واشنطن تنفي عزمها الانسحاب من العراق والحكومة تحذر
نفى البيت الأبيض عزم الرئيس الأميركي جورج بوش سحب قواته من العراق، بينما صدرت تحذيرات حكومية عراقية من مغبة "تصاعد العنف" و"الفوضى الكبرى" في حال تم الانسحاب فيما تواصل العنف اليومي في أنحاء البلاد.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو "لا نقاش الآن بشأن سحب القوات الآن من العراق"، وذلك ردا على تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز قالت فيه إن الجدل يتصاعد داخل البيت الأبيض الأميركي حول عزم بوش سحب القوات تدريجيا.
وكانت نيويورك تايمز كشفت عن انشقاقات أخرى في صفوف الجمهوريين، وعن تزايد المطالبات بتغيير الإستراتيجية الأميركية الحالية في ظل عدم تحقيق تقدم أمني أو سياسي وعن نية بوش اعتماد انسحاب تدريجي للقوات الأميركية من المناطق التي يرتفع فيها عدد القتلى والجرحى في العراق للحؤول دون المزيد من انشقاق الجمهوريين المؤيدين له.
وحول الإستراتيجية مثار الجدل ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أن بوش يعتزم اليوم في كليفلاند الكشف عن خططه بشأن "رؤيته لما بعد زيادة القوات"، في مسعى لطمأنة الأميركيين بأنه يرغب أيضا أن يبدأ سحب القوات الأميركية في نهاية الأمر.
وقال الديمقراطي هاري ريد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ "سنعرف خلال الأسبوعين القادمين ما إذا كان الجمهوريون -الذين قالوا علانية إنهم يعتقدون أن المسار الحالي يجب أن يتغير- مستعدين للتصويت معنا".
الجدل الأميركي حول ضرورة الانسحاب قابلته تحذيرات حكومية عراقية من مخاطره على العراق، حيث اعتبر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن أي "خروج سريع" للقوات الأميركية سيؤدي إلى مخاطر ستتفاوت بين نشوب حرب أهلية والتقسيم وحروب إقليمية وانهيار الحكومة.
وفي السياق قال صادق الركابي مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي "نحن في العراق ليس فقط داخل الحكومة بل وجميع الكتل السياسية الأخرى، نعتقد أن بقاء القوات الأميركية ضروري للحيلولة دون تصاعد العنف أو انزلاق البلاد إلى حرب أهلية".
أما رئيس المؤتمر العام لأهل العراق عدنان الدليمي فاعتبر أن من يسعون للانسحاب لا يدركون مدى الوضع الهش, وأضاف أن أي انسحاب للقوات الأميركية سواء كان جزئيا أو كليا سيؤدي لما وصفها بالفوضى الكبرى.
في هذه الأثناء تواصلت المساعي الرامية لحل الأزمة مع جبهة التوافق التي تقاطع الحكومة والبرلمان، حيث قال الرئيس العراقي جلال الطالباني إن اجتماع مجلس الرئاسة توصل إلى آليات لحل الإشكالات مع الجبهة سيتم تفعيلها في اليومين أو الثلاثة المقبلة.
وعلى صعيد أزمة الصدريين مع الحكومة قالت مصادر عسكرية أميركية إن لديها معلومات عن سفر الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر إلى إيران، لكن أحد كبار معاوني الصدر نفى هذه الأنباء.
وتأتي التصريحات الأميركية عقب انتقادات لاذعة وجهها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي لجيش المهدي قال فيها إن عناصره المسلحة "عناصر صدامية" وهو ما رفضه الصدريون جملة وتفصيلا وقالوا إنهم ضد المحتل وإنهم من أوصلوا المالكي للحكم.
ووسط الجدل الأميركي والعراقي حول الانسحاب وأزمات الحكم، تواصلت أحداث العنف اليومية في العراق، حيث أعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية مقتل 12 شخصا بينهم خمسة من عناصر الأمن في هجمات متفرقة ببغداد أبرزها انفجار عبوتين ناسفتين.
وفي محاولتها لضبط الأمن في المناطق المحاذية لإيران، كشف النائب حسن السنيد المقرب من المالكي أن القوات العراقية تعتزم شن عملية عسكرية واسعة لضبط الحدود الشرقية، وذلك في إطار "خطط تكميلية لخطة فرض القانون" التي بدأ تطبيقها في بغداد منتصف فبراير/ شباط الماضي.
وكان زعيم ما يعرف بدولة العراق الإسلامية أبو عمر البغدادي تعهد -في تسجيل صوتي بث على أحد مواقع الإنترنت- بمهاجمة الإيرانيين ما لم توقف طهران دعمها للحكومة العراقية في غضون شهرين دون تحديد ما إذا كانت جماعته ستشن هجمات داخل إيران.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد