المفاوضات بشأن النووي الإيراني تستأنف في 20 الجاري
اختتمت أمس جولة من المحادثات بين إيران ومجموعة (خمسة زائد واحد) حول البرنامج النووي الإيراني على أن تستأنف المفاوضات بين الطرفين في 20 تشرين الثاني الجاري.
ونقلت وكالة (ارنا) الإيرانية للانباء عن مصدر قريب من المفاوضات قوله إنه "من المقرر أن تستأنف المفاوضات الشاقة والمكثفة والجادة بين الجانبين والتي دامت ثلاثة أيام بجنيف في 20 تشرين الثاني الجاري".
إلى ذلك أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تحقيق تقدم في المفاوضات معربا عن أمله بالتوصل إلى اتفاق في الجولة القادمة من المفاوضات بين إيران ومجموعة (خمسة زائد واحد).
وقال ظريف خلال مقابلة مشتركة مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون: "ربما تكون هناك وجهات نظر مختلفة بين الدول الست إلا أننا سنعمل معا ونأمل أن نلتقي مجددا لكي نتوصل إلى اتفاق" مؤكدا أن الأيام الثلاثة من المفاوضات كانت جيدة ومثمرة للغاية.
وأضاف ظريف: "نحن حققنا تقدما ونأمل أن نحقق تقدما أكثر" مؤكدا أن إيران بإمكانها أن تعلق آمالا على هذه المفاوضات بغية التوصل إلى اتفاق نهائي.
وردا على سؤال بشأن دور فرنسا المختلف في المفاوضات قال ظريف: "نتوقع أن تكون لدى الدول الأعضاء المختلفة في مجموعة (خمسة زائد واحد) آراءها الخاصة" مضيفا .. "من الطبيعي عندما نبدأ بالتطرق إلى التفاصيل أن تكون هناك اختلافات إلا أنني لا أفقد أملي لأن الاجتماع الذي شاركنا فيه استغرق أكثر من ساعتين وإن الاجتماع كان جيدا".
وأشار وزير الخارجية الايراني إلى أن المهم هو وجود الإرادة السياسية وحسن النية لإنهاء هذه العملية وتطبيق المرحلة الاولى من التوافقات التي ستحصل في القضية النووية مضيفا .."نحن لدينا إرادة بأن نخطو في الاجتماع القادم خطوات إلى الأمام".
من جهتها أكدت اشتون أن اجتماعا جديدا حول البرنامج النووي الايراني سيعقد في 20 تشرين الثاني الجاري وقالت: "تحقق الكثير من التقدم ولكن لا تزال بعض المسائل عالقة".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن اشتون قولها : "هدفنا هو التوصل إلى نتيجة وسوف نعود كي نحاول التوصل إلى هذه النتيجة".
بدوره نوه وزير الخارجية الاميركي جون كيري بـ "التقدم الذي تحقق" في المفاوضات حول الملف النووي الايراني وقال "إننا الآن قريبون جدا من اتفاق".
وفي إشارة إلى عدم التوصل إلى اتفاق بالرغم من ثلاثة أيام من المفاوضات المكثفة قال كيري إن "إقامة الثقة بين الدول المتنازعة لوقت طويل تتطلب وقتا".
ولم ينس كيري مواصلة سياسة إدارته في كيل الاتهامات التي لا أساس لها لإيران رغم سلمية برنامجها النووي وبالمقابل غض الطرف عن الكيان الاسرائيلي الذي يهدد العالم بأسلحته النووية وقال: "إن الولايات المتحدة عازمة على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية" على حد تعبيره.
وكان وزير الخارجية الإيراني عقد الليلة الماضية اجتماعا مع وزراء خارجية وممثلي مجموعة الدول الست وأعلن أنه لم يفقد الأمل بعد في التوصل إلى اتفاق مع المجموعة خلال مفاوضات جنيف حول حل ملف ايران النووي رغم حذره من فرص هذه المفاوضات.
وقال ظريف في لقاء مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس: إنه "في الوقت الراهن يقدر آفاق المفاوضات بحذر أكبر مما كان عليه الأمر قبل يومين عند بدئها" إلا أنه اعتبر" أنه ما زالت هناك فرصة لنجاح هذه المفاوضات".
وفي سياق آخر وحول الحظر الاقتصادي والمصرفي الذي يفرضه الغرب على إيران قلل ظريف من عواقب هذا الحظر على نهج إيران التفاوضي مؤكدا أنه لم ولن يترك اثرا على نهج ايران في المفاوضات مشيرا الى انه كانت نتيجة الحظر انتاج 19 الف جهاز طرد مركزي وكذلك حدوث بعض المصاعب للشعب الايراني.
وشدد ظريف في حديثه الذي نقلته وكالة الانباء الايرانية (ارنا) على أنه لايمكن للغرب ومن خلال هذا الاستنتاج أن يدعي أنه حقق نصرا.
وفي وقت سابق أكد ظريف أنه لا يزال هناك تباعد في الرأي رغم التقدم الحاصل في المباحثات الجارية بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد حول الملف النووي الإيراني.
وقال ظريف أمس "إن المفاوضات بين إيران ومجموعة "خمسة زائد واحد" التي تجري حاليا في جنيف ستستأنف بعد أسبوع أو عشرة أيام إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق الليلة بهذا الشأن".
وقبيل مفاوضاته الثلاثية مع مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أوضح ظريف في تصريح للصحفيين ردا على سؤال حول النص الذي يتفاوض بشأنه الطرفان حاليا أن المفاوضات "دخلت مرحلة حساسة ونحن نتفاوض حاليا بشأن نص تستطيع كل الدول السبع الاتفاق حوله بحيث يأخذ بعين الاعتبار هواجس إيران من جهة وبعض وجهات النظر المختلفة في مجموعة دول خمسة زائد واحد من جهة أخرى".
وأضاف ظريف "بناء على ذلك فإن العمل صعب إلى حد ما وترون بأن المفاوضات في داخل مجموعة دول 5 زائد1 تستغرق وقتا كبيرا بيد أن هذا الأمر طبيعي لأن هناك ست دول وتمتلك وجهات نظر ومصالح مختلفة ونحن أيضا مستعدون للتوصل إلى حل إذا كان الطرف المقابل مستعدا للتوصل إليه وقد أحرزنا تقدما في هذا المسار إلى حد جيد".
وردا على سؤال بشأن المفاوضات الثلاثية مع الأميركيين أشار ظريف إلى أن هناك تاريخا طويلا من "عدم الثقة" بين البلدين مضيفا "أجرينا نحو 7 ساعات من المفاوضات على مستوى الوزراء مع الأميركيين منذ الجمعة وإلى جانب ذلك قمنا بإجراء مفاوضات جادة مع الفرنسيين والبريطانيين والألمان والآن أتوجه لإجراء اللقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف".
وجوابا عن سؤال حول معارضة الفرنسيين للنص الذي تم اقتراحه قال ظريف "هناك خلافات في وجهات النظر والدول المختلفة تمتلك وجهات نظر مختلفة والفرنسيون يمتلكون وجهات نظرهم أيضا" مضيفا "ما نعتبره لازما هو أن على الدول أن تعلم بأن الاحترام المتبادل والموقف المتكافئ والاهتمام بحقوق الشعب الإيراني يمكن أن توصل المفاوضات إلى نتيجة وإلا لن يكون الوضع مستديما".
يذكر أن جولة المفاوضات حول ملف إيران النووي بدأت الخميس الماضي في جنيف واستمرت ثلاثة أيام وأشاعت أجواء تفاؤلية بإمكانية التوصل لاتفاق لحل أزمة استمرت لسنوات بسبب اصرار الغرب على احتكار الطاقة النووية السلمية ومنعها عن الدول التي لا تسير في فلك سياسته.
من جهة أخرى أكد ظريف أن المفاوضات مع الجانب الأمريكي تتناول حل الملف النووي الإيراني وليس تحسين العلاقات الإيرانية الأمريكية مستهجنا تصريحات وزير خارجية النظام البحريني الذي اعتبر بأن على إيران قبل أن تحسن علاقاتها مع أمريكا أن تحسن علاقاتها مع دول الجوار.
وردا على تصريحات الوزير البحريني قال ظريف في تصريح له في جنيف أمس نقلته وسائل الاعلام الإيرانية " قلنا مرارا إن دول الجوار تمثل بالنسبة لنا أولوية على الدوام فموضوعنا الآن ليس تحسين العلاقات مع أمريكا ولا أعرف لماذا يساور بعض دول المنطقة القلق من هذا الموضوع".
وتابع ساخرا "لا أعتقد أن حل مشكلة الملف النووي الإيراني ستسبب مشكلة لدول المنطقة وعليهم الصبر قليلا وتقديم المساعدة ولو كنت مكان دول المنطقة لقدمت المساعدة لحل القضية النووية".
وشدد وزير الخارجية الإيراني على أن هدف المفاوضات مع أمريكا هو حل القضية النووية ويحدونا الأمل ألا تكون دول الجوار قلقة إلى هذا الحد.
وكالات
إضافة تعليق جديد