هدنة الزبداني إلى التفعيل.. والغوطة تقترب من التسوية
على الرغم من أن إعلاناً رسمياً بوقف إطلاق النار، أو بدء الهدنة في الغوطة، لم يصدر بعد، إلا أن خروج مسلحي قدسيا وبدء الاستعدادات لإخراج الجرحى والمسنين من الزبداني شكلت إشارات لمدى جدية الطروحات حول مصير الريف الدمشقي، الذي يخضع بعضه لسيطرة المجموعات المسلحة.
وأكدت مصادر ميدانية دخول سيارات تابعة للهلال الأحمر السوري إلى مضايا والزبداني لتقييم وإحصاء الحالات التي سيتم إخراجها بموجب اتفاق هدنة الزبداني ـ الفوعة وكفريا. ولم تشمل السيارات أي قوافل إغاثية أو مساعدات بحسب مصادر من داخل المنطقة.
ويأتي هذا بعد خروج مقاتلي قدسيا إلى ادلب عبر سيارات تابعة للهلال الأحمر، ما يشير إلى إعادة تفعيل الاتفاق في هذه المنطقة. ويقول مصدر معارض إن مبادرة طرحت مؤخراً بشأن إعادة تفعيل هدنة الزبداني ومضايا، بحيث يقوم المسلحون بتسليم سلاحهم وتسوية أوضاعهم بحيث يسمح لمن لا يريد التسوية بالمغادرة خارج سوريا، ويعاد المنشقون إلى قطعاتهم العسكرية بالتزامن مع بدء عودة المدنيين، وتفعيل الخدمات الحكومية في المنطقة التي تعتبر بوابة دمشق الغربية لجهة طريق بيروت والحدود اللبنانية.
لكن ردود الفعل، بحسب المصدر، لم تكن على درجة عالية من التوافق. ففي الوقت الذي أعلنت فيه غالبية «المجالس» و «التنسيقيات» اعتراضها ونفي كل الطروحات، كانت بعض المجموعات تسارع للاتصال بالوسطاء لبحث إمكانية التسوية أو الخروج، وهو أمر يبدو متوقعاً بحسب قول المصدر الذي شهد على عمليات انسحاب مفاجئة أيام معارك القلمون العام الماضي.
ولا يتوقع المصدر أن تطول فترة الانتظار للتسوية، ذلك أن قرار الهدنة في ريف دمشق والغوطة الشرقية قد أنجز، وتم القبول به، أقله في الغوطة حيث الثقل الأكبر للمجموعات المسلحة.
وبالحديث عن الغوطة تشير المعطيات إلى استمرار البحث في البنود، وسط خطوتين لافتتين، الأولى الهدوء الميداني على غالب الجبهات في اليومين الماضيين باستثناء بضعة قذائف على العاصمة، والثاني فتح معبر مخيم الوافدين أمام المواد الغذائية والتموينية لتتراجع الأسعار بشكل كبير للغاية، ما أعطى مؤشرات عن احتمالية تسارع العمل بالهدنة في وقت قريب مع استبعاد موضوع خروج المسلحين، وفق ما تقوله مصادر الغوطة حتى الآن.
ولكن احتمال الهدنة لا يعني بالضرورة غياب القذائف عن دمشق، ذلك أن الأطراف غير الموقعة على الهدنة، أو تلك التي تسعى لتحسين الشروط التفاوضية، ستحاول بأكثر من وسيلة الضغط عبر إطلاق القذائف أو القيام بعمليات تعقّد الوضع المستقر داخل العاصمة، ما سيؤدي إلى ردّ من القوات السورية من دون أن يعني هذا انهيار أي اتفاق للهدنة، ما لم يتم ذلك وفق قرار رسمي من الطرفين.
وقد يسارع «جيش الإسلام» للقبول بالتسوية عشية مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، وبالتزامن مع التسريبات عن شطبه من اللوائح الأردنية للإرهاب ما يعني أيضا إمكانية حجز مقعد في مؤتمر نيويورك حول سوريا.
طارق العبد
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد