معركة القلمون: أمير القاعدة يتوعّد الجيش وحزب الله
مع ارتفاع وتيرة استعدادات حزب الله والجيش السوري لشنّ هجوم على مسلحي «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة» وحلفائهم في جبال القلمون السورية والسلسلة الشرقية لجبال لبنان، بدأ محتلّو الجرود يوجهون تهديداتهم المعتادة بشأن مسار المعركة، رغم كونهم يستبعدون حدوثها قريباً. يتحدّثون عن مفاجآت يجهزونها للمهاجمين، تماماً كما قالوا في معركة مدن القلمون وقراه في شباط 2014، وهي المعركة التي خسروها في وقت قصير آنذاك. لكن جديدهم الآن، هو تزامن الاستعدادات للمعركة مع إعادة تحريكهم ملف العسكريين الذين خطفوهم عقب اجتياحهم بلدة عرسال الصيف الماضي.
إعلامياً، اكتفى «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة»، بشريط مصوّر تحت عنوان «سيُهزم الجمع ويولّون الدُبر»، نشره قبل يومين. عرض «مراسل القلمون» التابع لـ»النصرة» في تسجيله المصوّر ما سمّاه «تحرير نقاط المش وشعبة حميدة حول بلدة فليطة السورية»، لافتاً إلى «ذوبان الثلج واقتراب موعد النصر». وضمّ الشريط كلمة مقتضبة لـ«أمير النصرة» أبو مالك التلّي «يُحرّض فيها المجاهدين على القتال والثبات» قبل إحدى العمليات. غير ذلك، لم يُسجّل أي جديد. حتى مواقع التواصل الاجتماعي للحسابات المرتبطة بـ«جبهة النصرة»، لم تأت على ذكر أي استعداد للمعركة المرتقبة. كان هناك حصراً الاحتفالية بما يحققه تنظيم «القاعدة» وحلفاؤه في إدلب وجسر الشغور ومعسكر القرميد.
أما بعيداً عن وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فتستبعد مصادر المسلحين اندلاع المعركة خلال الأيام المقبلة. ورغم ذلك، فإنهم يؤكدون استعدادهم لخوضها، متوعدين بـ»مفاجآت» ستظهر في وجه المهاجمين.
وسريعاً، يبدأ المسلحون بطرح الأسئلة على سائليهم: «هل سيُشارك الجيش اللبناني والحزب في المعركة إن وقعت، أم أن الدور سيكون للحزب وحده؟». يرددون هذا التساؤل في ضوء ترجيحات من داخل بلدة عرسال بأن «دور الجيش سيقتصر على إغلاق الحدود لمنع التسلل والخروج وتنفيذ عمليات دهم داخل عرسال، فيما سيكون دور الحزب رأس الحربة في المواجهة». وعبّرت مصادر المسلحين عن استغرابها لأن «يُقدم الحزب على هذه الخطوة الجنونية في هذا التوقيت بالذات، فيما جبهة النصرة تُسطّر الانتصارات في الداخل السوري وجيش النظام مُنهك، بدلاً من دعمه في تلك الجبهات التي يحتاجهم فيها». تعزّز هذه القناعة لديهم في ورقة العسكريين المخطوفين التي تُمسك بها «النصرة». إذ ترى مصادر المسلحين أن «أي خُطوة غير محسوبة قد تدفع نحو استئناف إعدام العسكريين الأسرى واحداً تلو الآخر». وإزاء ذلك، تستبعد هذه الأوساط أن «يُقدم الحزب أو الجيش على فتح المعركة من دون حصولهم على ضمانات بشأن حياة العسكريين». وبشأن ما تردّد سابقاً عن احتمال فتح طريق لانسحاب مسلّحي النصرة وباقي الفصائل، أكّدت المصادر أن «لا صحّة لهذه المعلومات لا من قريب ولا من بعيد».
مستجدات المخطوفين
ويوم أمس، عادت «جبهة النصرة» إلى التهديد بقتل العسكريين المخطوفين. وعبر اتصال هاتفي، أبلغت ذوي العسكريين المخطوفين جورج خوري ووائل حمّص بأن «الكيل قد طفح، بعد استمرار الحكومة اللبنانية بالمماطلة”. إزاء ذلك، عاد الأهالي إلى التحرّك، فزاروا كلاً من وزير الصحة وائل أبو فاعور ورئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، في إطار محاولاتهم لتحقيق أي تقدّم أو الدفع باتجاهه. وبحسب مصادر متابعة لملف المخطوفين، هدّدت «النصرة» مجدداً بذبح عسكريين لسببين: الأول، محاولة الضغط على الحكومة اللبنانية. أما السبب الثاني، بحسب المصادر نفسها، فيرتبط بالرد على مقتل الأمير العسكري لـ«جبهة النصرة» في الشمال أسامة منصور، الأمر الذي لم يحصل لحد اليوم. وتبعاً للمصادر، «في قاموس الجماعات القاعدية يُفترض أن يكون هناك ردّ قريب».
(الأخبار)
إضافة تعليق جديد