من هي الدول الأكثر تلويثاً؟

مع كل بداية مؤتمر حول تغير المناخ كل سنة، يطرح السؤال: من هي الدول الأكثر تلويثا او الأكثر تأثيرا على تغير المناخ؟ بالرغم من صدور العديد من التقارير ذات الصلة كل سنة تقريبا أيضا، الا ان هناك عدة وجهات نظر لقياس الانبعاثات وتحديد مسؤوليات الدول، يمكن من خلالها جميعا، تشكيل فكرة شبه متكاملة عن مصادر الانبعاثات العالمية وتحديد المسؤوليات.
فاذا تم احتساب الانبعاثات على أساس استهلاك الدول للوقود الاحفوري في محـطات توليد الطاقة وفي القطاعات كافة، كالنقل والصناعة والسكن والزراعة... تصبح الصين الملوث الأكبر مع تسببها بانبعاث 7 مليارات طن من ثاني اوكسيد الكربون، يتبعها الولايات المتحدة الأميركية بما يقارب ال6 مليارات طن ومن ثم الهند وروسيا.
اما اذا احتسبنا عملية ازالة الغابات التي تعتبر مسؤولة عن ربع انبعاثات العالم فتصبح البرازيل واندونيسيا في راس القائمة.
اما اذا احتسبنا الانبعاثات على مستوى الفرد او على وجود صناعات تستخدم الوقود الاحفوري بشكل مكثف فتصبح قطر والبحرين في الطليعة، وتصبح دولة قطر على الخصوص، الاكثر تلويثا لناحية الفرد (53 طنا للفرد) اكثر من ثلاث مرات من الفرد الاميركي، وتصبح الهند والصين في اسفل اللائحة على مستوى الفرد.
كما يفترض ان تحتسب الانبعاثات التاريخية للدول، كون من اخطر صفات هذه الانبـعاثات انها متراكمة منذ زمن بعيد (الثورة الصناعية) وان اثرها يبقـى على المدى البــعيد ايضا. وهــنا تصبح الدول المصنفة صناعية ومتقدمة هي المسببة الرئيسية للظاهرة دون منازع ولاسيما الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي.
بالاضافة الى هذه الحسابات، هناك طرق شبه مخفية او غير محتسبة، فبعض الدول تستورد الطاقة من دول اخرى تنتجها ويتسبب انتاجها بانبعاثات، فتحتسب هذه الانبعاثات في سلة او حصة البلدان المنتجة ولا تحتسب في تلك المستهلكة.
كما لا يحتسب استهلاك اللحوم وتربية الحيوانات التي تتسبب بانبعاثات غازات الميتان الاكثر ضررا من غازات ثاني اوكسيد الكربون على تغير المناخ، بالاضافة الى استهلاك الكثير من السلع التي تتطلب صناعتها الكثير من المواد الاولية والطاقة والتي تتحول الى نفايات يمكن ان تتسبب ايضا بانبعاثات كثيرة... وهنا تصبح البلدان الاغنى هي الاكثر تلويثا ايضا.

المصدر: السفير