من هو الفائز في الانتخابات التركية القادمة
الجمل: نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى تحليلاً من إعداد الباحثة اليهودية التركية الأمريكية سونير كاغابتاي، خبيرة الشؤون التركية في المعهد، حمل عنوان (الانتخابات التركية القادمة: القضايا والفائزون).
تناول التحليل موضوع الانتخابات التركية ضمن خمس نقاط، يمكن استعراضها على النحو الآتي:
• المقدمة:
في يوم 19 حزيران الماضي قامت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا، بإعداد قوائم المرشحين لخوض الانتخابات البرلمانية التركية المتوقع عقدها في يوم 22 تموز الحالي. وعلى خلفية الاستعدادات وتزايد حرارة المنافسة، تبرز الكثير من الأسئلة: هل سيستطيع حزب العدالة والتنمية تحقيق الفوز هذه المرة في الانتخابات البرلمانية التركية؟ وكيف سيكون وضع الأحزاب التركية الأخرى؟ وما هي المسائل التي سوف تهيمن على الجو الانتخابي؟ وهل سيكون لقرار المحكمة الدستورية التركية الخاص بإبطال قرار الفيتو الذي استخدمه الرئيس أحمد نجدت سيزر ضد اقتراح حزب العدالة والتنمية، أي تأثير على الانتخابات؟
• معركة يمين الوسط:
تعتبر تركيا بلداً محافظاً، وقد ظل ثلثا الأتراك تاريخياً يدلون بأصواتهم في الانتخابات لصالح الأحزاب اليمينية، وطوال السبعة وخمسين عاماً الماضية من عمر الديمقراطية البرلمانية الحزبية في تركيا لم تحقق الأحزاب اليسارية والتقدمية التركية تقدماً إلا خلال العامين الماضيين.
طوال حقبة تسعينيات القرن الماضي ظل التنافس الانتخابي في تركيا منحصراً بين 5 إلى 7 أحزاب رئيسية (يمينية، إضافة إلى بعض أحزاب يمين الوسط)، وقد أدى فشل هذه الأحزاب إلى تمهيد السبيل أمام الأزمة التركية التي استمرت طوال عامي 2001م و2002، على النحو الذي أدى إلى إلحاق المزيد من الأضرار بالاقتصاد التركي.
حزب العدالة والتنمية الذي أصبح في مقدمة الأحزاب التركية الحالية تعود جذوره إلى حزب الرفاه الإسلامي، الذي جاء إلى السلطة خلال تطورات الأزمة الاقتصادية التركية وتصعيداتها في عام 2002م:
- لاقى حزب الرفاه الإسلامي دعم القوميين الأتراك، وأنصار يمين الوسط.
- قام بتوظيف النقد للفساد المستشري بواسطة الأحزاب العلمانية التي كانت مسيطرة آنذاك.
أعقب حل حزب الرفاه الإسلامي صعود حزب العدالة والتنمية التركي الحالي، والذي قام بتجميع ما تبقى من حزب الرفاه الإسلامي، وأضاف إليه رصيداً كبيراً من قوى يمين الوسط التي دعمت بكل سهولة حزب العدالة والتنمية باعتباره (امتداداً بطريقة أخرى) لحزب الرفاه الإسلامي وزعيمه نجم الدين أربكان.
وقد ساعدت ظروف انقسام الأحزاب العلمانية، حزب العدالة والتنمية على الصعود بقوة إلى البرلمان وتشكيل تحالف برلماني قوي استطاع أن يجتذب إليه بعض الأطراف والقوى العلمانية.
• فعالية الخطاب الإسلامي:
برغم استمرار نظام الدولة العلماني فقد ظل الشارع التركي حافلاً بالمشاعر الإسلامية والشرق أوسطية القوية، وكانت الحركات السياسية العلمانية التركية تعاني من الهوة الواسعة بين خطابها السياسي والمشاعر الشعبية التركية عن طريق استخدام الخطاب السياسي الإسلامي، باعتباره الوسيلة الأكثر فعالية في خلق اللغة المشتركة بين النخبة السياسية والشارع التركي.
• رصيد المعارضة العلمانية في انتخابات 22 تموز:
توجد بعض العوامل التي قد تلعب دوراً إيجابياً في دعم موقف القوى والأحزاب العلمانية التركية في الانتخابات القادمة، ومن أبرزها:
- ملف حزب العمال الكردستاني: هناك اتهامات بأن حزب العدالة والتنمية قد تساهل مع حزب العمال الكردستاني في الفترة الماضية، وهو أمر ترتب عليه تزايد قوة هذا الحزب على النحو الذي أصبح يشكل تهديداً حقيقياً لأمن الدولة التركية.
- ملف الفساد: هناك أقاويل بتورط بعض زعماء حزب العدالة والتنمية في الفساد، وتحاول القوى العلمانية تصعيد بعض حالات وقضايا الفساد في مواجهة حزب العدالة والتنمية للتقليل من رصيده في الانتخابات.
- الجرائم: تزايدت في الأعوام الثلاثة الماضية معدلات الجريمة في تركيا.. وهناك حملة ضد حزب العدالة والتنمية باعتباره المسؤول عن تفشي الجرائم وتساهله مع المجرمين.
وعموماً، الانتخابات البرلمانية التركية الوشيكة سوف تكون شديدة التعقيد، وسوف يلعب العامل الخارجي دوراً كبيراً في التأثير على نتائجها، فمثلاً المواقف السلبية التي قابل بها الأوروبيون ملف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي دفعت 70% من الأتراك إلى تبني شعار ضرورة العودة إلى الجذور الإسلامية والشرق أوسطية.
كذلك الضغوط الأمريكية على حكومة حزب العدالة والتنمية والتي نجحت في دفع الحكومة التركية إلى عدم القيام بحملة ضد حزب العمال الكردستاني أدت إلى الإضرار بموقف الحزب في أوساط الرأي العام التركي والذي يطالب 75% منه بضرورة القيام بالإجراء العسكري واستئصال قواعد حزب العمال الكردستاني وبناه التحتية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد