الاقتصاد الادلبي في مهب الريح ومعامل المحافظة "قيد التهريب" إلى تركيا
ربما لا يزال الوقت مبكراً لإحصاء دقيق لخسائر اقتصاد محافظة إدلب جراء زحف المجموعات المسلحة وسيطرتها على مدينة إدلب ثم على جسر الشغور، فالوضع العسكري مفتوح على تصعيد وتطورات كبيرة خلال الأيام القادمة، لكن ذلك لا يمنع من محاولة تلمس بعضٍ من جوانب الخسارة الاقتصادية المتوقعة.
أول ما يتبادر للذهن عند محاولة تقويم الواقع الاقتصادي للمحافظة بعد التطورات الأخيرة، ضرورة البدء بالقطاع الزراعي الذي يشكّل العمود الفقري لمعيشة آلاف العائلات في المدينة والريف من ناحية، والنسبة التي يشكلها من الناتج المحلي للمحافظة من ناحية أخرى.
وبحسب مدير زراعة إدلب نجيب طباع، "تشكل الزراعة ما يزيد على 30% من دخل المحافظة. لذلك، إن أي ضرر يلحق بهذا القطاع يعني أن نتائجه ستكون مؤلمة ومباشرة على آلاف العائلات".
وأضاف الطباع، بحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن "إنتاج محافظة إدلب هذا العام من محصول القمح يقدر بأكثر من 150 ألف طن، وهو لا يزال بعيداً عن تأثير المعارك، كذلك الأمر بالنسبة إلى محصول الشعير الذي يقدَّر إنتاجه هذا العام بأكثر من 100 ألف طن. أما الزيتون، فهناك عدة أشهر تفصلنا عن موسمه، وهذه فترة سيكون خلالها الجيش قد أعاد الأمن للمحافظة".
من جهةٍ أخرى، وردت إلى وزارة الصناعة، معلوماتٌ "أقل تفاؤلاً"، حيال مصير أكبر منشأتين صناعتين تابعتين للدولة، إذ كشفت الوزارة، بحسب "الأخبار"، أن المعلومات التي وصلتها تفيد بأن "المجموعات المسلحة الإرهابية اقتحمت شركتي الخيوط العامة في إدلب وغزل إدلب وفكّكت خطوط الإنتاج فيهما التي تصل قيمتها حالياً إلى أكثر من 35 مليار ليرة، وبدأت بتهريبها إلى تركيا".
إلا أن ما يقلق الوزارة هو "غياب أي معلومات تتعلق بمصير بعض عمال الشركتين". علماً بأن عدد عمال الشركتين وصل في شهر شباط الماضي إلى نحو 1743 عاملاً، وكانوا يتقاضون شهرياً ما يقرب من 64 مليون ليرة سورية كرواتب شهرية.
وقالت الوزارة إن الموجودات الثابتة للشركتين بلغت قيمتها الدفترية بنهاية شهر آذار الماضي نحو 7 مليارات ليرة، وقيمة المخزون من مواد أولية وجاهزة نحو 617 مليون ليرة، إلا أن قيمتها الحقيقية تبلغ أكثر من ستة أضعاف القيمة الدفترية.
القطاع الاقتصادي العام ليس المتضرر الوحيد، فهناك أضرار كبيرة لحقت بالمنشآت الصناعية الفردية بفعل التخريب والنهب والاشتباكات.
يذكر أن بيانات المكتب المركزي للإحصاء تبين أن عدد المنشآت الصناعية في محافظة إدلب بلغ قبل الأزمة نحو 5191 منشأة مشكلة بذلك نسبة وقدرها 5% من إجمالي عدد المنشآت الصناعية في سوريا، وبإجمالي إنتاج وصل إلى 18,171 مليار ليرة.
إضافة تعليق جديد