جدل يسبق الافتتاح الرسمي لدمشق عاصمة الثقافة العربية
تبدأ مساء غد السبت احتفالات «دمشق عاصمة للثقافة العربية» للسنة 2008، والتي يفتتحها الرئيس بشار الأسد في دار الاوبرا وسط دمشق، في حضور عدد من المسؤولين والمثقفين العرب والأجانب، حاملين معهم دعوة رسمية كتب عليها قول الشاعر نزار قباني «دمشق ليست سيفاً أموياً على جدار العروبة، انها العروبة نفسها».
وفتحت المناسبة جدلاً سياسياً وثقافياً في اتجاهات عدة. لعل الأبزر فيه ما اثاره قرار المغنية اللبنانية فيروز عرض مسرحية «صح النوم» التي الفها ولحنها الاخوان رحباني في دار الاوبرا بدءاً من 28 الشهر الجاري. وذلك بعد قطيعة استمرت اكثر من عشرين عاماً.
وفيما طالبت اصوات في بيروت فيروز بعدم تلبية الدعوة، وما اثاره ذلك من ردود في لبنان، قالت الأمين العام لاحتفالات «دمشق عاصمة للثقافة» حنان قصاب حسن التي تربطها علاقة صداقة عائلية مع اسرة فيروز، ان الفنانة اللبنانية «ستغني في دمشق من دون شك»، الامر الذي أكده وزير الاعلام محسن بلال يوم الاربعاء من انها «ستغني في دمشق، ودمشق ترحب بها».
وتناول الجدل ايضاً أسعار البطاقات المقررة ومكان عرض المسرحية. ونظراً الى ان البرنامج يتضمن ستة عروض بدءاً من مساء 28 الجاري، في احدى صالات «دار الاوبرا» التي لا تتسع سوى لنحو 1200 شخص، فإن ضغوطاً مورست و «وساطات» استخدمت مع القيّمين على العروض لتوفير بطاقات، بل ان بعض وكلاء السياحة في المدن السورية بدأ حملات ترويجية لبيع... «بطاقات في البحر». وأوضحت قصاب حسن ان سعر البطاقة سيراوح بين 150 و20 دولاراً اميركياً، وان ثلاث لجان شكلت للوصول الى افضل صيغة لتسعير البطاقات وطرحها للبيع بدءا من الاحد المقبل، مشيرة الى ان الاتصالات تجري كي تقدم فيروز حفلات أخرى في ايلول (سبتمبر) المقبل في دمشق وبـ «أسعار شعبية».
من الأمور الأخرى في الاحتفالات، مشاركة فنانين سوريين كانوا يعيشون في المهجر. ويأتي في مقدمهم الموسيقي عابد عازرية الذي قدم مساء الاثنين حفلاً موسيقياً في «دار الاوبرا» تضمن اغنيات من اسطوانته «نصيب». وذلك للمرة الاولى منذ اربعة عقود امضاها في باريس ودول اوروبية. ويتضمن البرنامج تقديم «اوبرا كارمن» المستوحاة من اوبرا كارمن لجورج بيزيه بقيادة المايسترو الفرنسي سيلفان غازونسون واخراج السوري جهاد سعد، اعتبارا من 26 الشهر المقبل. ويتولى تمويل العرض المركز الثقافي الفرنسي والمفوضية الاوروبية. وقال ديبلوماسي فرنسي :»هذا يعني ان الامور كلها لم تقطع بين البلدين وان لا ربط بين البُعد الثقافي والبُعد السياسي».
وفي ظل غياب المركز الثقافي الاميركي، لوحظ نشاط لافت للمركز الثقافي الاسباني. وكان لافتا ايضاً الحضور التركي ثقافياً في النشاطات.
وكان سوريون لاحظوا ان عدداً كبيراً من الفعاليات هو لمثقفين غير سوريين، مع غياب واضح لنشاطات مثقفين كبار راحلين مثل نزار قباني وممدوح عدوان ومحمد الماغوط وسعد الله ونوس. لكن قصاب حسن ترمي الكرة في ملعب المثقفين السوريين، قائلة: «عدد قليل منهم قدم تصوراً واضحاً يتضمن برنامجاً ومواعيد محددة»، قبل ان تشير الى ان البرنامج يتضمن «توازناً دقيقاً بين العربي والأجنبي لأننا نريد وضع اسم سورية في الإعلام العالمي».
إبراهيم حميدي
المصدر: الحياة
التعليقات
ثقافة عاصمة أم عاصمة ثقافة؟
دمشق عاصمة لمن اغتصبها
إضافة تعليق جديد