ليبيا: تجدّد المعارك في طرابلس وبنغازي

أثار إعلان تأسيس مجلس شورى في مدينة بنغازي الليبية (شرقاً)، اعتراضاً ورفضاً من قبل مجلس شورى ثوار المدينة، الذي سارع إلى التأكيد أن المجلس الجديد «اختار فرصة انشغالنا في جبهات القتال وأعلن عن نفسه، متجاهلاً الثوار المجاهدين». يأتي ذلك في وقت تجددت الاشتباكات في المدينة وفي العاصمة طرابلس، الأمر الذي أدانته بعثة الأمم المتحدة معتبرة أنه «تصعيد خطير».

وأعلن أعيان ووجهاء في مدينة بنغازي، السبت، تأسيس مجلس شورى في المدينة، «يرفض الانقلابات العسكرية وينبذ الغلو والتطرف». ووفق بيان للمجلس، فإنه يضم أعيان المدينة ووجهاءها ورموزها العلمية والاقتصادية والدينية والثقافية والفنية والرياضية والمهنية والشباب الفاعلين. وأكد أن «الشريعة الإسلامية هي مرجعية التحاكم وأساس الحقوق وإنهاء الخصام»، مشدداً على حرمة الدم والعرض والمال والأملاك وضرورة الالتزام بالشريعة الإسلامية والقانون ونبذ كل تصرف يخالف ذلك.
في هذه الأثناء، تجددت في مدينة بنغازي، اشتباكات مسلّحة بين قوات «الصاعقة» التابعة للجيش الليبي وبين «مجلس شورى ثوار بنغازي»، مدعوماً بمسلحي تنظيم «أنصار الشريعة».
وقال الضابط فرج ميلاد التابع لقوات «الصاعقة»، إن «قوات الجيش تتقدم من جهة منطقة سيدي منصور شرق بنغازي نحو منطقة بوعطني التي يتمركز فيها تنظيم أنصار الشريعة وكتائب الثوار». وأضاف أن «هناك راجمات غراد 40 ومدفعية هاوزر التابعة للجيش تقصف أماكن تمركز مسلّحي مجلس ثوار بنغازي والتنظيم (أنصار الشريعة)، لمحاولة فتح طريق للجيش للتقدم أكثر».
أما في طرابلس، فقد اندلع قتال عنيف بين ميليشيات متناحرة، بعد ساعات على إعلان المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة عزمه زيارة طرابلس، مطلع الأسبوع، في محاولة للتوسط لوقف إطلاق النار.
وأمكن سماع دوي إطلاق النار والقصف بصواريخ غراد والمدفعية، منذ الصباح الباكر، قرب المطار وعدد من المناطق السكنية في طرابلس.
وأدانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا «التصعيد الخطير» في المواجهات المسلّحة التي تشهدها طرابلس وضواحيها، معربة عن استنكارها لقصف الأحياء السكنية وإصابة المدنيين وتهجيرهم وإلحاق الضرر بالممتلكات.
وأبدت البعثة، في بيان، أسفها الشديد لعدم التجاوب مع النداءات الدولية المتكررة ومع مساعيها من أجل الوصول إلى وقف فوري لاطلاق النار. وحذّر البيان «مما يشكله استمرار الاقتتال من تهديد جدّي للعملية السياسية ولأمن واستقرار ليبيا وسلمها الأهلي».
وفي موازاة ذلك، أصدر النائب العام الليبي قراراً يقضي بالتحقيق في «الجرائم المرتكبة في أحداث العاصمة طرابلس والأعمال المسلحة المرتبطة بها»، بحسب وكالة الأنباء الليبية الرسمية. ونقلت عن رئيس قسم التحقيقات في مكتب النائب العام الليبي الصديق الصور قوله، السبت، إن «النائب العام المستشار إبراهيم ونيس بشية أصدر قراره للتحقيق في كافة الجرائم نتيجة أحداث طرابلس المسلحة سواء تم تصنيف هذه الجرائم كجريمة حرب أو ضد الإنسانية أو حجز للحريات».

المصدر: وكالات