معرض بيروت للكتاب: تحية للرحابنة وشعر ياباني
كرّم «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» ضمن نشاطاته الافتتاحيّة السبت الماضي الأخوين الرحباني، عبر أمسية امتلأت شعراً (قراءةً الشاعر هنري زغيب) وغناءً (الفنانة مي نصر)، وأدارتها الروائيّة نرمين الخنسا. وشدّد زغيب على أنّ جمال «الشعر الرحباني» يكمن في بساطته واعتماده التلميح لا التصريح. وتحدّث في الأمسية، صديق الأخوين الرحباني، جورج سكاف، عن ذكرياته مع الشابيّن الذين كانا يلحّنان في العليّة، ترافقهما أوتار صوت فيروز. كذلك كانت شهادة مقتضبة للفنان إلياس الرحباني، الذي ركّز على مقدرة أخويه على تحويل الطبيعة والأجواء الكئيبة إلى جمال في أشعارهما. قرأ زغيب من قصائدهما «يا رايح عَ كفرحالا»، «إنت وجايي»، «شوارع القدس العتيقة» وغيرها... وغنّت مي نصر «القدس»، و«يا ريت»... كما أُقيمت مساء الأحد أمسية مميّزة أخرى، للشاعرة اليابانيّة كيكو كوما والمؤلّف الموسيقي إيداكي شاين الذي رافقها على البيانو، وقد قدّم لها الفنان غازي قهوجي. ويمكن القول إنّ شعر كيكو كوما يشبه شعر الأخوين الرحباني ببساطته وبأسلوبه السهل الممتنع.
تناولت الشاعرة اليابانيّة بدايةً، تيمات الخلود، الموت وأزمة الوجود، إلّا أنّ اللافت في شعرها أنّ الأسئلة الوجوديّة الكبيرة لا تبقى معلّقة، بل تمتلك الشاعرة الأجوبة عن كلّ تساؤلاتها، وتجد الخلاص في «دفء الإنسانيّة» و«بهجة الحياة» والحب الذي يغمر الإنسانيّة. كما أنّ القصائد التي قرأتها لا تعرف الثورة، بل تعكس تعلّقاً عميقاً بالأرض والأجداد و«الأساطير» والتقاليد، وسلالة «كوغوريو» الملكيّة التي تتحدّر منها الشاعرة. وتشبه قصائد كوما القصص التي يخبرها الأسلاف لأولادهم، فتبسّط الصراع بين الخير والشرّ، وتنتهي كل قصّة بالعبرة والحكمة القديمة القائلة بانتصار الخير على الشرّ.
في نهاية الأمسيتين، قدّم رئيس النادي الثقافي العربي عمر فاضل درعاً تكريميةً إلى الأخوين الرحباني، تسلّمها الياس الرحباني، ودرعين أُخريين إلى كل من كيكو كوما وإيداكي شاين. ويستمرّ اليوم «مؤتمر الناشر العربي»، فيما يُخصّص لقاء عن رواية سلوى النعيمي «برهان العسل» (5 مساءً) وتقام غداً أمسية تكريمية لطلال حيدر.
زينب مرعي
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد