توقيف 400 مهاجر غير شرعي في العاصمة الليبية
أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في العاصمة الليبية طرابلس توقيف نحو 400 مهاجر غير شرعي كانوا يستعدون للإبحار نحو السواحل الأوروبية، اليوم الأحد، وبدء تطبيق خطة أمنية تهدف إلى ملاحقة المهربين.
وقال مدير مكتب الإعلام في الجهاز التابع لوزارة الداخلية في الحكومة غير المعترف بها دولياً، محمد عبد السلام القويري، لوكالة "فرانس برس"، لقد "أوقف مكتب التحريات في الجهاز اليوم نحو 400 مهاجر".
وأوضح أنه "جرى توقيف هؤلاء المهاجرين فجراً بينما كانوا يستعدون للصعود على متن مراكب والإبحار نحو السواحل الأوروبية في منطقة تاجوراء" شرق طرابلس، موضحاً أن معظم المهاجرين "أتوا من الصومال وأثيوبيا وبينهم نساء بعضهن حوامل".
من جهته، قال مسؤول أمني رفيع المستوى في جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية لوكالة "فرانس برس"، إن عملية التوقيف اليوم "تأتي مع انطلاق خطة أمنية أطلق عليها اسم عملية الحسم تستهدف ملاحقة المهربين".
وأضاف أن الخطة "تستند إلى معلومات وتحريات قمنا بها على مدى الفترة الماضية، وتقوم أيضاً على تنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية من أجل ملاحقة المهربين في جميع المناطق الليبية".
وشاهد مصور "فرانس برس" عشرات المهاجرين وهم يصلون تباعاً في سيارات نقل مكشوفة إلى مركز إيواء في وسط طرابلس، وقد جرى جمعهم في ساحة كبيرة وتقديم الطعام والماء إليهم فور وصولهم إلى المركز.
وقالت ماني، الآتية من النيجر وهي تبكي: "أريد أن أبقى في ليبيا ولا أريد أن أعود إلى بلدي. لا يوجد احد لمساعدتي هناك. أرجوكم أبقوني في ليبيا".
وتابعت أن زوجها سبقها إلى أوروبا لكنها لا تعلم مصيره بعد، موضحة "زوجي تركني ولا أعلم أن كان حياً أو ميتاً".
كما قالت أنابيل "شقيقي أجبرني على محاولة الذهاب إلى أوروبا ولم أكن أريد ذلك.. لا أريد أن أعود إلى نيجيريا، أعطوني أي عمل وسأقوم به، في المنزل أو في أي مكان آخر، لكن لا تعيدوني إلى نيجيريا".
من جهته، أوضح آدم إبراهيم عبد الله، الآتي من الصومال، قائلاً: "دفعت نحو 1400 دولار لآتي الى طرابلس. اقمت في مجمع لمدة نحو شهرين، ثم دفعت 1400 دولار أخرى لمجرد الذهاب إلى ايطاليا".
وأضاف "اعتقلونا اليوم واتونا بنا إلى هنا. السبب الرئيسي (لمحاولة الهجرة) إن بلدنا في نزاع ولا توجد حكومة، نريد أية مساعدة ممكنة".
وتشهد ليبيا نزاعا مسلحا منذ الصيف الماضي حين انقسمت سلطة البلاد بين حكومتين، واحدة يعترف بها المجتمع الدولي في الشرق، وأخرى مناوئة لها تدير العاصمة منذ آب العام 2014 بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى "فجر ليبيا".
وتوفر الفوضى الأمنية الناتجة عن النزاع العسكري المستمر بين قوات هاتين السلطتين، أرضاً خصبة للهجرة غير الشرعية عبر سواحل ليبيا التي تفتقد الرقابة الفعالة في ظل الإمكانات المحدودة لقوات خفر السواحل وانشغال السلطات بالحرب الدائرة في مناطق متفرقة.
ومع ساحل طوله ألف و770 كيلومتراً، تعتبر ليبيا نقطة انطلاق للمهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط في رحلة محفوفة بالمخاطر للوصول إلى أوروبا. ولا تبعد السواحل الليبية أكثر من 300 كيلومترً عن جزيرة لامبيدوزا الايطالية، التي تشهد كل عام وصول آلاف المهاجرين غير الشرعيين.
وشرعت مؤخراً السلطات الليبية في طرابلس في إبراز جهودها لمكافحة الهجرة غير الشرعية عبر الإعلان عن عمليات التوقيف لمراكب مهاجرين، واصطحاب الصحافيين إلى مراكز الإيواء التي تضم آلاف المهاجرين الذين أوقفوا خلال محاولتهم الهجرة.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد