المقداد: نيّات فرنسا تجاه سورية لم تختلف منذ عام 1920 وحتى الآن
اعتبر نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أن سياسة فرنسا تجاه سورية منذ استعمارها لسورية عام 1920 وحتى الآن لم تختلف، مؤكداً أن سورية وفي حربها الآن على الإرهاب وداعميه ستكسب معركة الحفاظ على استقلالها وسيادتها.
وفي مقاله الأسبوعي الذي تنشره صحيفة «البناء» اللبنانية لفت المقداد، إلى أننا نستذكر في يوم السابع عشر من نيسان من كل عام بل وفي كل يوم من أيام العام أسماء مجاهدينا الذين قاموا بقيادة النضال ضد الفرنسيين في سورية مثل قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش وصالح العلي وفوزي القاوقجي ويوسف العظمة وأحمد مريود وحسن الخراط وسعيد العاص.
كما لفت المقداد إلى «المجاهد الكبير إبراهيم هنانو الذي اتخذ من الشمال الغربي السوري أرضاً للنضال والتضحية وهو نفسه كان الهدف الرئيسي أخيراً لقطعان الإرهابيين التي دخلت مدينة إدلب وتوجهت فوراً إلى التمثال الذي يخلد التاريخ المشرف للمجاهد هنانو وكانت أول جريمة ينفذونها هي تدمير تمثال هذه الهامة الوطنية والإنسانية الكبيرة الأمر الذي يدل على أن حقد الفرنسيين الذين دعموا وقدموا التمويل والتسليح لهذه التنظيمات الإرهابية ما زال قائماً حتى يومنا هذا».
ورأى المقداد أن «الذي اتضح خلال مواجهات سورية الأخيرة مع أعدائها للحفاظ على استقلالها وسيادتها هو أن الاستعمار هو الاستعمار، وقديمه لا يختلف عن جديده والأمر الذي أصبح الآن واضحاً لجميع السوريين هو أن نيّات فرنسا لم تختلف منذ دخول غورو إلى سورية عام 1920 وحتى الآن سواء كانت فرنسا يقودها اليميني ساركوزي أو الاشتراكي هولاند».
وأوضح المقداد أن «بعض الدول ما زالت مكبلة بقيود أطلقوا عليها اتفاقات مع الدول الاستعمارية وما زالت في كل ما تقوم به تعود إلى مرجعياتها في الغرب لاتخاذ القرار إزاء أوضاعها الداخلية أو علاقاتها الإقليمية والدولية وسياساتها الاقتصادية والاجتماعية فهل يمكن على سبيل المثال اعتبار «السعودية وتركيا» بلدانا مستقلة؟ بل هل يمكن اعتبار بعض الدول الغربية بما فيها تلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مستقلة في علاقاتها مع ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة أو بشكل أساسي في علاقاتها الفضائحية مع «إسرائيل»؟
وشدد المقداد على «أن الحرب الإرهابية الاستعمارية المعلنة على سورية هي أوضح دليل على أن العالم لم يتخلص حتى الآن ولا حتى زمن مقبل قد لا يكون قصيراً من الاستعمار ونيّاته المبيتة لدولنا النامية وخاصة مع رهان الدول الاستعمارية على أن مستعمراتها ستعود إليها صاغرة طائعة إلا أن صبر بعض هذه الدول مثل فرنسا لم يطل وها نحن نراها تتابع بشكل أو بآخر مصالحها الاستعمارية سواء في الشرق الأوسط أم إفريقيا أو آسيا أو حتى في أوروبا ذاتها وهو ما تقوم به فرنسا في لبنان وسورية ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى وكذلك تتصرف بريطانيا في مستعمراتها القديمة سواء كانت في الأردن أم شرق إفريقيا أو استعمارها الذي ما زال مستمراً لجزيرة المالفيناس الأرجنتينية في البحر الهادئ.
وأكد المقداد، أن الاستقلال الحقيقي لأي شعب لا يقاس فقط برحيل القوات الأجنبية عن أرضه بل أنه يعني حرية القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتقرير المصير وتأكيد السيادة وتحرير الأرض وتحرر الإنسان من الفقر والعوز والجهل وهذا هو ما قامت به سورية صوناً لاستقلالها وسيادتها وبخاصة بعد عام 1970 ونظراً إلى عدم تهاون قيادة سورية بقيم ومعاني الاستقلال وبالدماء الطاهرة التي سالت أنهاراً لتحقيق استقلال سورية عام 1946 وعدم التفريط بنقطة واحدة منها فإن سورية تواجه الآن معركة الحفاظ على استقلالها والحفاظ على الاستقلال قد يكون أحياناً أصعب من تحقيق الاستقلال ذاته ولهذا تتعرض سورية الحبيبة لهذه الحرب الإرهابية لحرفها عن موقفها إزاء قضية العرب المركزية قضية فلسطين التي جعلتها بوصلة النضال في نضال العرب الحديث إضافة إلى قرار المستعمر وأدواته وقف تطور سورية المستقل الذي جعل منها خلال السنوات العشر الأخيرة الأنموذج الذي يحتذى والأمل الذي يتطلع إليه العرب، كل العرب، بعين التقدير والإعجاب.
وأعاد المقداد في ختام مقاله التأكيد «أن سورية ستنتصر على الإرهاب وقطعانه من «داعش» و«جبهة النصرة» و«الجيش الحر» وتنظيمات تزور الإسلام بأسمائها وأفعالها وستثبت سورية الحالية لكل العالم «وهي التي طردت الاستعمار الفرنسي قبل تسعة وستين عاماً لتحقيق استقلالها وحريتها» أنها في حربها الآن على الإرهاب وداعميه بما في ذلك فرنسا والسعودية وتركيا والأردن ستكسب معركة الحفاظ على استقلالها وسيادتها لما فيه خير شعبها والأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم».
وكالات
إضافة تعليق جديد