلطة في 30 حزيران الماضي، وعد أثناء حملته الانتخابية بأن يعمل خلال المئة يوم الأولى على إيجاد حلول لخمس مشاكل رئيسية تواجه المصريين وهي المرور، والأمن، والنظافة، والخبز والوقود. وقد وضع خطة مفصلة من 64 بنداً للتعامل معها.
ووفقاً لموقع «مرسي ميتر»، فإن 42 في المئة من المصريين راضون عن إنجازات مرسي حتى الآن، والتي اقتصرت بحسب الموقع على منح حوافز وترقيات ومكافآت لرجال الشرطة مرتبطة باستعادة الأمن في مناطق عملهم، وإزالة الأشغال في الطرقات، وإطلاق حملات توعية إعلامية وخطب جمعة عن النظافة، بالإضافة إلى تنفيذ عقوبات رادعة لمهربي الوقود والمتعاونين معهم، بينما لم يتم إنجاز أي شيء حتى الآن في ملف «الخبز».
ومن بين الأعمال الجاري تنفيذها، بحسب «مرسي ميتر» وتقرير «مراقبكم»، إيصال أنابيب الغاز إلى المنازل، وإلزام هيئات النظافة والتجميل بإزالة كافة المخلفات في الشوارع والميادين، ورفع الإنتاجية والقيمة الغذائية لدقيق الخبز، لكن يبدو أن التركيز موجه تحديداً إلى قطاع الأمن حيث يجري التحضير لإطلاق حملة لإعادة الثقة بين المواطنين وجهاز الشرطة، فضلاً عن زيادة عدد نقاط الشرطة، واللجوء إلى المروحيات في ضبط الأمن...
يذكر أن «مرسي ميتر» أشار إلى وجود 24 بنداً قيد التنفيذ، بينما قال تقرير «مراقبكم» الذي نقلته صحيفة «اليوم السابع» ان الإجراءات الجاري تنفيذها اقتصرت على 18 بنداً، اغلبيتها في الملف الأمني، بينما لا يجري تنفيذ سوى ثلاثة بنود من أصل 16 في ملف الخبز.
أما تقرير «الشبكة العربية»، فيشير إلى أن الرئيس لم يضم حرية التعبير والصحافة إلى الانجازات التي وعد بها، ويرجع ذلك إلى أنها «قضية تحتاج لوقت طويل»، لكن بالرغم من ذلك كان لا بد من الإشارة إلى وضع حرية التعبير خلال فترة حكم مرسي.
ويقول التقرير ان «ما طرأ على حرية التعبير ليس بحاجة للانتظار أكثر من ذلك، بل هو بحاجة لمن يدق ناقوس الخطر... فحرية التعبير بكل فروعها في خطر في مصر، من ملاحقة قانونية وقضايا، واعتداءات بدنية، ومصادرة، ورقابة، وعودة المحتسبين، ومحاصرة للإبداع... كل أنواع الانتهاكات شهدتها مصر قبل أن يكمل الرئيس محمد مرسي يومه المئة في الحكم».
ولا يخفي الكثير من المصريين ضيقهم من عدم تغير أوضاعهم المعيشية، بينما اعتبر آخرون أن الرئيس فعل ما يتوقعونه وهو الإطاحة بالمجلس العسكري عن السلطة.
وفي الشارع المصري، كانت الآراء متباينة، فقال كريم محمد، وهو موظف في مصرف استثماري إن «شيئا ملموساً لم يتغير في البلاد خلال الايام المئة الأولى لمرسي». واعتبرت راجية طارق، الموظفة في شركة ألبان أن «البلد كان يمكن أن يدار بطريقة أفضل مما يفعله مرسي أو حتى من دون وجوده»، مشددة على أن «شيئاً لم يتغير تقريباً باستثناء تحسن الوضع الأمني».
ويتفق الكثيرون على أن مرسي بالغ كثيراً بإطلاق تلك الوعود، حيث ان المشكلات المتراكمة طوال 30 عاماً من حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك لا يمكن حلها في مئة يوم.
أما فادي جرجس، وهو مندوب مبيعات في شركة حكومية، فقال «لم تتحسن الأوضاع عما كانت عليه قبل الثورة... لكن بالرغم من كل ذلك فقد أزاح مرسي عنا حكم العسكر.. وهو الشيء الوحيد الذي يحسب له»، الأمر الذي يوافق عليه عصام عبد الحميد «يكفي أن مرسي خلصنا من المجلس العسكري».
أما في العالم الافتراضي، وخصوصاً على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، فغلب طابع السخرية على غياب انجازات مرسي، ومن بين التغريدات «انجازات مرسي خلال الميت يوم ما تتشافش.. تتحس»، «أنجز مرسي خلال المئة يوم كل ما يراه فرضاً ومسؤولية عليه كرئيس.. مافوتش صلاة وأكيد دعالنا ربنا يكرمنا»، و«هو مرسي قدم طلب تجديد للمئة يوم يا جدعان ولا ايه»، و«ما شاء الله تبارك الرحمن، طيارة الرئاسة شغالة نار!» في إشارة إلى الرحلات العديدة التي قام بها مرسي خلال الفترة الماضية.
(«السفير»، أ ف ب)
إضافة تعليق جديد