مغتربة سورية تعيد قطعة أثرية مسروقة إلى مدينة معلولا
أعيدت إلى دير مار سركيس وباخوس في معلولا عدة قطع أثرية من بينها باب خشبي يعود إلى 1700 عام كانت التنظيمات الإرهابية سرقتها من المدينة التاريخية .6
وقالت المغتربة السورية الشابة آنا مسعد التي ساهمت بإعادة الباب الخشبي لكنيسة الدير.. “إنها علمت من خلال المصادفة التي جمعتها بمختار منطقة رأس بعلبك في لبنان بوجود باب أثري اشتراه عن طريق أحد الأشخاص اللبنانيين من منطقة عرسال والذين يتاجرون بالآثار المسروقة والمهربة من سورية بشكل عام ومن مدينة معلولا بشكل خاص وقرر الحفاظ عليه لكونه قطعة أثرية ليتمكن من إعادته إلى سورية”.
وأضافت مسعد.. إنها عرضت على المختار مقابلا ماديا لاسترجاع الباب الأثري لكنه رفض وقال “نحن نعرف ما معنى الحرب وهدفنا عودة باب الكنيسة إلى مكانه”.Anna
وأكدت أنها عملت على التواصل مع وسيلة إعلامية لبنانية بهدف توثيق الحدث باعتبار أن جزءا من الحرب التي تتعرض لها سورية حرب إعلامية هدفها تشويه الحقائق لتقوم قناة او تي في اللبنانية بمساعدتها بذلك وتواصلت أيضا مع السفارة السورية في لبنان ووزارة السياحة ومديرية الآثار والمتاحف في ريف دمشق لتأمين الإجراءات المناسبة لعودة القطعة الأثرية في وقت تتزامن فيه مع الاحتفال بأعياد الميلاد المجيد.1
وأكدت مسعد أن مهمة المغتربين السوريين هي الحفافظ على الصورة الحضارية والتاريخية لسورية والتي تعد مصدر فخر لهم وإبرازها للرأي العام العالمي في دول الاغتراب ليكونوا سفراء بلدهم في أي أرض يتواجدون فيها .
وتضمنت القطع الأثرية التي أعيدت إلى دير مار سركيس وباخوس أيضا بعض الأيقونات والصلبان النحاسية.
وبهذه المناسبة قال بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام خلال ترؤسه قداسا في دير مار سركيس وباخوس في معلولا “جئنا قبيل عيد الميلاد لكي نبدأ من هنا أفراحه رغم مآسينا ومعاناة الملايين من شعبنا لأن إيماننا أكبر من أي تحد وألم”.2
واعتبر البطريرك لحام أن استرجاع الباب الخشبي الذي عمره 1700 عام والأيقونات والصلبان يعيد لنا الأمل بأن أبواب سورية ستفتح أمام العالم أجمع من جديد مؤكدا أن تضامن السوريين مع بعضهم هو العنوان الكبير لسورية و”سنعود وطنا واحدا وشعبا وقلبا ورؤية واحدة وسيعود الأمان والسلام إلى سورية” داعيا إلى المحبة بدلا من الكراهية لأن سورية بلد المحبة والتسامح والمصالحة شاكرا كل من ساهم باسترجاع هذه الأثريات.4
بدوره أكد وزير السياحة المهندس بشر يازجي عقب القداس أن الدور الأساسي للحكومة حماية كل شبر من الأرض السورية بما فيها المقدسات الدينية وقال “معلولا وبالرغم مما تعرضت له من خراب وإرهاب إلا أنها ستعود لتنبض بالحياة من جديد وستكون مقصدا لحجاج العالم” معتبرا “أن عودة الباب الخشبي وبعض الأيقونات والصلبان سيليها استرجاع العديد من المسروقات”.
بدوره لفت وزير الثقافة عصام خليل إلى أن السوريين مصممون على الحياة ورسالتهم هي المحبة والسلام مؤكدا أن كل الآثار السورية التي تعرضت للسرقة من قبل الإرهابيين موثقة لدى الوزارة على نحو لا يتيح لهم أن يتاجروا بها في الأسواق العالمية.5
وأشار محافظ ريف دمشق المهندس حسين مخلوف إلى أن المحافظة تعمل جاهدة لإعادة الحياة والبناء وترميم واجهات الأبنية والمحال في معلولا لأنها مجال اهتمامنا وقال “تم تحويل 300 مليون ليرة سورية إلى البلدة من أجل ترميم واجهات المباني والمحال فيها وتخصيص 250 مليون ليرة للمتضررين والأهالي في البلدة كما تم تقديم أكثر من 1700 طلب لتقدير الأضرار والكشف على أكثر من 350 منزلا وعودة الأهالي إليها”.
يشار إلى أن سورية كانت استعادت أكثر من 93 قطعة أثرية مهمة بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في لبنان وتقوم المديرية بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو في هذا المجال حيث أصدرت المنظمة نشرة بكل اللغات للفت الانتباه إلى القطع الأثرية ذات الهوية السورية.
رشا محفوض – مهران أبو فخر
سانا
إضافة تعليق جديد