الترك المجوس
يربط بعضهم بين الفرس والمجوس فيما أصبح لازمة في خطابهم، ويضيفون عليها بين الحين والحين لازمة أخرى، هي الصفويون المجوس… إلخ، فما هي دقة هذه التوصيفات من حيث جذورها التاريخية والمعرفية.
-1- رغم أن المجوس لا يرتبطون ارتباطا عضويا مع زرادشت، إلا أن الأخير الذي تنسب له المجوسية ليس فارسيا، بل من أصل تركي، وتحديدا من أذربيجان (التركية).
وبالمثل فإن إسماعيل الصفوي ليس فارسيا، بل من أصل تركي أيضا، وبهذا فلا أسلاف المجوسية من الفرس ولا أسلاف الصفوية.
-2- إذا كان من (قرابة معرفية) قوية بين التأويلات المختلفة للأديان والمذاهب التي عرفها الشرق، فإن زرادشت هو الأقرب إلى التأويلات السنية للإسلام، وكذلك التوراة، أما التأويلات الشيعية وكذلك المسيحية، فهي أبعد ما تكون (معرفيا) عن زرادشت والمجوسية بشكل عام.
وبهذا المعنى فإن التأويلات السنية والتوراتية والزرادشتية تنتمي معرفيا إلى شجرة واحدة مقابل التأويلات الشيعية – المسيحية – التموزية (العراقية) الفرعونية (المصرية).
وجوهر الفرق بينهما كامن في مقاربات انثروبولوجية لا تستبعد المساهمات الكلدانية والحرانية الفلكية منها.
فالثنائية الزرادشتية (النور والظلام) الخير والشر… إلخ) قريبة جدا من الثنائية المعروفة في التأويلات السنية والتوراتية.
مقابل التثليث الشيعي – المسيحي – التموزي – الفرعوني (علي، فاطمة، الحسين، الأب، الابن، الروح القدس، ايزيس، اوزريس، حورس).
وفيما ترتبط الثنائية في الحالة السنية – التوراتية، والمثنوية في الزرادشتية بالجماعات الرعوية والإيلافية – القمرية الجوابة والمقاتلة، يرتبط التثليث بالجماعات الزراعية – النهرية – الشمسية، وهكذا.
موفق محادين: العرب اليوم
التعليقات
This is a fatal KO on
إضافة تعليق جديد