"هيئة التنسيق الوطنية" تستيقظ متأخرة عن مائدة جنيف
الجمل ـ نبيل صالح: بعد مرور ثلاثة أيام على انعقاد مؤتمر جنيف2 في مونتيرو انتبهت «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة أن عليها أن تفسر سبب امتناعها عن المشاركة فيه، فنشرت على لسان رئيس مكتبها الإعلامي الدكتور منذر خدام مقالاً في جريدة "الأخبار" اللبنانية يوم أمس الإثنين، تفسر فيه (لغز عدم مشاركتها الذي لم يفهمه الكثيرين بما فيهم بعض أعضاء هيئته التنسيقية) كما ورد في مقدمة كلام خدام حرفياً!؟ وبعد صفحتين من الكلام المكرر للكلام على غرار نشرات الأخبار الرسمية نفهم أن حرد هيئة التنسيق عن مائدة جنيف كان بسبب أن الطرفين المتقاتلان (يصران على الحسم العسكري) وليس لأن صاحبهم فورد قد انقلب عليهم ولم يدعهم إلى مائدة التفاوض.
والسؤال: إذا كانت الهيئة هي أول من دعا إلى مؤتمر دولي للسلام ـ كما تقول ـ فلماذا رفضته بعدما مُدت صحونه على طاولة جنيف !؟ بل ولماذا عناء الذهاب إلى جنيف طالما أنهم موجودون -كما النظام- داخل سورية!؟
اللغز ليس لغزاً والأمر بيِّن: ليس لدى هيئة التنسيق أوراق مهمة للتفاوض، وبالتالي فإن حضورها في جنيف سيصب في جيب جماعة «الإئتلاف» الذين يكسبون أموالاً طائلة لقاء الدور الذي يمليه عليهم بندر ثم فورد الذي رفض دعوتهم لمائدة جنيف على الرغم من صحبتهم القديمة معه، منذ أن كان سفيرا لواشنطن في دمشق ورتبوا له اجتماعه مع تنسيقيات حماة بعد زيارته لمكتب السيد حسن عبد العظيم التي دهس فيها مواطناً سورياً في 29 - 9- 2011..
وإذا عدنا إلى ما قبل حادثة زيارة السفير فورد لمكتب عبد العظيم، إلى تاريخ 27 حزيران 2011 عندما تنادى معارضو (اليسار) إلى مؤتمر سميراميس في دمشق، سنتذكر أن د. منذر خدام ألقى يومها (بيان المعارضة السري) على الرغم من انعقاد المؤتمر بموافقة (استخبارات النظام) التي زرعت جراسينها وسماعاتها في قاعة الاجتماع، فإن بيان المؤتمر دعا إلى (تقاسم للسلطة في حكومة وحدة وطنية تمثل المعارضة فيه بنسبة 51 %) ووقتها سألناهم: هل لديكم قوة اقتصادية أو تحالفات سياسية أو فرق عسكرية تدعمكم لكي تذعن السلطات لمطلبكم هذا !؟
منذ ذلك اليوم، وبعد مرور سنوات ثلاث، ليس لدى هيئة التنسيق قوى فعلية تدعمها اللهم سوى قليل من الناشطين والمحطات (المغرضة) التي صنعت نجوميتهم الإفتراضية والتنسيقيات الفيسبوكية التي لم تتمكن هيئة التنسيق من تنسيقها أو تجميع زعماءها في إطار واحد حتى اليوم، كما فشلت في تسويق نفسها لدى الروس والإيرانيين بعد الأمريكان والسعوديين، فخسرت الخارج كما لم تربح جمهور الداخل بدليل أنها لا تمون على أي فصيل عسكري مقاتل طالما أنها غير قادرة على شرائهم بالمال النفطي كما يفعل اخوتهم في الائتلاف غير المؤتلف الذين حرد (ثلثهم) ولم يؤثر خروجهم على قرار فورد بجر الباقي إلى داخل قاعة المؤتمر وتلقينهم ما يجوز ومالا يجوز . .
وفي الواقع فإن سلوك هيئة التنسيق مازال يدل على مراهقة سياسية، على الرغم من هيمنة العجوز التسعيني عبد العظيم عليها، هذه المراهقة التي ستخرجها من المولد بلا حمص، أو حلب أو درعا أو أي أرض سورية أخرى، تماماً كما حصل مع صاحبنا الشاطر د. قدري جميل الذي لم يفهم أحدهم بعد سبب حرده وسياحته السياسية في جنيف، مع أنه كان يبلي جيداً في مسألة توزيع جرار الغاز علينا..
في النهاية نتساءل: هل يعلم أحد مالذي يريده د. منذر خدام وجماعته، ولماذا ما زالوا يصرخون على الفضائيات، في الوقت الذي نعلم أن شيخهم عبد العظيم كان له مطلب واضح منذ البداية (منصب رئيس الوزراء) ولكن يبدو أن (النظام) لا يرغب بالمزيد من العجائز على كراسيه .. وفي آخر النهاية، نرى ان باستطاعة هيئة التنسيق إكمال جنيف2 على أرض دمشق من دون مشاركة مأجوري الائتلاف. فقد تأخذ السلطات بيدهم وتشركهم في الحكومة و.. إعادة الإعمار التي يصارع الإئتلافيون على الفوز بعقوده في جنيف 2.. فعلى الرغم من عدم امتلاكهم لأوراق مهمة، ولكنها -أي الدولة- مازالت تسميهم (المعارضة الوطنية في الداخل) وترى أن مشاركتهم في الحكومة سيخفف -على الأقل- من مساهمتهم في جعجعة إعلام الدول العدوة، ومساهمتهم في المصالحة الوطنية وتوزيع المساعدات الإنسانية، وفي هذا فائدة لهم قبل الدولة، حيث يغدو وجودهم شرعياً وبياناتهم واقعية واجتماعاتهم علنية وتحويل تنسيقياتهم إلى دوائر إعلامية علنية يتمكنوا فيها من فرز الأميين والوهابيين عن المثقفين والمؤمنين، وبغير ذلك فإن نقيق الضفادع لن يقلق البحيرة..
الجمل
التعليقات
أصبتم كبد الحقيقة في تحليل
انتهازيون ..والرّفش النّازل.
إضافة تعليق جديد