بنغازي ساحة حرب مع الميليشيات: 60 ضحية والجيش يتدخل
غرقت ليبيا أكثر في أوضاعها الأمنية المتأزمة، اذ لا تهدأ الاشتباكات المسلحة في مدنها، وإن اختلفت في حدّتها، أو في تنوع أطرافها ومواقعها. فبعد نحو عشرة أيام على «الانتفاضة» الشعبية ضد الميليشيات في العاصمة طرابلس التي أوقعت مئات الضحايا، جاء الدور على كبرى مدن الشرق الليبي، بنغازي، إذ اندلعت أمس اشتباكات بين قوات الجيش ومدنيين مسلحين من جهة، وميليشيات «أنصار الشريعة» من جهة ثانية، ما أسفر عن سقوط نحو 60 ضحية بين قتيل وجريح.
وتبادلت القوات الخاصة في الجيش الليبي وجماعة «أنصار الشريعة» الاتهامات حول من افتعل الاشتباكات، التي ما لبثت أن امتدت من منطقة رأس عبيدة تحديداً إلى مناطق أخرى. وما كان من الجيش سوى أن أعلن «النفير العام»، واستدعى الجنود من إجازاتهم.
وقال المتحدث باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازي المقدم ابراهيم الشرع، إن رئيس الغرفة العقيد عبد الله السعيطي «أهاب بكل العسكريين الالتحاق بثكناتهم ووحداتهم العسكرية فوراً»، لافتاً الى أن هذا الأمر يصحبه «إعلان لحالة النفير». وأضاف أن «كل من يتخلف عن الالتحاق سيتحمل عواقب غيابه قانونياً، ويعد ذلك هروباً من حالة النفير والطوارئ القصوى».
وفي وقت لاحق، أعلنت الحكومة الليبية في بيان عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة 49 آخرين. وكان مسؤول في وزارة الصحة قد ذكر في وقت سابق أن «14 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 51 آخرون».
وطلبت الحكومة «من كل أهلنا في بنغازي ضرورة التزام الهدوء حتى تتمكن السلطات الأمنية من ضبط الموقف الأمني من خلال الغرفة الأمنية والقوات الخاصة وقوات الأمن، والتعاون الكامل معها». وحذرت من أن الجيش يشكل «خطاً أحمر» يجب عدم تجاوزه.
وفي وقت متأخر من يوم أمس، زار رئيس الحكومة علي زيدان مدينة بنغازي، بحسب مسؤولين. وقد أعلن زيدان أنه يعمل على خطة أمنية لمواجهة الميليشيات المسلحة التي لا تكف عن تحدي السلطة المركزية.
وبحسب مسؤولين أمنيين، فإن القتال تفجر عندما كانت قوات خاصة من الجيش تلاحق مشتبهاً به في منطقة تنشر فيها جماعة «أنصار الشريعة».
ووفقاً للمتحدث الرسمي باسم قوات الصاعقة الليبية ميلود الزوي، فإن المواجهات اندلعت فجراً عندما تعرضت دورية من القوات الخاصة إلى هجوم قرب المقر العام لـ«أنصار الشريعة»، وقد رد الجيش «ما أدى الى اندلاع اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة». وأوضح أن المواجهات توسعت لتصل الى مناطق اخرى من بنغازي.
ومن جهتها، أعلنت جماعة «أنصار الشريعة» أن دورية تابعة لها تعرضت إلى حادث إطلاق نار في الساعات الأولى من الصباح من قبل بعض أفراد القوات الخاصة والصاعقة في الجيش الليبي. وأضافت الجماعة في بيان أن «الأمر تطور وتفاقم بذهاب المهاجمين الى منطقة رأس عبيدة وتعديهم على العيادة الخيرية، والإذاعة المسموعة، وعيادة المس وعلاج السحر، واشتبكوا هناك مع شباب المنطقة بعدما قاموا برمي مضادات الطيران وقواذف الار بي جي، ما سبب ذعراً للناس وأثاروا حفيظة أهالي المنطقة».
وقد تأسست جماعة «أنصار الشريعة» السلفية إثر الإعلان عن سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في تشرين الاول العام 2011 في مدينة بنغازي، ومن ثم تشكلت فروع عدة لها في مصراتة وسرت ودرنة وعدد من المدن الليبية الاخرى. ونسبت الى هذه الجماعة مسؤولية اغتيال قضاة ومسؤولين أمنيين في بنغازي، كما يشتبه في ضلوعها في الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي في 11 أيلول العام 2012، وأسفر عن مقتل السفير الأميركي وثلاثة ديبلوماسيين آخرين. ولكن الجماعة تنفي أي صلة لها بهذه الهجمات.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد