واشنطن ترى أن الحرب الإسرائيلية مهدت لإنجازات سياسية في لبنان

16-09-2006

واشنطن ترى أن الحرب الإسرائيلية مهدت لإنجازات سياسية في لبنان

ذكرت صحيفة هآرتس ، امس، ان الولايات المتحدة غيرت موقفها مؤخرا ولم تعد ترى ان الحرب الإسرائيلية على لبنان كانت فاشلة ، وانما باتت تعتبرها إنجازا و نجاحا .
وبحسب هآرتس ، فإن الإدارة الأميركية أعربت عن تفاؤلها بشأن تقدم العملية السياسية في لبنان. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى أن الإدارة شبه متفاجئة من مساعي مجلس الأمن الدولي لتنفيذ القرار 1701 في الأسابيع التي أعقبت الحرب. وبحسب هذا المسؤول، ووفق الطريقة التي يعالج بها الموضوع حتى الآن، هناك ما يدفع إلى الإعتقاد بأن بنود القرار التي لم تنفذ بعد ستتقدم نحو التنفيذ في الأسابيع القريبة، بما في ذلك الإفراج عن الأسيرين الإسرائيليين.
وشدد المسؤول الأميركي على أن تغيير الوضع القائم وهو ما وعد به الرئيس جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندليسا رايس، عندما دافعا عن العملية الإسرائيلية في لبنان، بات أمرا يتحقق بسرعة. وقال المسؤول إن هناك فرصة لتغيير الأجواء .
وأشارت هآرتس إلى أن أصداء ذلك تبدّت في المحادثات التي اجرتها وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني مع بوش ورايس وبدرجة ما أيضا مع نائب الريس ديك تشيني، الذي امتعض كثر من المحيطين به من إدارة الحرب ونتائجها.
وفي محادثاتها في واشنطن، سعت ليفني إلى العمل على إتمام بعض الأمور التي ستؤدي نحو بلورة النتائج المرجوة في لبنان. وعلى المدى القصير، وعدا الإفراج عن الأسيرين، تريد إسرائيل أساسا فرض حظر السلاح الأمر الذي يمنع إعادة تسليح حزب الله. وتحتل مسألة الحدود السورية اللبنانية الجانب المركزي في هذا الاهتمام، حيث يؤمن الأميركيون أن حلا قريبا لهذه المسألة هو حيوي وممكن. تجدر الإشارة إلى أن لجنة الخارجية في مجلس النواب الأميركي اشترطت لتسليم المساعدات لإعادة إعمار لبنان، حل مشكلة حماية الحدود.
وترى وزارة الخارجية الأميركية، وفق هآرتس ، أن إسرائيل فعلت الكثير جدا منذ صدور قرار الأمم المتحدة. فقد تعاونت، مثلا، في رفع الحصار . ويسعى الأميركيون لنشر القوات اللبنانية والدولية بشكل كامل بشكل يتيح لإسرائيل الانسحاب التام. ولكن الجميع يتحدثون بحذر عن الهدف الأبعد مدى وهو تجريد حزب الله من سلاحه.
وتبدي وزارة الخارجية الإسرائيلية ارتياحا حيال انتشار القوة الدولية في الجنوب اللبناني. وقررت إسرائيل، على ما يبدو، الكف عن عنادها والقبول بانخراط قوات من دول لا تقيم علاقات دبلوماسية معها مثل أندونيسيا. واعتبر الجنرال مارك كيميت من القيادة الوسطى والذي سيعين مساعدا لوزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، في حديث مع هآرتس ، أن بوسع القوة الدولية المعززة أن تشكل عنصر استقرار في الجنوب اللبناني .
ومع ذلك ترى هآرتس أن المداولات حول تفويض القوة الدولية في الجنوب لم تنته بعد، وهي تجري أساسا على مستوى الخبراء. وليس من الواضح بعد إن كان تحديد التفويض يتطلب قرارا آخر من مجلس الأمن أم لا، ولكن العديد من الدول المشاركة تصر على توصيف دقيق ومتشدد للمهمات، بشكل يتيح لها أداء دورها والدفاع عن نفسها في حال الضرورة.
غير أن هذه الصورة المتفائلة لا ينبغي أن تضلل أحدا، بحسب هآرتس . فثمة جهات كثيرة في الإدارة الأميركية، وخصوصا في وزارة الدفاع، توجه انتقادات شديدة لأداء إسرائيل ولإنجازاتها العسكرية الضعيفة. وترى مصادر في الخارجية الإسرائيلية أن جزءا كبيرا من هذه الانتقادات يعود إلى مستوى التوقعات المبالغ فيه والذي أوحت به جهات إسرائيلية للأميركيين. ولهذا ينبغي على إسرائيل أن تدفع الثمن.
وهناك من يعتبر أن النبرة الإيجابية التي يتحدث بها الأميركيون باتت واقعية تتعامل مع الوقائع الميدانية، وليس مع الأحلام التي أشيعت في بداية الحرب . غير أن هناك من يفسرها على أنها محاولة من جانب المسؤولين الأميركيين للبحث عن مبررات متأخرة لتأييدهم الحرب.
وختمت هآرتس تقريرها بالقول إن لبنان أفلح في تجنيد مساعدات كبيرة لإعادة الإعمار تبلغ أكثر من ثلاثة مليارات ونصف مليار دولار. ويقول مسؤولون أميركيون إن الاستخدام الصائب لهذه الأموال يمكنه أن يساعد لبنان على الاستقرار. كما أن الاستخدام الصائب للدول عند تحويلها الأموال يمنح الأسرة الدولية أداة لمواصلة التأثير على الحكومة اللبنانية من أجل أن تسير في الاتجاه الصحيح .
وأشارت هآرتس ، في تقرير آخر، إلى أن بوش لم يغير سياسته بشأن الشرق الأوسط، وأنه سيعرض هذه السياسة ثانية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ورأت أن الرئيس الأميركي وعددا من كبار مساعديه، أفاقوا في الأسابيع الأخيرة من خيبة الأمل التي أصابتهم بها نتائج حرب لبنان. واقتنع بوش بأن هناك الكثير مما يمكن أن يربحه من هذه الحرب.
وفي المقابلة مع كيميت، الذي كان حتى وقت قريب مسؤولا أيضا عن لبنان، قال إن الوضع في الجنوب اللبناني سيتحسن فقط بعد أن تتحمل الحكومة اللبنانية كامل المسؤولية عما يجري في تلك المنطقة مدنيا وعسكريا. وأوضح أنه طالما يوفر حزب الله التعليم والعلاج الطبي للسكان فلن يتحقق الاختراق.
ويثير كيميت السؤال عن سوريا. فهو يرد بغضب على السؤال إن كانت سوريا قد حسنت أداءها لمنع تسلل الإرهابيين إلى العراق. ويقول إن على سوريا في الحالتين العراقية واللبنانية حراسة حدودها، كما أن عليها منع الإرهابيين من استخدام مطاراتها.
وفي مباحثات ليفني في واشنطن، أوضحت موقف إسرائيل بشأن الحدود السورية مع لبنان وهو يتلخص في وجوب عدم الثقة بالسوريين. وشددت على أن مسؤولية حراسة الحدود هذه تقع على حكومة فؤاد السنيورة. والاسرة الدولية ستحاول في هذه النقطة المناورة بين موقف سوريا الذي لا يريد وموقف الحكومة اللبنانية الذي ربما لا يقدر على منع التهريب. وألمح الإسرائيليون مؤخرا لكل المعنيين بأنه إذا لم تقم الأسرة الدولية بذلك فإن إسرائيل ستضطر لفعل ذلك والثمن واضح للجميع.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...