مكتب التدخل السريع بحاجة إلى وقود
هل ادى مكتب التدخل السريع دوره في حل المشكلات التي تعترض تصدير المنتجات السورية الى الاسواق الخارجية، وهل كانت استجابة الجهات المعنية ضمن الاطار المطلوب لتسهيل عمل هذا المكتب وتحقيق الغاية التي وجد من اجلها، وما هي اهم الامور التي تابعها هذا المكتب منذ احداثه وحتى نهاية شهر تموز الماضي؟ كل هذه الامور والاجابة عنها يمكن الوصول إليها عن طريق المذكرة المعدة من المكتب والمرسلة الى السيد رئيس مجلس الوزراء.
اما ثاني هذه القضايا فهي شكوى مصدري الخضار والفواكه حول معاناتهم ومالكي السيارات المبردة المخصصة لشحن الخضار والفواكه من تدني كمية /250/ ليتر مازوت المخصصة للسيارة الواحدة لدى مغادرتها الحدود السورية والتي لا تكفي لتشغيل السيارة في ظل قيام السلطات الاردنية بتوقيف هذه السيارات على الحدود الاردنية السورية لعدة ايام. تلك القضية التي تداولها المكتب وخلص لرفع كتاب الى رئاسة الوزراء يتضمن السماح لكل سيارة مبردة بتعبئة /250/ ليتر مازوت بالسعر المحلي بحيث يتم وفي حال ثبوت وجود كمية من المازوت تزيد عن الكمية المسموح بها للسيارة احتساب الكميات الزائدة وفقاً للاسعار المحددة والمعمول بها لدى الدولة التي سوف تعبرها تلك السيارة اي 30ل.س لليترالواحد من المازوت للسيارات المتجهة الى الاردن و70 ل.س للسيارات المتجهة الى تركيا. وتشير مذكرة المكتب هنا الى اعداد وتوقيع مشروع الكتاب الخاص بذلك لرفعه الى مجلس الوزراء والذي تم التريث به نظراً لصدور توصية اللجنة الاقتصادية المعممة بكتاب رئيس مجلس الوزراء رقم 5408/1 المتضمنة السماح بتخصيص السيارات الشاحنة المبردة السورية والعربية المحملة بالخضار والفواكه بالخروج من القطر بكمية 400 ليتر مازوت.
واما ثالث تلك القضايا التي توبعت من المكتب فكانت شكوى مصدري الخضار والفواكه من طلب السلطات المصرية من المصدرين السوريين تطبيق نظام تعقيم العبوات الخشبية والطبالي المعبأة بالخضار والفواكه السورية المصدرة الى مصر قبل عمليات التصدير تلك القضية التي تداولها المكتب موجهاً كتاباً الى وزارة الزراعة من اجل المعالجة والتفاوض مع وزارة الزراعة المصرية لتأجيل تطبيق التعقيم لنهاية عام 2006 حتى يتم تأمين أماكن خاصة بالتعقيم او ضمن مشاغل المصدرين. وزارة الزراعة التي اوضحت في كتاب الرد بانه تم تطبيق اجراءات التعقيم اعتباراً من 1/4/2006 واتخاذها لكافة الاجراءات الخاصة بالتعقيم /صنع اختام-تدريب كادر فني-تأمين مواد تعقيم/ والسماح للقطاع الخاص باقامة منشآت خاصة بالتعقيم.
اما الموضوع ما قبل الاخير الذي تمت معالجته من قبل مكتب التدخل السريع خلال الفترة المذكورة فكان موضوع تأمين تراخيص دخول «دوزبارا» للسيارات المبردة السورية الناقلة للخضار والفواكه من الجهات الروسية، ذلك الموضوع الذي تضمنته مذكرة لجنة مصدري الخضار والفواكه في ريف دمشق المتضمنة وجود 15 سيارة مبردة سورية معبأة بالفواكه /كرز-دراق-مشمش-خوخ/ متوجهة الى روسية ومتوقفة على الحدود السورية التركية «باب الهوى» بانتظار تأمين تراخيص الدخول الى روسيا من وزارة النقل. تلك المذكرة التي تمت مداولتها في المكتب الذي اتصل مع الجهات المسؤولة في وزارة النقل التي اوضحت انه يوجد اتفاقية ما بين وزارتي النقل السورية والروسية من اجل السماح لـ 150 سيارة شاحنة سورية للدخول الى الاراضي الروسية خلال عام 2006 ذلك العدد من التراخيص الذي تم توزيعها من قبل مكتب باب الهوى الذي لم يعلم الوزارة بانتهاء تلك التراخيص. وبيّنت النقل وقتذاك بانها ستقوم بتوجيه كتاب الى وزارة الخارجية من اجل التوسط لدى السفارة الروسية في دمشق لتوقيع تراخيص جديدة هذا الكتاب الذي تابعه المكتب مع وزارة الخارجية ومع السفارة الروسية في دمشق لمدة اسبوع تبين في نهاية هذه المتابعة ان الموضوع يحتاج الى اتفاق جديد ما بين وزارتي النقل في البلدين وهو ما انتج بالتالي عدم تمكن المكتب من تأمين تراخيص الدخول للسيارات السورية المبردة الموجودة على الحدود السورية علماً ان السيارات التركية تدخل الى الاراضي الروسية من دون تراخيص تنفيذاً لاتفاقية موقعة بين البلدين بهذا الشأن.
وفيما تطالب مذكرة المكتب توجيه رئاسة الوزراء بالمواضيع التي تمت مناقشتها منذ تأسيس المكتب ولغاية شهر تموز لا نجد صعوبة في رؤية محدودية النتائج التي حققت من المكتب خلال هذه الفترة ولعل ذلك ولا شك لا يرجع للمكتب والقائمين عليه وانما بتعاون الجهات العامة مع هذا المكتب وبالصلاحيات والهامش المعطى لهذا المكتب التحرك به والذي لا ندري اذا كان يتناسب مع حجم الامال والمهام المنوط بها في رفع وتيرة التصدير ومعالجة معوقاته...مع الاشارة هنا الى ان مكتب التدخل السريع التونسي الذي تمت الاستفادة من تجربته في احداث مكتب التدخل السريع السوري يرتبط باعلى مستويات القرار التونسي الامر الذي يمكنه ومكنه من حل المعوقات التي اعترضت التصدير التونسي خلال زمن قياسي.
نعمان أصلان
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد