صدام يعود الى العوجة وشريط فيديو للحظة الإعدام يثير الجدل
وارى الثرى بمسقط رأسه في بلدة العوجة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بعد أن رفض الأميركيون تنفيذ رغبة عائلته بدفنه في الرمادي.
وقد أظهر شريط بثته الجزيرة للحظة إعدامه عبارات طائفية ورباطة جأش صدام في مواجهة الموت.
وذكر العديد من أبناء البوناصر عشيرة صدام أن القوات الأميركية أجبرتهم تحت تهديد السلاح على دفن صدام حسين فورا وتحت جنح الظلام, وهو ما فعلوه خشية أن تنفذ تهديدها وتأخذ الجثمان لتتولى حكومة نوري المالكي عملية الدفن.
ووري صدام الثرى في بيت عزاء هو ملك لعائلته ولف قبره بالعلم العراقي, ووضع مئات المشيعين أكاليل زهور وصورا له على القبر الذي لا يبعد إلا ثلاثة كيلومترات من المقبرة التي تحتضن رفات نجليه عدي وقصي اللذين قضيا في اشتباك مع الجيش الأميركي في الموصل عام 2003.
وشارك مئات الأشخاص من أفراد عشيرته ومحافظ صلاح الدين في مراسم التشييع.
وأقامت عشيرته مجلس عزاء في جامع صدام الكبير بتكريت، وتدفق مئات العراقيين من تكريت المجاورة حيث أقيم العزاء بداية في "مجمع صدام" -رغم حظر التجوال- لحضور مراسم التشييع التي أصرت السلطات العراقية والأميركية على ألا تكون من تلك التي تليق برئيس سابق.
ونقلت مروحية أميركية جثمان صدام حسين من بغداد إلى تكريت بعد ساعات طويلة من الانتظار, حسب عبد الحسين جبارة نائب حاكم محافظة صلاح الدين الذي قال إنه توجب انتظار ضوء أخضر أميركي ومن الرئيس جورج بوش شخصيا لنقل الجثمان.
وقال "وقعنا على وثيقة استلام الجثمان واطلعنا شخصيا نحن الثلاثة (محافظ صلاح الدين ونائبه والشيخ علي الندا رئيس عشيرة البيجات التي ينتمي إليها صدام) وتم بعد ذلك غسل الجثمان والصلاة عليه غير بعيد عن مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي.
وأضاف جبارة "رافقنا الجثمان من مقر مجلس الوزراء إلى ساحة وجود الطائرة التي أقلتنا إلى قاعدة جوية في تكريت، ثم أقلتنا سيارة شرطة نحن والجثمان إلى العوجة".
كما نفى جبارة أن يكون جسد صدام حمل آثار تعذيب,وكان وجهه يحمل فعلا آثار كدمات قال ابن عمه حامد سليمان المجيد ومسؤولون إنها ناتجة عن الشنق.
وتحدثت مصادر في الحكومة العراقية بداية عن دفن صدام في قبر غير معلم، حتى لا يتحول مزارا ونقطة استقطاب لمن يوصفون بالمتمردين البعثيين.
وأظهر شريط تسجيل عرضته الجزيرة لحظات الإعدام وقوف صدام رابط الجأش في مواجهة فرقة الإعدام، ووسط جلادين ملثمين هم أقرب إلى رجال المليشيا منهم إلى عسكريين محترفين، حيث كانوا يرتدون سترات جلدية مدنية.
وكشف الشريط المثير للجدل من خلال شعارات الجلادين أنهم من مؤيدي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وقد هتف هؤلاء باسمه وباسم المرجع الشيعي محمد باقر الصدر الذي قتله أعوان صدام في الثمانينيات.
وأضفت تلك الهتافات على عملية الإعدام ملامح عملية لتصفية مذهبية الطابع غاب عنها العراق الدولة، وحسب مراقبين فإن هذا الشريط يترك للأجيال صورة مهيبة لصدام، ويضع تساؤلات عمن أعدم صدام، الحكومة العراقية أم مليشيات سياسية.
وأثار المكان الذي أعدم فيه صدام -الشعبة الخامسة التابعة لدائرة الاستخبارات العسكرية في النظام السابق- بعدا آخر في هذا الاتجاه.
إذ يرى النائب عن جبهة التوافق الشيخ خلف العليان أن اختيار المكان يشير إلى أن "إيران هي من نفذ الحكم"، موضحا أن الشعبة الخامسة هي المكان الذي كان ينفذ فيه حكم الإعدام بحق كل من يثبت تعاونه مع النظام الإيراني، "وبالتالي فإن اختيار هذا المكان يدلل على أن هناك رغبة للانتقام من قبل إيران وأعوانها داخل العراق".
الجزيرة+ وكالات
إضافة تعليق جديد