مكتب روسي لاستقطاب المقاتلين في الشمال لمصلحة الجيش العربي السوري
افتتحت القوات الروسية في مناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في ريف حلب الشمالي مكتبًا خاصًّا لاستقبال الراغبين في الالتحاق بالفيلق الخامس، التابع للجيش العربي السوري.
ويرى مراقبون أن الخطوة الروسية تأتي في إطار محاولتها الرامية إلى فرض الحكومة السورية سيطرتها على الأراضي السورية كافة، وأيضاً تعتبر «إسفيناً» في مشروع «الإدارة الذاتية» الكردية في شمال البلاد.
و«قوات سورية الديمقراطية- قسد» هي عبارة عن تحالف يضم مقاتلين أكراداً وعرباً وآشوريين، ولكن تعتبر «وحدات حماية الشعب» الكردية الجناح العسكري لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الذي يقود «الإدارة الذاتية» عموده الفقري وهي من تقود هذا التحالف. وكشفت مواقع إلكترونية معارضة، أمس، عن أن القوات الروسية افتتحت في مناطق سيطرة «حماية الشعب» شمالي حلب مكتبًا خاصًّا لاستقبال الراغبين في الالتحاق بالفيلق الخامس، التابع للجيش العربي السوري.
ونقلت المواقع عن مصادر محلية: إن عدد المنتسبين بلغ منذ ثلاثة أسابيع حتى بداية شهر تشرين الأول، نحو 150 عنصرًا، معظمهم مقاتلون سابقون في «قسد» ويستقبل المركز الذكور من سن 18 إلى 50 عامًا.
وأوضحت، أن الشخص الراغب في الالتحاق يوقِّع عقدًا مدته عامان، يتمتع خلالهما بحماية أقرب إلى الحصانة، حيث لا سلطة لأي من قيادات «قسد» على العنصر الذي يلتحق بالفيلق الخامس.
وأشارت المصادر إلى أن التركيز يتم على المناطق العربية التي تسيطر عليها «قسد»، حيث يبلغ أجر العنصر الواحد 400 دولار أميركي شهريًّا، وهو أربعة أضعاف ما يتقاضاه عناصر «قسد» شهريًّا.
ورأت المواقع، أن هذه الخطوة تأكيد على المساعي الروسية للحد من نفوذ «قسد» من خلال إغراء الشبان في المنطقة بالأجور العالية، من أجل الالتحاق بالفيلق الخامس.
على خط مواز، نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن السياسي الكردي، ريزان حدو، أن وفداً من القيادة العامة لـ«حماية الشعب» زار موسكو، ليبحث مع المسؤولين الروس مكافحة الإرهاب ودفع عملية السلام في سورية.
وبحسب حدو، فإن «مباحثات موسكو تمحورت حول محاربة الإرهاب التي تسير بوتيرة جيدة، مع تأكيد ضرورة العمل على دفع العملية السياسية لتسير بخطا ووتيرة توازي وتكمل العمل العسكري ضد الإرهاب».
وأشار السياسي الكردي إلى أن المسؤولين الروس جددوا موقفهم الداعي لضرورة تأمين مشاركة فعالة ومتوازنة للكرد في العملية السياسية».
وقال حدو، المقرب من «حماية الشعب»: إن هذه الزيارة التي جرت الأسبوع الماضي، جاءت في إطار الجهود الروسية الرامية لحل الأزمة السورية وتلبية لدعوة من المسؤولين الروس».
وأضاف: إنها جاءت تتويجاً «لجهد مميز شهدته اللقاءات السابقة التي عقدت في سورية.. ذلك الجهد المميز والتقدم في المباحثات استرعى نقل المباحثات إلى موسكو لاستكمالها على أعلى المستويات».
وشدد حدو على أن «الزيارة تأتي متناغمة مع السياق التاريخي لعلاقة موسكو الطيبة مع شعوب المنطقة عموماً وأخص هنا الشعب الكردي».
وكانت تقارير إعلامية تحدثت في وقت سابق عن أن زيارة الوفد الذي ترأسه القائد العام لـ«حماية الشعب»، سيبان حمو، جرى بعيداً عن الأضواء، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة بعد التوتر الكبير الذي شهدته معارك دير الزور بين الجيش العربي السوري و«قسد»، والذي وضع العلاقة بين الطرفين على حافة انفجار غير مسبوق.
وأواخر أيلول الماضي أدلى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم بتصريح لافت، أكد فيه أن «إقامة نظام إدارة ذاتية للأكراد في إطار حدود الدولة السورية أمر قابل للتفاوض والحوار».
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد