معرض فرص العمل في دمشق يستقطب العائدين بعد الأزمة المالية
«حقق طموحك لدى كبريات الشركات في ســـورية» شعار رافقته صورة شـــاب يخـــطو أمام أبواب مفتوحة يتهيأ لدخول واحد منها في إشارة من الإعلان المنـــتشر في شوارع دمـــشق، إلى الخدمة التي يقـــدمها معرض فرص العمل في سورية، والتي تتمثل بتأمين فرصة لقاء مباشر بين خريجي الجامعات وأصحاب المؤهلات الفنية والخبرات العلمية من جهة والشركات السورية التي تسعى إلى استقطاب الكفاءات الشابة.
دعاء يساوي طالبة تدرس إدارة الأعـــمال تأمل بأن تستفيد من زيارة المعرض بالحــصول على فرصة عمل، تقول: «أبحث عن عمل يمكنني من استثمار إجازة الصيف في شيء مفيد، أحتاج إلى فرصة تمنحني الخبرة والتدريب فدراسة المقررات النظرية وحدها لا تكفي».
إلا أن البعض يقصد المعرض عملاً بمقولة «عليك أن تطرق الأبواب كلها قبل أن تستسلم». أحد هؤلاء حمدي، شاب في الثلاثين من العمر تخرج في كلية الاقتصاد منذ أربع سنوات وحتى الآن لم يجد عملاً يتوافق مع تخصصه العلمي، يقول: «سئمت البحث عن وظيفة، لكن أصدقائي يتحدثون في شكل إيجابي عن هذا المعرض لذا سأزوره معهم، فقد تكون زيارتي الرمية الأخيرة التي تصيب الهدف»!.
ويقام معرض فرص العمل «SYEA JOB FAIR 2009» في الفترة بين الرابع والسادس من تموز (يوليو) الجاري على أرض مدينة المــعارض في دمشـــق، وتنـــظمه الجمعية السورية لرواد الأعمال الشـــباب «سيا» التي تتيح أمام الباحثــين عن فرصـــة عمل ملء استــــمارة مباشــرة للعـــمل المطلوب في المعرض أو عبر المـــوقع الإلكتروني للمعرض syeajobfair.com حيث من المفترض أن يتم توزيـــع كل الطلبات على جميع الشـــــركات في المـــعرض ليتم انتقاء المـــطلوب بحســب طبيعة عمل كل شركة.
والمعرض الذي يقام للسنة الخامسة على التوالي ينظر إليه كحدث اقتصادي تشارك فيه الحكومة من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والجمعيات الأهلية المختصة إلى جانب القطاع الخاص، هذه الجهات الثلاث التي ينتظر منها الشباب السوري أن تتحمل مسؤوليتها في تأمين فرص العمل للحد من البطالة.
وفي سياق ذي صلة، نقلت وسائل الإعلام المحلية عن ديالا الحج عارف وزيرة الشؤون الاجتماعية قولها ان «المعرض ساهم خلال السنوات الماضية بتأمين فرص عمل عدة للباحثين عنها من خلال تسهيل عملية اللقاء بينهم وبين عارضي فرص العمل».
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن عدد العاطلين من العمل وصل في الربع الأول من السنة الماضية إلى 432 ألفاً أي نحو 8.3 في المئة. لكن خبراء مستقلين يعتقدون بأن النسبة أكبر من هذا الرقم بكثير، ويصل عددهم إلى نحو مليون شخص، فيما تقدر المصادر المختصة عدد الوافدين الجدد إلى سوق العمل سنوياً بنحو220 ألف فرد، وبحسب تقديرات هيئة مكافحة البطالة فإن كل القطاعات الاقتصادية في سورية لا توفر في أحسن الأحوال أكثر من خمسين ألف فرصة عمل سنوياً.
ويواجه المعرض هذا العام تحديات الأزمة الاقتصادية العالمية التي أرغمت كثيراً من الشركات على تقليص أعمالها وأحياناً تسريح بعض موظفيها، حيث توقع رئيس جمعية «سيا» التي تنظم المعرض عبد السلام هيكل أن «يشهد المعرض في دورته الحالية إقبالاً متزايداً من الكفاءات السورية في الخارج وبخاصة في دول الخليج العربي الذين اضطرتهم الأزمة الاقتصادية العالمية إلى العودة إلى الوطن والبحث عن فرص العمل».
يذكر أن الحكومة لم تعلن عن أي خطة متكاملة لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العامية، على رغم بدء ظهور تداعيات الأزمة على الاقتصاد السوري في تراجع الصادرات وانخفاض تحويلات المغتربين.
لينا الجودي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد