ميل غيبسون يتذكر ممارسات بوش في عمله الأخير
انطلقت أمس الجمعة 29-9-2006 عروض فيلم ميل غيبسون الجديد "أبوكاليبتو" Apocalypto، والذي يمثل عودته الاولى للسينما بعد حادثة القاء القبض عليه مخمورا، وتصريحاته التي هاجم فيها اليهود.
يأتي الفيلم بعد أشهر من التصوير في مدينة "يراكروز" في المكسيك، والذي يحكي فيه انحدار حضارة المايا، بأسلوب ملحمي، بمشاركة المئات من "الكومبارس" الصامتين، من السكان الأصليين.
الفيلم، الذي يعني اسمه باليونانية "انطلاقة جديدة"، بدأت فكرته بعد مشاركة غيبسون في مهمة الحفاظ على الغابة الاستوائية والتراث الاثري لغواتيمالا، وقد انجذب اثر ذلك بحضارة المايا وتوغل في الابحاث، والتي أظهرت ان ولع تلك الحضارة بالحروب وعدم احترامها للبيئة، ساهما بشكل واسع في سقوطها الفجائي منذ نحو خمسمئة عام قبل مجيء الاوروبيين الاوائل الى اميركا.
وشدد غيبسون في الفيلم على تعطش كهنة المايا الكبار الى تقديم الاضاحي البشرية للآلهة في المعابد، في سبيل الحفاظ على المحاصيل الزراعية وزيادتها، وأضاف معلقاً: "ان ثقافة الخوف التي مارسها قادة تلك الشعوب تذكّر بممارسات بوش ورجاله".
كما يؤكد كاتب السيناريو فارهاد سافينيا، ان الخلل البيئي وفساد القيم اللذين حكما على المايا بالموت، يتكرران اليوم ويهددان حضارات الارض بالزوال.
مع "أوكاليبتو" يطمح المخرج الى ان يمنح بعدا جديدا لأفلام المغامرات، التي اصبحت على حد قوله "رهينة للتقنية الرقمية والسيناريوات السطحية والشخصيات الرتيبة"، محاولا ان يقدم شيئا مغايرا على المستوى الاعمق للاخراج والتصوير والديكورات. كما ان جيشا من الاختصاصيين في الازياء والتجميل لا يزالون يمضون اياما واسابيع في خلق ملابس وتسريحات مئات محاربي المايا.
وقد أنفقت شركة "إيكون" ICON للانتاج التي يملكها غيبسون، على الفيلم حتى الآن 50 مليون دولار، اي اكثر بنسبة 20% من تكاليف فيلم غيبسون السابق "آلام المسيح".
ويتشكل ثلثا فريق غيبسون من المكسيكيين، على رأسهم الممثل مايرا سيربولو الذي يعتقد ان الفيلم سيتعرض للنقد من بعض الوطنيين المكسيكيين، بسبب تطرقه الى موضوع الاضاحي البشرية في حضارة المايا.
في الإمارات، يعرض فيلم "ميامي فايس"، الذي خيب توقعات معظم النقاد الأمريكيين، إذ استطاع في أسبوع عرضه الاول الإطاحة بفيلم "قراصنة الكاريبي". لكن الحقيقة كانت أن الفيلم الذي اعتبره النقاد "غير جماهيري"، متوقعين أن يخيب أمل المشاهدين، ليجدوا انه في جوهره انسانياً، يحتشد بالأفكار والأحاسيس التي تتناقض مع العالم الذي يدور به.
ويشير الزميل أحمد يوسف في قراءة للفيلم نشرتها صحيفة "الخليج" الاماراتية، إلى أن "عالم الفيلم" يتسلل إلى المشاهد من المشهد الأول، الذي لن يرى مدينة ميامي وشمسها الساطعة، بل يدخل مباشرة إلى أحد نواديها الليلية التي يكاد يسيطر عليه الظلام. وفيه، سنرى بعض الشرطة السريين الذين ينتمون إلى "شرطة الآداب ومكافحة الرذيلة في ميامي"، وهذا هو معنى عنوان الفيلم، وهم يختلطون بالزبائن. ونلمح بينهم الشرطيين سوني كروكيت (كولين فاريل) وريكو تابس (جيمي فوكس)والزميلتين ترودي (ناومي هاريس) وجينا (إليزابيث رودريجيز). وبينما يتسم الشرطي ريكو بالهدوء ورباطة الجأش فإن سوني، على عكسه يبدو أقرب إلى العفوية والتهور، فسرعان ما يطلب شرابا وينهمك في مغازلة ساقية الحانة.
ريكو وسوني يعملان معا منذ فترة طويلة، ومهمتهما هنا هي القبض على أحد القوادين متلبسا بجريمته، وفي اللحظة التي تصل المواجهة إلى ذروتها يتلقى سوني اتصالا هاتفيا من أحد المرشدين الذين يعملون لحسابه. يخبره فيه أنه قد انكشف أمره أمام عصابة للمخدرات تسلل إليها، وأن زوجته أصبحت في خطر بالغ لأن العصابة سوف تنتقم منه بقتلها.
وهكذا يثير الفيلم قضية "الهوية"، بالطريقة نفسها التي عالجتها بها أفلام أخرى مثل الفيلم الأمريكي "دوني براسكو" والفيلم المصري "أرض الخوف"، حين تتحول مهمة الضابط للتسلل إلى عالم الجريمة إلى تورط كامل في ارتكاب الجرائم، ويذوب الخط الفاصل بين من يطبق القانون ومن ينتهكه.
ولأن هذا هو التوتر الدرامي الأكثر أهمية في الفيلم، فإن شخصية سوني سوف تبرز على حساب شخصية ريكو، الذي لن تكفي لتعميق شخصيته علاقته الدافئة مع زميلته ترودي، التي تصاب في عملية تكاد تفقد فيها حياتها على يد العصابة، ليصبح انتقام ريكو من الأشرار أكثر تبريرا. وإن كان الفيلم يشير هنا إلى علاقة غامضة متشابكة بين عصابات المخدرات والجماعات العنصرية التي اختطفت ترودي، مما يزيد الفيلم شعورا بالقتامة مما يحدث في العالم اليوم من تحالفات سرية بين جهات قد تختلف في أهدافها، لكنها تتفق على استخدام وسائل العنف والتدمير.
ربما كان ضعف بناء بعض الشخصيات وتماسك الحبكة وراء الانطباع الذي يخرج به المتفرج من أن دور كولين فاريل أفضل من دور جيمي فوكس، أو أن الدراما بالغة التعقيد إلى حد الإفراط، أو أن السرد لا يمضي إلى الأمام نحو ذروة بعينها. وهذه سمات معظم أفلام مايكل مان التي تعتمد على سيناريوهات تقليدية، لكن ما يميز أفلامه هو أسلوبه الإخراجي الذي لا تخطئه العين، خاصة في اهتمامه بتعميق الجو النفسي للعالم الذي تقيم فيه شخصياته، وهي في العادة وفي كل فيلم شخصيتان من الرجال تربطهما صداقة وطيدة أو تنافس محموم أو مزيج منهما معا.
على صعيد الايرادات، تصدر الجزء الثاني من فيلم "المغفل" Jackass Number Two الذي يواجه فيه ابطاله تحديات صعبة التحقيق شباك التذاكر في اميركا الشمالية، بمجموع عائدات بلغ 29 مليون دولار متقدما على فيلم "بلا خوف" Huo Yuan Jia الذي يؤدي فيه جيت لي دور بطل في فنون القتال الصينية وجمع 10.6 مليون دولار.
وتراجع فيلم "عصابة غريديرون" Gridiron Gang الذي يروي قصة مدرب اميركي لكرة القدم ينجح في اعادة شباب جانحين الى الطريق القويم, من المرتبة الاولى الى الثالثة مع 9.5 مليون دولار. ووصل فيلم "فلاي بويز" Flyboys، الذي يكشف قصة جنود اميركيين تطوعوا في الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الاولى في المرتبة الرابعة مع 6 مليون دولار.
واحتل فيلم "بطل لكل شخص" Everyone's Hero من اخراج الممثل الراحل كريستوفر ريف المرتبة الخامسة مع 4,7 مليون دولار. ويروي الفيلم قصة صبي مصمم على ان يصبح بطل بايسبول. وتراجع فيلم "ذي بلاك داليا" The Black Dahlia لبراين دي بالما من المرتبة الثانية الى المرتبة السادسة مع 4.4 مليون دولار متقدما على فيلم "كل رجال الملك" All the King's Men الدرامي عن شخصية سياسية في لويزيانا مع 3.7 مليون دولار.
المصدر: العربية
إضافة تعليق جديد