من دون شتائم فإن جماعة 14 آذار يصبحون عاطلين عن العمل
ثلاثة موضوعات رئيسة بحثها «اللقاء الوطني اللبناني» امس: ملابسات تأليف القوات الدولية، وخلفيات الحصار على لبنان، والإعداد لمؤتمر وطني
استحوذ موضوع الحصار الجوي والبحري الذي تفرضه اسرائيل على لبنان، والدعوة التي حملها امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من الرئيس السوري بشار الاسد الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لزيارة سوريا، على حيز واسع من الاهتمام الذي عقده «اللقاء الوطني اللبناني» المعارض، امس، برئاسة الرئيس عمر كرامي.
وأعلن كرامي بعد الاجتماع الذي عقد في فندق السفير: «ان اللقاء بحث في كل الاوضاع بعد وقف النار، ولاحظ أن هناك ضغوطاً كثيرة تمارس على لبنان لا علاقة لها بالقرار 1701، أوّلها الحصار الاسرائيلي على لبنان، بدعم اميركي ودولي ومن بعض العرب».
ورأى كرامي «ان الجهود التي تبذل من اجل فك الحصار لا تجدي، ونشعر بأن هناك تواطؤاً من بعض الحكومة مع من يفرض هذا الحصار من اجل تحقيق اهداف سياسية لا علاقة لها بالقرار 1701. اضافة الى التمثيلية التي تجري حيال تأليف القوة العسكرية التي ستأتي الى الجنوب، ناهيك بتأليف اللجنة الامنية تحت اشراف دولي، وتدخّل المانيا للإشراف على المرافئ والحدود، ومحاولة نشر قوى دولية على الحدود اللبنانية ــ السورية». ولفت الى أن «كل هذه الامور توطئة لما اعلنته الادارة الاميركية عن استصدار قرارات جديدة من مجلس الامن من اجل نزع سلاح حزب الله وإكمال وضع اليد على لبنان». وأضاف: «ازاء كل هذه التطورات، ارتأى اللقاء أن تأليف لجنة للاتصال بالقوى الوطنية من اجل التشاور لبلورة اتفاق نباشر عبره العمل السياسي للتصدي لكل هذه المخاطر التي تحيط بلبنان».
وسئل كرامي: هل ما زلتم تعملون لإسقاط الحكومة؟ فأجاب: «لدينا شك كبير في تصرفات كثيرة ظهرت خلال الفترة السابقة والحالية، وهناك حلفاء لنا مشاركون في الحكومة سنتشاور معهم». وعمن يقصد بالقوى الوطنية؟ أجاب: «أولاً حزب الله وحركة أمل والقوة الثالثة، والتيار الوطني الحر والاحزاب الوطنية».
وعن مصير المؤتمر الوطني الذي سبق أن دعا اليه اللقاء لتثمير النصر العسكري، قال كرامي: «كل هذه الامور. سواء كانت مؤتمراً وطنياً أو إسقاط الحكومة أو تحركاً في الشارع. سنعمل على التشاور من أجلها». وفي رد على سؤال لـ«الاخبار» اذا كان المقصود من عبارة «تواطؤ بعض الحكومة» تحييداً لرئيسها فؤاد السنيورة وحصر «التواطؤ» بعدد من الوزراء، اجاب كرامي ضاحكاً: «فليفهمها كل واحد على كيفه».
وأوضح الفرزلي لـ«الاخبار» أن اللقاء «لم يأت على ذكر السنيورة بل عمد الى تقويم الوضع واستعراض الغايات والاهداف من وراء الحصار البحري والجوي المفروض على لبنان، ليتبين له وجود متواطئين في الحكومة استناداً الى تقاطع المعلومات ومجريات الامور والاحداث والمواقف». وأكّد تمسك اللقاء بالعمل على تأليف حكومة اتحاد وطني وضرورة اعادة تكوين السلطة في البلاد، لافتاً الى أن «مسألة عقد مؤتمر وطني ما زالت مجرد اقتراح ينبغي درسه والإعداد الجيد له، من منطلق أن ما جرى بعد 12 تموز والانتصار الباهر الذي حققته المقاومة، يستدعيان عقد مثل هذا المؤتمر».
وعن اتهامات فريق «14 آذار» للقاء بأنه يعمل بتوجيهات من سوريا، وبأن العديد من اعضائه من بقايا النظام الامني السابق، ردّ الفرزلي: «دعهم يتسلّون بهذه الاقوال، فإذا لم يفعلوا ذلك أصبحوا عاطلين من العمل».
من جهته، قال ارسلان إن اجتماع اللقاء تناول الأداء الحكومي العام منذ اللحظة الاولى للعدوان، التزمت الحياد ولم تعبّر جدياً عن المواجهة ودفاع المقاومة عن لبنان، فراحت تتعاطى مع الأحداث والتطورات بديبلوماسية لم تؤدّ الى نتيجة». وطالب الحكومة بالإبقاء على مطار بيروت مقفلاً، ساخراً من الإعلان عن معاودة حركة الملاحة فيه «ما دامت مرهونة بالمرور بمطار عمان ذهاباً وإياباً، وبخضوع المسافرين للتفتيش هناك». ووصف هذا الإجراء بـ«المهين»، وتساءل: «ماذا بعد الحصار الجوي والبحري ونشر الجيش على الحدود بين لبنان وسورية والاستعانة بخبرات القوات الدولية لهذه الغاية؟ هل يمنع علينا السفر برّاً الى سوريا؟».
وذكر أرسلان أن اعضاء اللقاء تطرقوا الى دعوة الرئيس الاسد للرئيس السنيورة لزيارة دمشق التي نقلها له امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورأوا أن رئيس الحكومة «أهمل هذا الموضوع كلياً»، مبدين استغرابهم لهذا التصرف متسائلين عن خياراته البديلة.
يُذكر أن الوزير السابق سليمان فرنجية غاب عن اللقاء بداعي المرض، كما تغيب الوزير السابق عبد الرحيم مراد لوجوده خارج لبنان.
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد