واشنطن تضخم حادثة مضيق هرمز والأسطول الخامس يشكك
أعلنت قيادة الاسطول الخامس في البحرية الاميركية في البحرين امس، انه «يتعذر معرفة» ما اذا كان التهديد الاخير الذي تلقته بوارج اميركية في مضيق هرمز مصدره زوارق ايرانية بالفعل، ما يرخي بظلال الشك حول السيناريو الاميركي المعلن عن الحادث، الذي تبادلت طهران وواشنطن الاتهامات بشأنه، حيث بثت طهران في شريط مصوّر رواية مختلفة عن تلك التي قدمتها وزارة الدفاع الأميركية، في وقت أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أنها احتجت رسميا على الحادث لدى الحكومة الإيرانية.
وقال المسؤول في الاسطول الاميركي الخامس جون غاي «ليست هناك طريقة لمعرفة المصدر الدقيق لذلك (التهديد باللاسلكي). قد يكون اتى من الشاطئ او من سفينة اخرى في المنطقة»، برغم انه شدد على ان «الزوارق السريعة الايرانية كانت تتصرف في شكل استفزازي جدا وعدائي» تجاه السفن الحربية الاميركية في الممر المائي في تلك اللحظة.
وكان شريط التقطه «الحرس الثوري» وبثته محطة «برس تي في» الايرانية، أظهر ضابطا بحريا إيرانيا في زورق صغير يتحدث عبر اللاسلكي إلى سفينة لم يتسن تحديدها بوضوح. وقال الضابط باللغة الانكليزية «السفينة الحربية التابعة لقوات التحالف الرقم ,73 هذا زورق دورية تابع للبحرية الإيرانية»، فيما ردّ شخص يتحدث بلهجة أميركية «هذه السفينة الحربية التابعة للتحالف الرقم ,73 انني اسمعك جيدا وبوضوح».
ثم طلب الضابط الايراني من السفينة ان تحدد هويتها قائلاً «هذا زورق حراسة تابع للبحرية الايرانية يطلب الرقم الجانبي... الذي يعمل في المنطقة في هذا الوقت».
إلى ذلك، اتهم نائب قائد القوات البحرية للحرس الثوري علي فدوي الولايات المتحدة باختلاق «جلبة إعلامية». ونقلت «وكالة أنباء فارس» عن فدوي قوله إنّ «النظام الحاكم في أميركا يحتاج إلى مثل هذه الجلبة الإعلامية خلال زيارة بوش الفاشلة إلى المنطقة من اجل الوصول الى أهدافه السياسية المحددة».
وكان الشريط الذي أذاعه «البنتاغون» تضمّن نداء من سفينة أميركية يبلغ أحد الزوارق الصغيرة بأنه «يدخل منطقة خطيرة وربما يتعرض لإجراءات دفاعية»، فيما ردّ الزورق «ستنفجرون بعد... دقائق».
من جهته، اعتبر وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار أن الهدف من الضجة التي أثارتها الولايات المتحدة بشأن الحادثة هو تخويف المنطقة من إيران. وقال ان الولايات المتحدة» تسعى لاختلاق الضجيج حول إيران على خلفية» وصول رئيسها جورج بوش إلى المنطقة، وإنّ «الدعاية التي أطلقتها وسائل الإعلام الغربية بهذا الخصوص بعد الحادث ناجمة عن أهداف شيطانية».
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنّها تقدمت باحتجاج رسمي لدى الحكومة الإيرانية على الحادث. وقال المتحدث باسم الوزارة توم كيسي إنّ إشعارا دبلوماسيا رسميا أرسل عبر السفير السويسري في طهران الذي يتولى الاتصالات بين الحكومتين الأميركية والإيرانية اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية.
إلى ذلك، حذرت وزارة الدفاع الأميركية من أنها مستعدة لاستخدام القوة اذا تعرضت بوارجها للخطر في المياه الدولية. وقال المتحدث باسم «البنتاغون» براين ويتمان «سنتبع في المستقبل الاجراءات الرسمية في التعامل مع هذا النوع من المخاطر كما فعلنا في الماضي»، واصفاً الاتهامات الإيرانية بأنها «عبثية وخاطئة وتعكس قلة الجدية التي يأخذون بها هذا الحادث الخطير».
وكان مستشار بوش للأمن القومي ستيفن هادلي وصف الحادث بأنه «كان عملا استفزازيا للغاية من جانب الإيرانيين، وكان يمكن، بل إنه أوشك للغاية، أن يسفر عن احتكاك بين قواتنا وقواتهم».
نوويا، يجري مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، اليوم، محادثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين في طهران، بينهم الرئيس محمود أحمدي نجاد ووزير الخارجية منوشهر متكي. وأشار بيان للوكالة الذرية الى أنّ البرادعي يأمل من خلال المحادثات في «تطوير سبل ووسائل تعزيز وتسريع» وتيرة الخطوات لتوضيح نطاق المساعي النووية الإيرانية الماضية والحاضرة.
من جهة اخرى، اعتبر مرشد الجمهورية الإيرانية آية الله السيد علي خامنئي ان «تصريحات بعض الافراد بدعوة مراقبين دوليين واعداء ايران للاشراف على الانتخابات التشريعية» في آذار المقبل، «تبعث على الخجل واكبر اهانة للشعب الايراني».
وقد أعرب الإصلاحيون عن رفضهم في ما أعلنه بوش عن دعمه لفئة معينة في إيران. ونقلت وكالة «إرنا» عن رئيس لجنة تحالف الإصلاحيين في طهران مرتضى حاجي إنّ التحالف «ليس بحاجة إلى الدعم من جانب بوش، وان اعتمادنا هو على اصوات الشعب»، فيما قال عضو المجلس المركزي لـ«جبهة المشاركة» الإصلاحية علي شكوري راد إن «دعم أميركا لأي فئة أو جناح هو إراقة ماء الوجه لتلك الفئة أو ذلك الجناح».
المصدر: وكالات
إقرأ أيضاً:
من فيتنام إلى إيران: ماوجه الشبه بين حادثةمضيق هرمزوحادثة خليج تونكين
إضافة تعليق جديد