البعث الجديد
كذا حولني أهلي السوريين إلى كاتب بكائي بعدما كنت كاتباً ساخراً، بينما الناس الذين كنت أحارب الظلم بهم ومن أجلهم باتوا بعضهم يظلمون.. فالسوريون اليوم تحركهم روح الانتقام: مقهورون ومتعصبون حاقدون ينتقمون ممن يخالفهم كلامهم بعدما ضيعوا أعمالهم، فغدا الأصدقاء أعداء والأعداء حلفاء، ولم يعد العمل الصالح هو ما يميز الفرد الذي بات يتطهر بموقفه السياسي بغض النظر عن إرثه الأخلاقي: عاهرات بتن أيقونات، وقوادون صاروا أبطالاً، وإمعات تحولوا إلى مشاهير، بمجرد نطق شهادة "يسقط" التي سبق وأحدثت انهيارات وخراباً وانقسامات في ليبيا التي تسير باتجاه معاكس لحركة التاريخ، حيث يجرّها قوادها نحو الماضي، كما في مصر وتونس أيضاً، إذ راح الناس ينتقمون من بعضهم بدلاً من التخلص من إرثهم الاستبدادي ومؤسساته الحامية له.. أما سورية، فقد أيقظ حمد موزة ونبيل الغربي وعرب روتانا وعصابة استنبول، أيقظوا شعبنا من غفوته ليكتشف أنه يقف أمام تحدي طارق بن زياد : العدو من حولكم وبينكم، وهاذي شجاعتكم وصبركم وسوريّتكم التي ضيعها سادة بعثكم أملاً بتضامن عرب مستعربة، بدلاً من أن يضع يده بيد العرب العاربة التي تنبض بها دمشق الأموية قبل مجيء بني أمية بزمن طويل..
واليوم، وغبّ الإعلان عن إلغاء المادة الثامنة في الدستور السوري، قد يستعيد البعث نفسه من يد خاطفيه، وأقصد من هيمنة العسكر واستغلال الحكومات المتعاقبة لاسمه في أعمالها الفاسدة.. فقد تم تغريب البعث عن أهله وتفريغه من مضمونه ورسالته المدنية منذ بداية "ثورته" الآذارية التي قادتها القوى العسكرية بعدما أقالوا آبائه المؤسسين وأبنائه المتحمسين، فباعوا الأقربين واشتروا الأبعدين، وأضعفوا الوحدة الوطنية بشعارات التضامن القومجية التي نجني الآن ثمارها المرّة.. واليوم أو غداً، في حال انقلب البعثيون على خاطفيهم وتحرروا من مستثمريهم، سيكون بإمكانهم المساهمة في تحصين البلاد من العُصيّات المذهبية بمضاد العصبية القومية، ذلك أن الشرقيين، كما أثبتت الأيام، غير قادرين على العيش من دون عصبيات تشد من إزرهم وتؤكد فخرهم وتوحد كلمتهم في وجه أعدائهم.. غير أن البعث الجديد، لن يكون بمقدوره تجاوز فكرة أنطون سعادة السورية بهويتها الإجتماعية (والتي نلاحظ أنها تنتظم مبادئ وأهداف غالبية الأحزاب السورية الجديدة التي تتشكل اليوم دون أن تدرك ذلك) .. وعلى البعث، في أيامه القادمة، أن ينتخب قادته وأبناءه المنتجبين الذين سيخلصونه من بقاياه العرقية ويستبدلونها بهويته الثقافية، نظراً لعدم مصداقية مزاعم نقاء الأعراق.. وفي ظل صراع الثقافات، فإن تجدد البعث مرهون بإعادة هيكلته وتطوير نظريته وهويته الاجتماعية، وهذا أمر ستحدده طبيعة الصراع السياسي القادم على الأرض السورية بين كتلتي "الإسلافيين" و"السوريين".
إذن فالبعثيون اليوم أمام تحدي الجملة الأولى الواردة في مبادئ الحزب الأساسية من أن "حزب البعث العربي حزب انقلابي".. فإما أن ينقلب الحزب على نفسه أو يتحضر لانشقاقه بواسطة شبابه تحت مسمى "البعث الجديد" .
نبيل صالح
التعليقات
نبيل في كل حالاتك
البعث المتجدد
سورية تستحق
له الرحمة ولكم طول البقاء
العزيز نبيلإن الجميع الأن
لعبة شطرنج
التّسميات في اللّغة العربيّة وأسبابها
مشكلة البعث الأساسية
سلمت يانبيل
يا ايها اللذين امنوا
أمة عربية واحدة!
أنا الذي كانت كلمات كـ "بعث"
أين تكمن المشكلة...؟!
مع احترامي واعجابي بمستوى
بعث الله يرحمو
عضو في الحلقه؟أم حلقة في العضو!!
إذا الغرب يوماً أرادالدمار فلابدأن يستجييب القذر
يا أستاذ نبيل؟آخ آخ من عقولهم؟
بعثي ... ويعيد ..!!
حزب تجار السلطة والإقطاعيين الجدد
...حزبي انا وانا امين عام انا...
سورية يا حبيبتي
نعم كما ذكرت أستاذ نبيل فأن
تعادل وطني
بعثي معتق نابوليوني سينييه
غباء سياسي ام نتهازية
الأخ طافش-1 المشكلة لم تعد
البعث العتيق
فتوى المرشد الأعلى وفك الارتباط و أشياء أخرى
سؤال
سأصووت
فات الاوان
فات الاوان
اخت محكومة بالامل
محادثة تازة!
رسائل بالجملة
المادة الثامنة وسورية
المادة الثامنة وسورية
بشرى مبكرة
ثورة من البالة
بس سو بالنسبة للداخل يا صياد؟؟
الصياد الجبلي
أبو جهل
إضافة تعليق جديد