يابانيات يربين الكلاب بدلاً من الأطفال
في وقت فراغها تشاهد جراحة العيون اليابانية توشيكو هوريكوشي وهي تدفع عربة اطفال اثناء تجولها في متاجر فخمة لشراء ملابس من إنتاج بيوت أزياء معروفة.
وحين تتوقف لتلقي نظرة داخل العربة لن تجد طفلا مبتسما بل كلبين صغيرين.
ويرافق جينجر وهو كلب بودل وتينكربل وهو مخلط من فصيلتي الشيواو والبوميران جراحة العيون هوريكوشي في كل مكان تذهب اليه ولكن ولان الانهاك يصيب الاثنين سريعا ولا تسمح معظم المتاجر بدخول كلاب مقيدة بسلاسل فانها كثيرا ما تصحبهما في عربة أطفال.
وتقول هوريكوشي وهي تشير لجينجر الذي يرتدي قميصا قطنيا صغيرا "انه طفل أمه المدلل. انهما مثل طفلين."
بالنسبة لهوريكوشي كان قرار ان يشاركها كلباها حياتها خيارا عمليا. فقد طلقت زوجها حين طلب منها أن تتفرغ لانجاب الاطفال وتربيتهم وفقا للتقاليد اليابانية القديمة بينما أرادت هي أن تمضي قدما في مستقبلها المهني. وقبل شريكها الحالي بان يكون كلباها وعملها محور حياتها.
وتفوقت هوريكوشي في تخصصها في جراحات المياه البيضاء وتفضل ان تنفق ما تكسبه من مال على السفر وسيارتها البورش السوداء وكلبيها. وتشاركها صديقاتها خياراتها.
وتقول وهي تعدد على اصابعها "صديقاتي.. واحدة متزوجة ولديها كلب بودل ولا أطفال. متزوجة ولديها كلبان من فصيلة الشيواو ولا اطفال. متزوجة ولديها كلب من فصيلة الشيواو ولا اطفال."
ويعتبر كثيرون اليابان سوقا مشبعا نظرا لانخفاض نسبة المواليد فيه وارتفاع عدد المسنين.
ولكن حالة هوريكوشي تبين ان تراجع عدد المواليد وما صاحبه من انتعاش اقتصادي وظهور نساء مستقلات يحققن دخلا وينفقنه كيفما شئن اوجد احتياجات جديدة.
وتقول هوريكوشي التي تمتلك عيادة خاصة وتجري 15 جراحة في فترة ما بعد الظهر تاركة معظم النهار للتسوق "لا أريد أسرة أريد ان اواصل العمل بجد. لا احتاج مساعدة. لا احتاج زوجا. لدى الكثير من وقت الفراغ. استطيع ان افعل كل شيء بنفسي.
"ولكن أشعر بالوحدة أحيانا والان حين اعود لشقتي أجد كلبي."
وفي الوقت الحالي يزيد في اليابان عدد الكلاب عن الاطفال في العاشرة من عمرهم او دون هذا العمر ووصل عددهم الى 13.1 مليون كلب في عام 2006 . وتقول مؤسسة الابحاث (يورومونيتور) انه مع انكماش عدد البشر يتزايد عدد الكلاب وكذلك سوق المنتجات الخاصة بالكلاب.
وتوسع متجر (فيفي اند روميو) ومقرة لوس انجليس وكان أول من ابتدع ازياء كلاب المشاهير في اليابان قبل خمسة اعوام من خلال منح ترخيص لشركة محلية. ويوجد الان 11 متجرا لفيفي اند روميو في اليابان وهو أكثر من عددها في الولايات المتحدة.
وتقول يانا سيركين مصممة الازياء في هوليوود التي أسست متجر فيفي اند روميو "اليابان عاصمة الغرائب في العالم."
وقالت لرويترز من لوس انجليس "لم أر استهلاكا كما هو الحال في اليابان قط."
ويقيم اصدقاء هوريكوشي حفلات للكلاب في مقاه للكلاب وترتدي كلابهن سترات من من الحرير والكشمير ويصحبونها لمنتجعات الينابيع الساخنة ومنتجعات لعمل جلسات تدليك للكلاب وعلاجها بالاعشاب.
وغالبا ما يملك من يربون كلابا مالا فائضا لانفاقة على سلع كمالية ومبتكرة خلافا لمن لديهم اطفال ويتحملون مصاريف التعليم الجامعي او اسقاط رهن على منزل كبير يكفي عائلة.
وتقول هارييت ستيرنشتاين وهي امريكية تملك متجر مون بون شيان (كلبي الجميل) في باريس ان الفرنسيين يحبون تدليل كلابهم ولكنها لا تتصور ان يضعوها في عربة اطفال.
وهي تعتقد انه حين يتعلق الامر بالكماليات فان اليابان تقود ويحذو بقية العالم حذوها.
وقالت من متجرها في باريس "تتخلف باريس عن الولايات المتحدة عشرة اعوام على الاقل وما بين 10 و15 عاما عن اليابان."
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد