ندعوها لزيارتنا: وزيرة الثقافة الجزائرية تضرب المسؤول عن ترميم الآثار
لم تقدر وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي التي رافقت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في جولة بمدينة قسنطينة، أن تتمالك نفسها واعتدت بالضرب على مدير التعمير في قسنطينة بعد أن انتهى من شرح عملية ترميم وتعمير ضريح الملك ماسينيسا الأثري في المدينة.
وكانت الوزيرة منذ وصولها إلى قسنطينة قد عمدت إلى مضاعفة التصريحات الصحفية التي تحدثت فيها عن ''وحشية الأعمال'' بضريح ماسينيسا، إلا أنها لم تتمالك أعصابها، بحسب صحيفة "الخبر" الجزائرية، خلال شرح مدير التعمير والبناء لحيثيات المشروع لرئيس الجمهورية والذي قال فيه إن الأشغال انطلقت بعد حصولهم على التراخيص التي تفرضها القوانين وبمشاركة الدائرة الأثرية، وأن جميع الأشغال تمت فيها مراعاة الخصوصية الأثرية للمعلم.
وقالت الصحيفة إن الوزيرة وقفت بعيدا عن المكان المخصص لعرض المشروع، وفور انتهاء المدير من تقديم عرضه وبمجرد تحرك الرئيس نحو الضريح مترجلا، وجهت الوزيرة عدة ضربات جسدية لمدير التعمير والبناء، على مستوى الظهر والكتف، قبل أن تجذبه بقوة من سترته وقالت ''لماذا تكذب؟ سأحوّلك على العدالة''، إلا أن المدير لم يرد عليها، وواصل تقدمه للحاق بالرئيس.
وبعد الحادثة قاطعت تومي باقي النقاط التي زارها الرئيس، حيث قررت البقاء داخل الحافلة المخصصة للوزراء وعدم النزول. أما مدير التعمير والبناء فقد ارتفع لديه ضغط الدم فسقط مغميا عليه لينقل بسيارة الإسعاف المرافقة للموكب الرئاسي لتلقي الإسعافات·
ومن جهة أخرى قررت وزيرة الثقافة متابعة السلطات الولائية لقسنطينة وعلى رأسها مديرية التعمير قضائيا بتهمة تقديم معلومات تقول إنها خاطئة بخصوص الأشغال المتعلقة بتهيئة ضريح ماسينيسا في الخروب، ونفت أن تكون العملية أجريت بالتنسيق مع وزارة الثقافة كما جاء في توضيحات مدير التعمير لرئيس الجمهورية، مشيرة إلى أنه كل ما في الأمر ''هو اتصال وزارتها بالسلطات المذكورة لحثها على وجوب احترام قانون التراث، وهي خرقت وداست على هذا القانون في عاصمة ماسينيسا''، وتقصد بها مكان الضريح.
تجدر الإشارة إلى أن ضريح ماسينيسا يقع على بعد 16 كلم جنوب شرق قسنطينة يقع ضريح ماسينيسا وهو عبارة عن برج مربع، تم بناؤه على شكل مدرجات به ثلاثة صفوف من الحجارة وهي منحوتة بطريقة مستوحاة من الأسلوب الإغريقي- البونيقي وقد نسب هذا الضريح لماسينيسا الذي ولد سنة 238 ق.م وتوفي سنة 148 ق.م، حمى هذه المنطقة لمدة 60 سنة ويعود له الفضل في تأسيس الدولة النوميدية، كما أسهم في ترقية العمران وتطوير الزراعة بالمنطقة وأسس جيشاً قوياً.
المصدر: العربية
إضافة تعليق جديد