مفاوضات حاسمة بين اوروبا وتركيا بشأن اللاجئين

أكدت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل، يوم الجمعة، أن على الإتحاد الأوروبي الإستعداد للبدء بإعادة اللاجئين من اليونان إلى تركيا سريعاً، لتفادي "عامل جذب لهم" قبل بدء تطبيق اتفاقية اللاجئين مع أنقرة. في حين أعرب رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو عن أمله في إمكانية إيجاد قواسم مشتركة مع الاتحاد الأوروبي خلال قمة اليوم في بروكسل.
وقالت ميركل عقب قمة للإتحاد، تم فيها الموافقة على عرض مرتبط باتفاقية لمكافحة اللجوء غير المنظم مع تركيا، إن المفاوضات مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لن تكون سهلة لكن جميع دول الاتحاد الاوروبي تريد إتفاقا.
وأضافت ان عملية إعادة التوطين القانونية للاجئين السوريين من تركيا إلى الاتحاد الاوروبي ينبغي أن تبدأ بعد أيام قليلة من بدء إعادة اللاجئين من اليونان.
وفي هذا السياق، توصل قادة دول الاتحاد الاوروبي ليل الخميس-الجمعة الى "موقف مشترك" يعرضونه، اليوم، على تركيا لإبرام اتفاق حول وقف تدفق اللاجئين على اوروبا.
وأعلن رئيس وزراء اللوكسمبورغ كزافييه بيت، بعد مفاوضات شاقة في بروكسل، في تغريدة عبر موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، أن هناك "اتفاق حول موقف الاتحاد الاوروبي"، ويتولى رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك "عرضه على رئيس الوزراء التركي قبل مجلسنا الاوروبي".
لكن مصدراً أوروبياً أوضح انه "ليس هناك اتفاق رسمي" بين الاوروبيين، بل "موقف مشترك" مع "خطوط حمراء" لا يمكن تجاوزها.
وشكل هذا الموقف المشترك تفويضاً لتوسك المكلف وضع اللمسات الأخيرة للإتفاق مع رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من جهته "صادقت الدول الـ28 على مقترح يناقش الان مع تركيا ولا يمكنني ان اضمن نهاية سعيدة" لهذا النقاش.
في غضون ذلك، أوضح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن أوروبا "بحاجة للنظر في سجلها الخاص باللاجئين قبل أن تملي على تركيا ما تفعله"، مضيفا أن بلاده "تنصت لانتقادات أوروبا في مجال الحقوق عندما تكون الانتقادات في محلها".
وقال رئيس الوزراء التركي من جهته، للصحافيين: "آمل أن يكون من الممكن (عقد) الاجتماع في وجود أرضية مشتركة مع الاتحاد الأوروبي. أنا متفاءل بشأن ذلك."
وشدد على الطابع الإنساني لقضية اللجوء، نافياً أي "مساومة" حولها.
وتابع "بالنسبة الى تركيا، مسألة اللاجئين شأن يتعلق بالقيم الانسانية والاوروبية ولا مجال للمساومة فيها"، مضيفاً "تركيا استقبلت 2.7 مليون لاجىء من دون اي مساعدة تذكر من اي جهة"، وذلك قبيل لقائه رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدولية للاتحاد الاوروبي.
وأضاف داود اوغلو "أريد أن اشدد اليوم على ان تركيا تواصل سياسة (استقبال اللاجئين) في اطار انساني"، مضيفاً "الاتحاد الاوروبي وتركيا لديهما الهدف نفسه: مساعدة اللاجئين السوريين (...) سنواصل اليوم مشاوراتنا مع المسؤولين الاوروبيين وانا واثق من بلوغ هدف مساعدة اللاجئين وتعزيز علاقاتنا".
من جهة ثانية، أوقفت الشرطة اليونانية ستة أعضاء في شبكة لتهريب اللاجئين في اليونان، فيما كانوا يستعدّون لإرسال سبعة لاجئين عراقيّين إلى ايطاليا في طائرة صغيرة.
وقالت الشرطة في بيان إنها أوقفت مجموعة من أربعة يونانيّين وعراقيّين اثنين في ميسولونغي غرب اليونان، الأربعاء، أثناء استعداد طائرة، تنقل اللاجئين وبينهم أربعة أطفال، للإقلاع.
وأضافت أنّه "تم تفكيك شبكة تهريب نقلت لاجئين من اليونان إلى بلدان في غرب أوروبا على متن طائرة خفيفة".
وأشارت إلى أن أنّ الشبكة "تمكّنت من ارسال 12 مجموعة من اللاجئين إلى إيطاليا"، مضيفةً أنّ كل من المسافرين "دفع ما بين 5100 و8500 دولاراً أميركياً إلى المهربين".

وكالات