طرح سحب السيادة الأردنية عن الأقصى: استعادة لتجربة تقسيم الحرم الإبراهيمي
عند توقيع «اتفاقية السلام» بين إسرائيل والأردن في العام 1994، كان الحفاظ على الدور التاريخي للأردن بخصوص رعاية المقدسات الإسلامية أحد الشروط، بما يضمن تبعية المسجد الأقصى لوزارة الأوقاف الأردنية. وبعد 20 عاما، بدأت محاولات إسرائيلية لسحب هذه السيادة، في خطوة وإن لم تمر عبر الكنيست راهناًَ، قد تمر ربما مستقبلا ضمن المساعي الإسرائيلية لتحويل المسجد إلى نموذج ثان عن الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.
وفرض الاحتلال الإسرائيلي أمرا واقعا في الحرم الإبراهيمي في الخليل في العام 1994 عندما قسمه إلى قسمين، جزء لليهود وآخر للمسلمين يخضع لعمليات تفتيش مشددة.
وناقشت الكنيست الإسرائيلية، أمس الأول، مقترحا أوليا قدمه عضو الكنيست اليميني المتطرف موشيه فيغلين، يطلب سحب السيادة الأردنية عن المسجد الأقصى، وإتباعه للسيادة الإسرائيلية حتى يتسنى للمصلين اليهود دخوله من دون معوقات.
وبرغم أن الكنيست أجّل نقاش مقترح فيغلين، وبرغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدو أنه يرفض الفكرة، فإنّ مجرد قبول النقاش، وفق ما قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احمد قريع، إلى جانب استمرار الاقتحامات للمسجد وإغلاق بواباته، يمهد لتقسيم الحرم بلا شك.
وقال قريع، في بيان أمس، إنه «في ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة على المدينة المقدسة ومحاولات تهويدها وتغير معالمها وفرض أمر واقع جديد، بالإضافة إلى الإجراءات التعسفية الإسرائيلية بحق سكانها، ندعو إلى هبة عربية إسلامية لنصرة المدينة المقدسة والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك قبلة المسلمين الأولى والمهددة بخطر التقسيم كما حدث في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل».
و قال رئيس «لجنة المرابطين للدفاع عن المسجد الأقصى» يوسف مخيمر إن إسرائيل تسعى إلى «تقسيم المسجد الأقصى عبر عدة وسائل، وما سحب السيادة الأردنية عنه إلا واحدة منها»، موضحا أن إسرائيل وعبر استمرار الاعتداءات، والمحاولات عبر الكنيست وغيره، تهدف إلى «تطويع الذهن العربي الإسلامي والفلسطيني، وتهيئته لفكرة أن المسجد الأقصى ليس لكم وحدكم».
وخلال جلسة الكنيست أمس الأول، قال فيغلين إنّ «كل منظمة إرهابية يمكنها أن ترفع هناك علمها، أما علم إسرائيل فمحظور ذكره. وأنا أدعو الحكومة إلى تجسيد السيادة الكاملة لدولة إسرائيل على (جبل الهيكل) كله. أدعو حكومة إسرائيل إلى السماح بحرية الوصول لكل يهودي إليه من كل باب، والصلاة فيه». وأضاف «أنا مندهش أننا نستطيع اليوم أن نناقش الموضوع، هذا أمر ايجابي».
أمجد سمحان
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد