لاتسكتي

09-01-2022

لاتسكتي

لن تنجح حملة حماية المرأة من العنف الأسري (لاتسكتي) إذا لم تتبناها وزارة الأوقاف وأئمة المساجد، ذلك أن بقايا التمييز ضد المرأة في المجتمع السوري هي إرث سلفي ينتشر بين الأسر المتعصبة دينيا وليس بين الأسر العلمانية، حيث استكمل العلمانيون رسالتهم ضمن قطاعاتهم التي تحترم حقوق المرأة وتدافع عنها ..
إن فقه الواقع يفترض بوزارة الأوقاف أن تقوم بدور شجاع في توعية جمهورها حول بقايا ثقافة التمييز العنصري بين بعض شرائح المجتمع السوري، إذ لم نسمع يوما واعظا يتحدث في خطبة الجمعة أو البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي تملأ الأثير عن المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات أو عن قدسية الدستور والمواطنة !؟
يلزمنا نهضة في الثقافة الدينية كي ينتقل مجتمعنا إلى استحقاقات الحداثة التي لاتتعارض مع الإيمان بالله، وإننا لننتظر من المشايخ المتنورين أن يبادروا إلى الإرتقاء بالثقافة الدينية الشعبية التي ماتزال أسيرة النسخة العثمانية التي خلفتنا عن ركب الحضارة مسيرة أربعة قرون.. والواقع أن المعارضة السورية السلفية في أغلبها تتبنى نسخة الإسلام العثماني والوهابي، كما هو الحال بين فصائل إدلب المسلحة التي تضع قيودا كثيرة على حرية المرأة. لهذا فإن جهاد مشايخ الأوقاف من أجل حقوق المرأة سيؤكد موقفهم فعليا فيما إذا كانوا يناهضون الإرث العثماني وثقافة "باب الحارة" التي تعاني من بقاياها الكثير من النساء السوريات، خصوصا في مناطق سيطرة المعارضة الإخونجية.. والله ولي المتنورين .

نبيل صالح

التعليقات

لن تنجحي..
مالم تتحريي من قيود المجتمع، ولم تتحرري ماديا،
لن تنجحي مالم تكوني قوية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...