سرقة الكهرباء تكلف 600 مليون ل.س بدورة واحدة في دمشق
تستمر الحملة الموسعة على الاستجرار غير المشروع للتيار الكهربائي في مختلف المحافظات السورية منذ بداية العام الحالي، ليتكشف بحسب أرقام شركات الكهرباء في الوزارة حجم الانتهاكات الضخمة في حق الشبكة الكهربائية علماً أن الحملة بمعناها الحقيقي هي أصلاً في صلب مهام العمل اليومي لمفتشي ودوريات الكشف على الكهرباء، ومستمرة ولم تتوقف إطلاقاً، وإنما هناك فرق يتمثل في تشديد وتوسيع نطاق الحملة بهدف استئصال ظاهرة الاستجرار غير المشروع بأكبر درجة ممكنة.
مدير شؤون المشتركين في شركة كهرباء دمشق المهندس أيمن أبو صالح كشف عن أن هناك فترات محددة يزداد فيها الاستجرار غير المشروع للطاقة الكهربائية في فصل الشتاء حيث يركز البعض على التدفئة باستخدام الكهرباء ما يضاعف الاستجرار بشكل كبير.
وفي مرور سريع على نتائج الحملة، وصل عدد الضبوط المنظمة منذ بداية العام الحالي وحتى أمس الأول 330 ضبطاً تقدر كمية الكهرباء فيها بـ2.2 مليون كيلو واط ساعي قيمتها أكثر من 16 مليون ليرة سورية، منها 55 ضبطاً تجارياً و264 منزلياً و11 ضبطاً حكومياً.
وبالعودة إلى العام السابق فقد بلغ عدد الضبوط المنظمة 3402 ضبط بكمية تتجاوز 20 مليون كيلو واط ساعي بلغت قيمتها أكثر من 114 مليون ليرة تم استيفاء أكثر من 11.7 مليون ليرة منها في حين تم تحويل 2220 ضبطاً منها إلى القضاء المختص و1182 لم تحال إلى القضاء وتم استيفاء 2946 ضبطاً من مجمل الضبوط.
وقال مدير شؤون المشتركين: خلال الأيام القادمة ستصدر الدورة السادسة للعام 2013 وتم خلالها إجراء عدد من الضبوط منها 42 ضبطاً غير منزلي واستحوذت هذه المخالفات في الاستجرار غير المشروع على قدرة تقدر بـ 23.5 مليون كيلو واط ساعي تقدر قيمتها التقريبية بحوالي 203 ملايين ليرة سورية بعد احتساب الكيلو الواط الواحد بـ 7 ليرات سورية (لأن المخالفة غير قابلة للتشريح) وضربها بنسبة 1.23 بحسب الإجراءات المتبعة، أما في حال احتساب تكلفتها الكاملة والحقيقية على الدولة فإن هذا المبلغ تتم مضاعفته 3 مرات بالحد الأدنى ما يعني وصول قيمة مبلغ المخالفة إلى أكثر من 609 ملايين ليرة سورية تسجل كخسارة خلال شهرين فقط، أي إن الوزارة تبقى خاسرة حتى ولو حصلت تلك المبالغ.
وبيّن أبو صالح أن هذه القيمة هي جزء من القيمة الضائعة في مخالفات الدورة السادسة للفاتورة، وهذا الرقم لا يتضمن الضبوط المنظمة بحق 42 مخالفاً، وهم من كبار المستهلكين من فنادق ومطاعم ومنشآت تجارية وسياحية، وقد تم ترحيل هذه المبالغ على الفواتير الخاصة بهؤلاء.
وتوّقع أبو صالح أنه خلال الدورة القادمة سيكون العدد أكبر من هذه الأرقام بكثير وخصوصاً عدد الضبوط المنزلية في مناطق المخالفات وهي أكثر من المخالفات في المناطق التنظيمية لأن البيئة وطبيعة المكان تساعد المخالف على هذا الأمر.
وأشار إلى أن تنظيم الضبوط مع هذا الحجم الهائل للاستجرار كان صعباً نتيجة كثرة الناس المخالفين في هذه الفترة وأيضاً نظراً للصعوبات المتعلقة بالحصول على بيانات الهوية الشخصية للمخالفين في أطراف مدينة دمشق وبالتأكيد أحياء المخالفات صاحبة الباع الطويل في هذا النوع من المخالفات وهي إحدى المشاكل الكبيرة التي نواجهها.
ولهذا السبب- لفت أبو صالح- كان التركيز على إزالة الأسلاك الكهربائية المخالفة إذ إنه بالإمكان إزالة المئات من المخالفات يومياً خلال ساعات في حين قد لا نستطيع تنظيم أكثر من ضبطين في يوم العمل لما فيه من هدر للوقت والجهد.
وأضاف: بلغت أطوال الأسلاك المخالفة من مرتبة الكيلومترات ولكنها لا تعبّر بالضرورة عن حجم الاستجرار المخالف، وفي حين بلغ عدد ضبوط المخالفات المنظمة في العام الماضي 3402 ضبط فقد ازدادت عن العام الذي سبقه 2012 عندما بلغت 1326 ضبطاً فقط. هذا الواقع تطلب فرز عناصر التفتيش على مراكز الطوارئ لمعرفة أكثر الأماكن التي تشهد استجرار غير مشروع وذلك لهدفين الأول: مؤازرة عمال الطوارئ في العمل، والثاني: مصادرة جميع الأسلاك المخالفة وقمع المخالفات وتنظيم الضبوط اللازمة.
أما في الفترة الممتدة منذ بداية العام الحالي حتى تاريخ أمس ومع بلوغ عدد الضبوط 330 ضبطاً أوضح أبو صالح أن سبب ارتفاع هذه الأرقام جاء نتيجة إعادة تفعيل الرقابة على هذه المخالفات وتوزيع جديد للمهام وإلى الجرأة الزائدة للمفتشين. «ومع ذلك تعترض المشاكل عمل المفتشين وتصل أحياناً للتهديد أو للضرب وربما عدم المبالاة من قبل المواطن المخالف».
وتحدث أبو صالح عن الأساليب الحديثة في مخالفات الكهرباء والتلاعب بالعدادات واصفاً بعضها بالظاهر وبعضها الآخر لا يمكن كشفه بسهولة، «ولذلك تم رفد بعض الفنيّـين المتميزين بمخابر محمولة لفحص العدادات خارج الشركة ما أدى إلى تحقيق الكشف السريع على العدادات وأيضاً بهدف عدم استبدال العدادات الصالحة للاستعمال وتوفير استبدالها لمشتركين آخرين، وإذا استمررنا في هذا الأمر وزدنا عدد المفتشين نتوقع الكشف عن أرقام هائلة أخرى.
حسان هاشم
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد