مبعوثون أميركيون التقوا ممثلين عن نظام القذافي ومعارك طاحنة في البريقة
تواصلت المعارك الضارية في مدينة البريقة شرقي ليبيا بين مقاتلي المعارضة وجنود من القوات الموالية للقذافي، ما زالوا محاصرين في تلك المدينة النفطية، فيما قال الثوار إن الألغام والمواد المتفجرة التي تركها جنود القذافي تعيق سيطرتهم الكاملة عليها، في وقت أقرّ مسؤولون في الإدارة الأميركية بأن مبعوثين أميركيين التقوا الأسبوع الماضي في تونس بممثلين عن نظام القذافي لـ«إبلاغهم رسالة» مفادها أن على الرئيس الليبي التنحي.
وقتل سبعة من الثوار الليبيين وأصيب 45 آخرين في معارك حول مدينة البريقة التي يحاول الثوار دخولها بعد انسحاب غالبية قوات معمر القذافي منها.
وقال عضو المجلس الوطني الانتقالي، الذراع السياسي للمعارضة الليبية، عبد الرزاق العرادي، بعد تفقده الجبهة، إن «قوات النخبة (في كتائب القذافي) انسحبت. لقد رحلت. الجنود الذين بقوا في المدينة محاصرون»، مضيفاً أن هؤلاء «لا يستطيعون التقدم خشية تعرضهم للقتل على أيدي الثوار، ولا يستطيعون أيضاً التراجع خشية قتلهم من جانب رجال القذافي».
وكان متحدث باسم الثوار الليبيين أشار إلى أن ما بين 150 و200 جندي من قوات القذافي لا يزالون في موقع البريقة النفطي، موضحاً أن مقاتلي المعارضة لم يدخلوا بعد المدينة بسبب وجود مئات الألغام والخنادق المليئة بمواد قابلة للاشتعال.
وقال متحدث باسم المعارضة الليبية إن طوافات تابعة لحلف شمال الأطلسي هاجمت قوافل عسكرية تابعة لقوات القذافي خلال محاولتها تقديم إمدادات للقوات المتواجدة في البريقة. وأضاف «يبدو أن طائرات الهليكوبتر كانت تجمع معلومات على مدى اليومين الماضيين ولكنها ضربت صباح اليوم (أمس) قوافل القذافي الآتية من الغرب والجنوب».
من جهته، قال المتحدث باسم عمليات حلف شمال الأطلسي في ليبيا رولان لافوا إن الحلف يتابع الوضع في البريقة، مشيراً إلى أن مهمته لا تشمل التدخل بين طرفي النزاع. ووصف لافوا الوضع في البريقة بـأنه «غامض ومتغيّر».
من جهة ثانية، اقر مسؤول أميركي بأن موفدين أميركيين التقوا في الفترة الأخيرة ممثلين عن القذافي، وحثوهم على ضرورة أن يتخلى الرئيس الليبي عن السلطة، لكنه شدد على أن واشنطن لا تنوي عقد لقاء آخر مع ممثلين عن معمر القذافي.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن الاجتماع عقد «لإيصال رسالة واضحة وحازمة، وهي أن السبيل الوحيد للمضي للأمام هو تنحّي القذافي»، مضيفاً «لم يكن هذا تفاوضاً.. بل كان تبليغاً لرسالة».
وكانت شبكة «سي أن أن» نقلت عن متحدث باسم نظام القذافي أن المحادثات جرت السبت الماضي في تونس. وقال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم إن طرابلس ترحب بأي حوار مع الفرنسيين أو الأميركيين أو البريطانيين، وإنها على استعداد لبحث كل القضايا، ولكن من دون شروط مسبقة، مشدداً على ضرورة أن يقرر الليبيون مستقبلهم بأنفسهم.
من جهته، أعرب الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف عن اعتقاده بأن التوصل لحل وسط بين المعارضة الليبية والحكومة ما زال ممكناً، مضيفاً أن مساندة جانب واحد في الصراع لن يكون في مصلحة ليبيا.
وقال ميدفيديف، خلال مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في مدينة هانوفر في ألمانيا، «يجب أن نواصل البحث عن فرص التوصل لحل سلمي وسنستمر في البحث عن حل وسط. في اعتقادي هذا أمر ممكن تحقيقه».
وذكرت وكالات الأنباء الروسية أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيلتقي اليوم نظيره الليبي عبد العاطي العبيدي في موسكو لإجراء مناقشات حول الوضع في ليبيا.
المصدر: وكالات
التعليقات
حمصي أأهبل !!
إضافة تعليق جديد