مسيحيو سوريا ينتظرون القمة الروحية
بالقرب من الطريق المستقيم في دمشق القديمة، الذي سار عليه بولس الرسول منذ ألفي عام، يلتقي بطاركة إنطاكية وسائر المشرق، في لقاء يأخذ أهميته في زمن تزداد فيه عملية تهجير المسيحيين في مختلف بلدان المشرق.
هي قمة روحية في صفتها الرسمية، وتحمل في مضمونها رسائل من بغداد ودمشق وبيروت وصولا إلى القدس إلى كل العواصم الإقليمية والدولية.
تستعد بطريركية إنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس لاستقبال قمة روحية مسيحية. ويشير مصدر كنسي إلى أهمية اللقاء الذي سيعقد الاثنين المقبل. وقال «القمة ستكون لكل بطريرك يحمل صفة أنطاكية، ولها أهمية كبيرة في هذا الزمن الصعب الذي يمر به بلدنا والمشرق، إضافة إلى أن لاجتماعهم أهمية كبيرة».
ويضيف أن «اللقاء سيعقد الاثنين من الساعة 10 صباحا حتى الثانية ظهرا في مقر البطريركية في الكنيسة المريمية، وسيخرج اللقاء ببيان وتوصيات في ختامه».
وتعمل البطريركية في ورشة عمل مستمرة منذ إعلان انعقاد القمة الروحية. ويشير أحد المشاركين في عملية التنظيم إلى أن «اللقاء بالنسبة لنا ليس فقط إدارة لقاء روتيني، فنحن نعرف أننا نشارك بإرسال صورة راقية توازي أهمية حضور البطاركة».
وكانت مدينة إنطاكية تلقب «بتاج الشرق الجميل»، وهي المقر التاريخي لتأسيس الكنيسة الأولى، واليوم إنطاكية، بصفتها الرسمية والروحية، في دمشق. ويعتبر المصدر الكنسي أن للقاء في دمشق رمزيته وأهميته، لما تشكله هذه المدينة من مفصل أساسي في كل ما يحدث في المنطقة عامة، وفي سوريا بشكل خاص.
وسيشارك البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في اللقاء في دمشق. وتشير المعلومات إلى تحضير برنامج خاص منفصل عن القمة الروحية، حيث سيقيم قداساً ويدشن كنيسة.
وفي ظروف أمنية وسياسية صعبة تشهدها البلاد، يشكل اللقاء لغالبية المسيحيين دعماً أساسياً لوجودهم، فهم يتعرضون، كما كل السوريين، للتهجير من مختلف المحافظات من قبل المجموعات المسلحة.
ويعتبر اللقاء مطلباً أساسياً لتفعيل دور الكنيسة بشكل اكبر في ظل الأزمة. أما على المستوى السياسي، فله دور في تفعيل صوت الكنيسة إلى الخارج، وخاصة من جهة حضور البطاركة لما لهم من اتصال مع الفاتيكان.
ويقول جورج «إننا بحاجة دائماً لإجتماع رؤساء الطوائف المسيحية. نعرف أن اللقاء لن يخرج بقرار الوحدة في الكنيسة، لكن يكفي أن يلتقوا في دمشق».
وعن أهمية زيارة الراعي، يعتبر إلياس، الذي يسكن قرب مقر مطرانية الموارنة في دمشق، بأن «هذه الأحياء، إضافة للكثير من القرى المارونية، لم تأخذ أهميتها لدى برنامج زيارة البطاركة الموارنة خلال العقود الماضية، وهنا تكمن أهمية وضرورة قيام الزيارة الثانية للبطريرك الراعي، والتي يجب أن يتبعها زيارات أخرى».
وسام عبد الله
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد