«لوس انجلوس تايمز»: الأسد قادر على الفوز و قيادة الولاية الرئاسيّة الثالثة
على تخوم المدينة القديمة الممزقة يقف عمال الإغاثة ورجال الدين وأفراد القوات الحكومية في حالة استنفار ويقظة بانتظار قافلة الأمم المتحدة التي تجلي النساء والأطفال والشيوخ من المربع التاريخي القديم في المدينة (حمص) التي تعرف عند الكثيرين بنقطة الصفر في الحرب الأهلية السورية.
لكن الباصات أفرغت فئة مختلفة جدا من الركاب فئة تمثلت في العشرات من الشبان المنهكين والشاحبين حيث كانت البطانيات تلف أكتافهم فيما كان الخوف باديا بوضوح بالغ على عيونهم المرتعبة. لقد بدا عليهم عدم اليقين تحت أبصار القوات السورية العدائية برفقة ضباط الاستخبارات وهم يحملونهم إلى مركز استلام مؤقت حيث يقدم لهم الطعام.
ان هؤلاء الرجال الذين سلموا انفسهم للقوات السورية قبل أيام يمثلون بقايا المتمردين المدافعين عن مدينة حمص تلك المدينة التي كانت يوما رأس الحربة في التمرد السوري وبنبرة صوت خائفة سأل بعضهم بعضا قائلين ما الذي سيفعله هؤلاء بنا يا ترى؟
هذا الكلام كتبه باتريك مكدونيل وقال في مقالته بصحيفة لوس انجلوس تايمز «فيما تدخل الحرب الأهلية السورية عامها الرابع يبدو ان هنالك امراً واحداً واضح المعالم يتمثل في: ان المتمردين المدعومين من الولايات المتحدة يخسرون هذه الحرب. أما جيش الأسد الذي كان يقال عنه انه غير مجهز بشكل جيد ولا مدرب بشكل صحيح أو معد لحرب العصابات فضلا عن الشكوك التي تلف ولاءه إنما بات يحقق النصر تلو النصر وعلى النقيض مما كان يبدو عليه للولايات المتحدة وحلفائها فإن الأسد قد ينتهي به الحال وهو الزعيم الشرق أوسطي الوحيد الذي بقي في السلطة بعد مجيء تهديدات ما يسمى بثورة الربيع العربي.
وأضافت الصحيفة: لقد تمكن الأسد من البقاء بشكل أساسي نتيجة لتشتت المعارضة فضلا عن صعود الإسلاميين المتطرفين المعارضين لتقاليد سوريا المؤيدة للإسلام المتسامح فضلا عن التدفق المستمر للدعم المالي القادم من موسكو وطهران عدا عن انتعاش قوات الجيش السوري جراء دعم رجال الميليشيات اللبنانية المحلية من المقاتلين القادمين لإسناد النظام من سوريا. وقد اثبت دعم حزب الله البشري انه يمثل رصيدا كبيرا من خلال المقاتلين الذين يعبرون الحدود من البلدات اللبنانية القريبة، هؤلاء المقاتلون المدربون والمنضبطون عسكريا وسلوكيا كي يخففوا قدرا من الضغط المسلط على الجيش السوري التابع للأسد. كما ان الأسد أفاد من حالة الحس بالحرب المتعبة التي دفعت الكثير من المتمردين لإلقاء أسلحتهم فضلا عن المدنيين الذين انقلبوا بمواقفهم ضد الصراع.
أما الآن فان الأسد بات واثقا بما يكفي من قدرته على إدارة دفة البلاد لولاية رئاسية ثالثة ابتداء من الصيف الحالي ومن خلال انتخابات وصفتها المعارضة بالتزييف ويصح القول ان مساحات شاسعة من سوريا لاسيما إلى الشمال والشرق إنما باتت خارج سيطرة الحكومة المركزية. كما ان استعادة تلك المناطق البعيدة من المعارضة يمثل أمرا معقدا بالنظر إلى استمرار تدفق الأسلحة والمقاتلين من تركيا والعراق عبر الحدود.
لكن في الوقت ذاته فإن، معظم هذه الأراضي باتت تحت سيطرة تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة الموالية لها من الإسلاميين المتطرفين الذين ترفضهم الولايات المتحدة و حلفاؤها. وفي بعض المناطق باتت فصائل المعارضة تحارب بعضها البعض وذلك في صورة حرب داخل حرب أهلية بين فصائل المتمردين المدعومين من الغرب من جهة والإسلاميين الراديكاليين من جهة أخرى في اصل جوهرها تحولت سوريا الآن إلى لعبة جيوسياسية متعددة تتداخل فيها الأيادي والمصالح والاتجاهات.
ما بين ايران وروسيا مقاتلي حزب الله الذين يقفون ضد الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية وباقي المقاتلين الإسلاميين المتطرفين من عموم أنحاء العالم حيث يسعى كل طرف منهم نحو تحقيق أهداف استراتيجية معينة تترافق مع تصاعد وتيرة الموت والدمار لقد تحولت سوريا إلى ملعب دولي للصراع الأيديولوجي والإسلامي.
وبالرغم من ان الأغلبية السكانية السورية تنتمي للطائفة السنية إلا إن عددا من الأقليات وعلى رأسهم العلويون والعديد من السنة العلمانيين والسوريين من الطبقات الوسطى من كل الطوائف والشرائح إنما يبدو انهم معارضون لاستيلاء الإسلاميين على زمام الأمور في البلاد.
بالنسبة للحكومة فإن عماد قوتها يتمثل في الجيش الذي تدرب وتجهز بغية القتال ضد إسرائيل. لكن هذا الجيش تأقلم مع حرب من نوع جديدة ضد المتمردين والإسلاميين.
فيسبوك: صفحة الفنان عارف الطويل
إضافة تعليق جديد