مقاطعة ألمانية تقاضي أسقف كاثوليكي أنكر "الهولوكوست"

05-02-2009

مقاطعة ألمانية تقاضي أسقف كاثوليكي أنكر "الهولوكوست"

أمر المدعي العام في إحدى المقاطعات الألمانية الأربعاء، بفتح "تحقيق جنائي" ضد أحد الأساقفة الكاثوليك، أنكر المحارق اليهودية خلال فترة الحرب العالمية الثانية "الهولوكوست"، والتي يقول اليهود إنها تسببت في مقتل أكثر من ستة ملايين يهودي، على يد قوات ألمانيا النازية آنذاك.

وقال المدعي العام لمقاطعة "ريجنسبورغ"، غونثر روكداشل، إن السلطات تجري تحقيقات بشأن ما إذا كان يمكن اعتبار التصريحات التي أدلى بها الأسقف الكاثوليكي، ريتشارد ويليامسون، تندرج تحت إطار جرائم "بث الكراهية."

ويُعد إنكار الهولوكوست "جريمة" بحسب القانون الألماني، وقد تصل عقوبتها إلى السجن لأكثر من خمس سنوات.

وقال روكداشل، إنه أمر بفتح تحقيق في هذه القضية يوم 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، بعدما علم بالتصريحات التي أدلى بها الأسقف ويليامسون، في مقابلة مع إحدى محطات التلفزيون السويدية.

وذكر المدعي الألماني أن ممثلاً قانونياً لويليامسون أجرى اتصالاً به، حيث أبلغه بأن الأسقف ينكر جميع تلك الاتهامات.

كما أشار الممثل القانوني إلى أن ويليامسون أبلغ الصحفيين السويديين الذين أجروا معه المقابلة، بأنه لا يريد بثها خارج السويد، وبالتالي فإن ملاحظاته لا تقع تحت طائلة القانون الألماني.

إلا أن المدعي العام لمقاطعة "ريجنسبورغ" قال إنه قرر فتح تحقيق في القضية نظراً لأن المقابلة جرت أثناء مشاركة الأسقف ويليامسون في ندوة ببلدة "زايتزكوفن" القريبة من منطقته.

وقال روكداشل، إن التحقيق قد يمتد أيضاً إلى الصحفيين السويديين، مشيراً إلى أنه لا يتوقع مثول ويليامسون أمام المحكمة قريباً، نظراً لتواجده حالياً في الأرجنتين، إلا أنه قد يُطلب إليه تقديم إفادة مكتوبة بشأن القضية.

وخلال المقابلة مع التلفزيون السويدي، شكك الأسقف الكاثوليكي البريطاني في وجود "غرف الغاز"، التي قيل إنها استخدمت لقتل اليهود من قبل الجيش النازي في حقبة حكم أدولف هتلر لألمانيا.

وقال: "أعتقد أن الدلائل التاريخية تخالف بقوة (القول) بأن ستة ملايين يهودي قتلوا بصورة متعمدة في غرف الغاز، ضمن سياسة مقصودة وضعها أدولف هتلر."

وأضاف ويليامسون، في المقابلة التي تناقلتها المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام لاحقاً، قائلاً: "أعتقد أنه لم يكن هناك غرف غاز."

وقد تسببت تلك التصريحات في إثارة انتقادات غاضبة، طالت بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، إذ جاءت بعد قليل على قرار الفاتيكان رفع العزل الكنسي عن الأسقف ومجموعة من القساوسة، كانوا قد طردوا من الكنيسة الكاثوليكية عام 1988.

وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، قد دعت في وقت سابق الثلاثاء، البابا بالرد "بحزم" على الدعوات المنكرة لقضية المحرقة اليهودية خلال الحرب العالمية الثانية.

وقالت ميركل: "يجب على البابا والفاتيكان أن يوضحا بشكل قاطع بأنه ليس هناك إنكار للهولوكوست."

وأضافت ميركل، التي كانت تتحدث في مؤتمر صحفي ببرلين، أن على الفاتيكان التأكيد على وجوب وجود علاقات إيجابية مع المجتمعات اليهودية، معتبرة أن "الفاتيكان لم يوضح الأمر بشكل جلي بعد."

وكان الناطق باسم الفاتيكان، الأب فريدريكو لومباردي، قد رد بانتقاد مواقف ويليامسون آنذاك، غير أنه شدد على أن البابا يؤيد العلاقات الحسنة مع اليهود، من خلال المناسبات التي تحدث خلالها عن الهولوكست.

ويذكر أن ويليامسون كان قد اعتذر الأسبوع الماضي عما وصفه بـ"التوتر"، الذي يمكن أن تكون تصريحاته قد تسببت به للبابا، غير أنه لم يسحبها.

وينتمي ويليامسون إلى مجموعة دينية متشددة تحمل اسم "القديس بيوس الخامس"، أسسها الأسقف مارسيل ليفيبريف، الذي طرده البابا يوحنا بولص الثاني، بعدما "ثار" على الإصلاحات التي رغب البابا آنذاك بإدخالها إلى الكنيسة.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...